الراي نيوز  - أكد سياسيون ومحللون أهمية ما جاء في خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني، في القمة العربية الإسلامية في الرياض، مشيرين إلى جهود جلالته الاستثنائية المتواصلة لوقف الحرب على غزة، ووقف نزيف الدم فيها، وحشد الرأي العالمي وإدانة العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة.

وقالوا في تصريحات لـ(الرأي): إن كلمة جلالته شخّصت الوضع الحالي للأزمة وما يتعرض له الفلسطينيون من ظلم على مدار عقود طويلة، مؤكدين أن جلالته كان السباق دائما في المبادرة إلى إيجاد موقف دولي رافض للممارسات والانتهاكات الإسرائيلية الوحشية بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، والتأكيد على أن لا سلام بدون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

رئيس النادي الدبلوماسي الأردني الوزير والسفير الأسبق جمال الشمايلة قال: إن كلمة الملك مثّلت كلمة الحق المبين في التعبير بكل صراحة وشفافية عن ما يتعرض الشعب الفلسطيني له من ظلم واضطهاد من قبل الاحتلال الإسرائيلي أمام المجتمع الدولي».

وأضاف: «لقد وضع جلالته العالم كله أمام مسؤوليته حيال العقلية الإسرائيلية وتعاملها مع الفلسطينيين من قتل وتدمير وعزل واعتداء على المقدسات والحقوق، مشيرا إلى تأكيد جلالته أن الظلم الواقع على الأشقاء الفلسطينيين هو دليل فشل المجتمع الدولي في إنصافهم وضمان حقوقهم، ودعوته إلى ضرورة أن تبقى الممرات الإنسانية مستدامة وآمنة، وأنه من غير المقبول منع الغذاء والدواء والمياه والكهرباء عن أهل غزة»، منوّها إلى «جهود الأردن في القيام بواجبه في إرسال المساعدات الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين بكل الوسائل الممكنة».

وقال الشمايلة إن «دعوة الملك لبناء تحالف سياسي لوقف الحرب والتهجير والبدء بعملية جادة للسلام تعد خطوة مهمة بما تحمله من رؤية عميقة في حل النزاع، وعلى دول العالم تبنيها لوقف نزيف الدم في الأراضي الفلسطينية وإقامة السلام العادل والشامل، لافتا إلى تحذير جلالته من أن بديل السلام هو التطرف والكراهية والمزيد من المآسي».

أستاذة العلوم السياسية الدكتورة رشا المبيضين قالت إن «انعقاد القمة يعد ردا على ما تشهده الأراضي الفلسطينية من تطورات خطيرة غير مسبوقة تستوجب وحدة الصف العربي والإسلامي».

وأشارت إلى أن «ما جاء في كلمة الملك هو استمرار للجهود الكبيرة والمتواصلة التي تبذلها الدبلوماسية الأردنية في مساعدة الشعب الفلسطيني».

وقالت: «كلمة الملك تؤكد على أن الأردن مستمر في الدفاع عن الحق العربي في فلسطين، حتى يستعيد الشعب الفلسطيني كامل حقوقه ويقيم دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ينعم فيها بالحرية والاستقلال والحياة الكريمة».

وتابعت: «منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة وحتى الآن قاد الأردن تحركا سياسيا مهما ولافتا في كل المنابر والمحافل الدولية، للدعوة لوقف الحرب على غزة والضفة، والعمل على تحقيق السلام الدائم والعادل والشامل الذي يضمن الحقوق ويصون الكرامة لأصحابها».

أما المحلل السياسي والقانوني المحامي معاذ أبو دلو فقال: «ما جاء في كلمة الملك في القمة أمس هو في إطار الجهد الملكي المتواصل الذي ينطلق من إدراك جلالته العميق لخطورة ما ستؤول إليه الحرب على قطاع غزة، والتي ستكون آثارها كارثية في حال توسعت رقعة المواجهات، لافتا إلى تنبيه جلالته للتصدي بحزم ضد سياسة التهجير والعقاب الجماعي التي تنتهجها إسرائيل في عدوانها على غزة».

ولفت أبو دلو للمكانة الدولية التي يتمتع بها جلالته، وجهوده في حشد المواقف الدولية المؤيدة للقضية الفلسطينية، لافتا إلى حتمية تطور وتوسع الصراع في المنطقة في ظل انسداد الأفق السياسي لوقف إطلاق النار، وغياب الحل السلمي.