التاريخ : 2019-01-07
الهروب من الأردن " خيانة " والتأميم , هو الرد !
الراي نيوز
بقلم : شحاده أبو بقر العبادي
في ضوء فوضى المعلومات والشائعات عن هروب مستثمرين ورجال مال وأعمال من الأردن بعد أن تدنت أرباحهم ومكتسباتهم , فإن التوصيف الوطني الصحيح لهكذا واقع مخز مبرره الجشع أو الإحتيال لا غير , هو أن الهروب يرقى سلبيا إلى حد ' الخيانة ' التي تستوجب الردالحاسم وفورا وبلا تردد أو تهاون .
الأردن ليس مجرد بقرة حلوب إن خف ضرعها أو جف هجرناها بعد أن حلبناها حتى آخر قطرة . الأردن وطن وهو أب اليتامى والهاربين واللاجئين إلى حياضه بحثا عن لقمة عيش وملاذ آمن وليس العكس ! .
من إستثمر وحظي بالتسهيلات والإمتيازات والحوافز على كثرتها ووفرتها وجنى الملايين وربما المليارات من خير الأردن وتعب وجيوب شعبه الخاوية , عار عليه أن يهرب تحت جنح الظلام بحثا عن مرابح أكثر وملايين أكثر , وعلى حكومتنا أن تتخذ ولو مرة , موقفا حازما أكثر , فهي حكومة شعب مكلوم في لقمة عيشه وفرصة عمله ويصبر صبر أيوب عليه السلام وأكثر ! .
نطالب الحكومة بموقف صريح واضح إزاء أمر جلل كهذا يستهين بالأردن وبإقتصاده الوطني ولا يقيم له وزنا إلا بقدر ما يقدم من مكاسب وأرباح طائلة . من يهرب أو حتى قد يفكر بالهرب يجب أن يطبق عليه وعلى ما يملك قرار سيادي وطني حاسم هو ' التأميم ' , والمنع من العودة ودخول الأردن ثانية , فليذهب حيث يشاء ولكن مع حفظ حق الأردن وشعبه وصون مرتكزات إقتصاده الوطني ! .
ليس هذا وحسب , فالتأميم يجب أن يطال كل فاسد رتع في خير بلدنا , فلا يعقل ولا يهضم أو يستساغ أو يقبل دينيا أو وطنيا أو قانونيا أو حتى أخلاقيا , أن يستعصي على شعبنا الطيب الوفي الصابر حتى قوت يومه , فيما يتبرطع طارئون وفاسدون متخمون بخيراته , وإن قل خيره غادروا بالحفظ والصون بحثا عن مغانم أكثر في مكان ما على هذا الكوكب , بعد أن حصلوا على الكثير وجنوا الكثير ومنهم من تكبر علينا وتجبر ! .
الأردن ليس ' منهبة ' لكل طامع جشع . الأردن دولة وشعب ووطن رغم أنف كل مستهتر . وعلى مواطنيه المرددين للشائعات أن يحذروا كثيرا , فالأردن اليوم مستهدف أكثر من أي وقت مضى , والمطلوب لا قدر الله , هو دمار إقتصاده وإنهيار دولته ودخوله الفوضى لغايات في نفوس يعاقيب كثر !
من يقرأ ويتابع ويحلل ويفكر بالبصر والبصيرة معا , يرى المؤامرة الخسيسة رأي العين , وعلينا جميعا واجب صدها , وإلا فسنبكي على الأطلال لا سمح الله , إن لم ننتبه ونحذر ونقف سدا منيعا كشأننا دوما في وجه الكارثة وصانعيها وأعوانهم الكثر خارج الحدود .
نحن وبكل الصراحة على مفترق طرق , فإما أن نعض على بلدنا ' المملكة الأردنية الهاشمية ' بالنواجذ وعنها وعن وجودها وحاضرها ومستقبلها ندافع , أو فلننتظر الأسوأ لا قدر الله , ولست أخال أردنيا واحدا ومن كل طيف ومشرب , يرضى بهذا أو يتردد في صده مهما كان الثمن . صان الله الأردن من كل شر , بهمة شعبه الوفي الواحد , وبقيادته الهاشمية التي عنها لن نتحول مهما توهم الحالمون والطامعون والمتآمرون الأشرار . والله جل في علاه من وراء القصد .