يحتفل العالم بيوم المراة العالمي و الذي يصادف الثامن من اذار من كل عام. وشعار يوم المراة العالمي لهذا العام هو "الاستثمار في المرأة لتسريع وتيرة التقدم". و عند النظر الى العلاقة ما بين الاستثمار و التقدم من جهة و المرأة من جهة اخرى فإننا نجد أن هناك علاقة وطيدة وأهمية بالغة للمرأة باعتبارها اللبنة الاساسية لتحقيق التقدم و التنمية و بناء المجتمع. ولكن ما يميز اليوم العالمي للمرأة هذا العام انه يأتي في ظل الاوضاع المأساوية التي تعيشها المرأة الفلسطينية في قطاع غزة, حيث تتجسد معاناة النساء هناك بكل تجلياتها منذ اكثر من خمسة اشهر, إذ فرضت الحرب البشعة واقع مريرو مؤلم على النساء و الاطفال بصورة خاصة. و التساؤل هنا كيف نتكلم عن حقوق المرأة بالمساواة و الحرية في حين ان المرأة الفلسطينية في غزة تواجه كوارث انسانية غير مسبوقة و تتعرض للانتهاكات المؤلمة كل يوم, حيث تفقد حياتها و حياة اطفالها واقاربها و تفقد بيتها و تعليمها و عملها و أرضها. خلال الحرب على غزة و وفقا لوزارة الصحة في القطاع تفقد إمرأتين حياتهما كل ساعة, فيما أجبرت اكثر من مليون إمرأة و فتاه على النزوح القسري, و عدد الشهيدات تجاوز الثمانية الاف إمرأة و فتاه و اكثر من ثلاثمائة إمراة معتقلة في السجون. و اصبحت الولادة بمثابة كابوسا تخشاه النساء حيث لا تتوفر ادنى الإحتياجات الاساسية لهؤلاء النساء بسبب تدمير المستشفيات و المرافق الصحية و حسب الاحصاءات ايضا اصبح ما يزيد عن خمسة الاف إمرأه هن المعيلات لعائلاتهن في ظروف صعبة جدا بسبب الحصار على القطاع, حيث يكافحن في كل دقيقة لتأمين لقمة العيش لهن و لعائلاتهن.
و على الرغم من كل هذه الظروف القاسية و المؤلمة أثبتت المرأة الفاسطينية في غزة انها قوية و صلبة و تتحدى الالام و الاوجاع. فعلينا
ان نحيي النساء الصامدات في وجه الظلم في جميع أنحاء العالم و أن نقف إجلاء و تضامنا من أجل منح هؤلاء النساء حقوقهم الاساسية من أجل العيش بحياة امنة بكرامة و عدالة. و هنا لا بد للإشارة الى أن المراة الاردنية تساند شقيقتها الفلسطينية بكل ما تملك و تشعر بحجم المأساة التي تواجهها و تحاول المرأة الاردنية تقديم كل مساعدة ممكنة للتخفيف من ويلات هذه الهجمة الشرسة التي تتعرض لها شقيقاتنا في فلسطين.
د.منيرة جرادات
أستاذ مساعد- جامعة جدارا
عضو المجلس الوطني- حزب إرادة