الرأي نيوز - فارس كرامة
يبدو أن هوس الوزير الأسبق جواد العناني بأن يصبح رئيساً للوزراء لم يعد حبيس طموحاته وأحلامه ورغبته فقط، بل وصل لدرجة أن يعرض نفسه لذلك المنصب ويروج لاسمه علنا وعبر الفضائيات ومنصات التواصل الاجتماعي

الكلام سهل، وكغيره استخدم العناني لغة التنظير، وبدأ بشرح قرارات شعبوية يمكن أن يفرضها إذا أصبح رئيساً للحكومة، مثل ضبط تسعيرة المحروقات وإعادة النظر ببعض الضرائب وتشجيع الاستثمار وضرب الفساد المنظم كما قال وكلها شعارات نتمنى جميعاً تطبيقا ويدعوا الجميع إليها، ولو سألت أي مواطن عادي ماذا ستفعل لو أصبحت رئيساً للحكومة ماذا ستفعل سيكرر هذه الخطوات، ولكن 

ولكن في السطر الاخير تفرض اسئلة واقعية بعيدة عن الأحلام، ومنها هل سيتمكن العناني فعلياً من تطبيق ذلك، وهل الواقع الاقتصادي والمالي والظروف المحيطة تمكنه من تحقيق تلك الآمال، وأعتقد أنها لو متاحة لفعلها رئيس الحكومة الحالي، فلا رغبة لأي رئيس بخلق أزمة او العمل ضد مصلحة الوطن والمواطن

والسؤال المهم، ماذا قدم العناني ذاته عندما شغل أكثر من ٣٠ منصباً في مختلف المؤسسات الحكومية اخرها عندما كان نائباً للرئيس للشؤون الاقتصادية في حكومة الملقي التي غادرت بعد ان ضاق الشارع الاردني من قراراتها الاقتصادية تحديداً

في المقابل واحدة من أخطر الجمل التي قالها العناني يتعلق بالفساد المنظم، فماذا عنى في ذلك، ومن أين حصل على المعلومة، ولماذا لم يقدم معلوماته لهيئة النزاهة ومكافحة الفساد، وهل يمتلك وثائق، فمثل هذه المعلومات الخطيرة قد تضرب مساعي الاستثمار في الخاصرة ويجب ان تكون مؤكدة وموثوقة وحقيقية، للتحرك ضدها

كل مواطن اردني صغيراً كان أو كبيراً يطمح ويحلم ولن يرفض أن يكون رئيساً للوزراء ، ولكن هل يمتلك العناني من الأصل معلومة عن حكومة جديدة، مع العلم ان هذا قرار ارادة ملكية سامية.