تصوير سند زكارنة
فيديو تهاني ابو صالح
مونتاج محمد الجبر
تفاقمت خلال الأشهر الماضية حوادث قتل
الأطفال بصورة بشعة ووحشية , وهو ما أحدث حالة من الهلع والفزع لدى الرأي العام ,
وتعالت الأصوات في وساثل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بضرورة سن قوانين رادعة
لوضع حد لتلك الجرائم , ووضع تشريعات تملي على الجهات القضائية والمعنية اتخاذ
الاجراءات العقابية اللازمة لمواجهة تلك الجرائم الوحشية ؛ وهذه الجريمة تثبت ما
نقول ..
فقد فجع أهالي البقعة بعد تغيب الطفل محمد
أحمد أبوقطام البالغ من العمر 6 سنوات عن منزل ذويه .. وخيم الحزن على أسرة الطفل
, والذي تم البحث عنه ولمدة 3 أيام من قبل الجهات الأمنية وأهل الطفل , الى أن جاء
خبر العثورعليه مقتولا وموضوعا في حقيبة , حيث شهد تاريخ 19/6/2019من يوم الأربعاء
مراسم دفن الطفل المقتول بدم بارد وبدون ذنب .
وعن تفاصيل هذه الجريمة البشعة ..
زارت " الرأي نيوز " بيت العزاء ,
والتقت ذوي الطفل ..
تصريح المكتب الاعلامي ..
قال الناطق الاعلامي في مديرية الأمن العام
ان بلاغا ورد لمديرية شرطة محافظة البلقاء بتاريخ 18 /6/2019من يوم الثلاثاء
بفقدان طفل يبلغ من العمر 6 سنوات في منطقة مخيم البقعة , حبث شكلت عدة فرق في
مديرية الشرطة والبحث الجنائي لمتابعة البلاغ ومباشرة البحث عن الطفل المفقود ومسح
المنطقة باستخدام الكلاب البوليسية .
وأضاف الناطق الاعلامي أن التحقيقات قادت فرق
التحقيق الى معلومات حول مكان وجود الطفل , حيث جرى التحرك الى مكان داخل أحد
المنازل , والذي يعود الى أحد الوافدين , حيث عثر داخل المنزل على جثة تعود للطفل
المفقود , وتبين بعد الكشف على الجثة من قبل الطبيب الشرعي والمدعي العام وجود
شبهة جنائية في وفاة الطفل , وألقي القبض على الجاني وبوشر التحقيق معه .
جدة الطفل ..
قالت الجدة " أم وليد " وهي في
حالة حزن شديدة , وكانت تبكي بأنين صادر عن قلب حزين , " خبروني محمد بأي ذنب
قتل , ولماذا قتلك عديم الضمير , انه طفل بريء لايفكر الا باللعب ", وعن يوم
اختفائه قالت " في الساعة الخامسة مساء يوم الأثنين 17/6/2019خرج محمد ليلعب
مع أطفال الجيران , وطلب من والدته مبلغ عشرة قروش , وأعطته والدته ذلك المبلغ ,
وطلب عشرة قروش أخرى من زوجة عمه وأعطته أيضا ماطلب , وغادر محمد المنزل ولم يعد
بعدها أبدا ".
وأضافت الجدة أم وليد "وعندما تأخر محمد
بدأنا رحلة البحث عنه لساعات طويلة , ثم قمنا بابلاغ الأجهزة الأمنية , والتي قامت
بتمشيط المنطقة طوال الليل , ولم تعثر الأجهزة الأمنية والبحث الجنائي عليه , حيث
كان شباب العائلة والجيران يساندونهم في البحث عن محمد ".
وبكت الجدة عندما تذكرت ماحصل لحفيدها الغالي
, وقالت " لقد كان محمد لايفارقني أبدا وكان حنونا ومحبا لي ,الآن من سيبقى
بجانبي بعده , كيف سأقااوم دموعي التي لن تفارقني أبدا بعد غيابه ", وبعدها
أكملت قائلة " أقسم بأنني لغاية الآن لا أصدق ماحصل لحفيدي , فقد ذهب لشراء
" ساندويش " من المطعم , وقام العامل في المطعم , وهو مصري الجنمسية
بضربه كف على وجهه أوقعه أرضا ,فاعتقد أنه مات فغطسه في برميل مليء بالمياه , ثم
فاضت روحه , ثم وضعه في كيس , وأخذه للغرفة التي يسكن فيها , ووضعه في حقيبة ملابس
", وطالبت الجدة من الجهات القضائية اعدام الجاني حتى يكون عبرة لغيره .
عم الطفل ..
قال " أبو الوليد ", " أنا عم
الطفل , ووالده مسجون على شيكات منذ عامين , ولم يره والده منذ أن سجن , ومحمد هو
أكبر أخوته , وكان فرحا جدا عندما قمنا بتسجيله في الندرسة , ولكن فرحته لم تكتمل
فقد اختاره الله بجواره ".
وعن تفاصيل الحادثة ..
قال أبو الوليد " خرج محمد منزله من أجل
اللعب مع ابناء الجيران , لكنه توجه قبل اللعب الى المطعم المجاور لمنزلنا من أجل
شراء " سانويش " وكان ذلك بتاريخ 17/6/2019 , وفي الساعة الخاسة مساء
يوم الأثنين , وعندما تأخر الوقت الى مابعد آذان العشاء ولم يعد محمد , اتصلت جدته
بي وأخبرتني بأن محمد لم يعد للمنزل , فذهبت مع أبنائي للبحث عنه , ولم نجده ,
فتطورت الأمور وأخذ الجميع يبحثون عنه من أصدقاء وجيران , حتى أصبنا باليأس والاحباط
, فقمنا بالاتصال بالأجهزة الامنية المعنية , والتي قامت بتمشيط المنطقة حتى الفجر
,وفي ظهر يوم الثلاثاء 18/6 2019بدأت الخيوط تتضح وعلمنا بأن صديق الجاني اتصل
بالجهات الامنية وأبلغ عن الجاني بأنه قام بقتل الطفل بدون سبب " ..
وطالب أبو الوليد الجهات الأمنية والقضائية
باعدام القاتل .. فلقد ارتكب جريمته ولم تبدو عليه بوادر الارتباك , وقام الجاني
بالذهاب الى منطقة عين الباشا يوم الأثنين 17/6/2019من أجل البحث عن عمل آخر في
مطعم آخر , وشاهد صديق له في مطعم وأبلغه بأنه يريد العمل معه , لأنه يجب أن يترك
المطعم الذي يعمل فيه والمنزل ,وعندما بدأ الجاني الحديث مع صديقه فتح قلبه وأخبره
بفعلته , وبضرورة تركه للمطعم والمنزل . وذهبا سويا الى منزل الجاني , وشاهدا
المغدور الموجود في الحقيبة , ثم ذهب الصديق الى المركز الأمني وأبلغهم عن الجريمة
, وقال أبو الوليد أيضا " شاهدنا بعد صلاة العصر الأجهزة الأمنية وقد أحاطت
المنطقة وخصوصا المطعم , ثم تم التوجه الى الغرفة التي يسكن فيها , وهناك جرى
البحث عنه وتم القاء القبض عليه ", وبكى أبو الوليد بكاءا حارا على الطفل
الذي قتل بغدر , وفارق الحياة قبل أن يراها بعينيه الجميلتين .
الأم ..
كانت الام تائهة ومتعبة ومرهقة من شدة البكاء
, وكانت تحمل بيديها ملابس طفلها , وقالت" لقد اختار بنفسه ملابس العيد, وطلب
مني أن يرتديها , ثم قال سأرتديها في العيد القادم لأخفف عنك النفقات ياأمي , وقبل
خروجه طلب مني أن أقول الله يرضى عليك , وعندما قلتها له قال الله يفك سجنك ياأبوي
" , وبدأت تبكي بحرقة , ولم تدر عما حولها من شدة الحزن , وكانت تنادي محمد
ياحبيبي أين ذهبت وتركتني .