منى نعلاوي
' سنعود بعد أيام ، أسابيع ، أو حتى شهور ' هذا لسان حالهم من بعيد ، ولا شيء بعدها سوى انتظار وانتظار ؛ إنهم الأردنيون العالقون في الخارج ، فمنذ آذار الماضي وتحديدا عندما أعلنت الحكومة إغلاق المطارات كواحدة من الإجراءات الوقائية التي اتبعتها لمواجهة جائحة كورونا والسيطرة عليها في الأردن ، من هنا بدأت مأساتهم ...
وتاليا واحدة من الشهادات الحية على ذلك ، فقد وجه أحد هؤلاء المواطنون الذين تقطعت بهم السبل خارج البلاد مناشدة للحكومة و إدارة الأزمات للنظر بشكل ضروري جدا وملح لعودته إلى أرض الوطن بعد أن أغلقت جميع الأبواب في وجهه ...
قال المواطن الأردني عمر محمد زهير الجاعوني إنه غادر الأردن بتاريخ ٣/١٤ في زيارة عائلية إلى أمريكا لمدة ١٣ يوما ، تاركاً خلفه زوجته و أطفاله الثلاثة ، أكبرهم ٨ سنوات و أصغرهم ٣ ، مؤكدا بأنه لغاية هذا اليوم لم يستطع الرجوع إلى البلاد ولا لبيته نظرا للظروف السائدة حاليا الناتجة عن أزمة كورونا ، وهذا ما جعل أطفاله في حالة نفسية يرثى لها ، فوالدهم خرج في رحلة مدتها ١٣ يوما امتدت لما يقارب خمسة أشهر.
و عند إعلان الحكومة سابقا في تموز عن موعد فتح المطار والذي تقرر في الأسبوع الأول من شهر آب و تحديدا في تاريخ ٨/٥ و إعلان قائمة الدول الخضراء المشتملة على ٢٢ دولة والشروط اللازمة للعودة إلى الوطن سواء من إقامة في هذه الدول لمدة ١٤ يوما و إجراء فحص كورونا قبل السفر و لدى الوصول إلى عمان قام المواطن الجاعوني بحجز تذاكر بناء على ذلك و سافر إلى إيرلندا و هي إحدى الدول الخضراء المعلنة من قبل الحكومة و مكوثه فيها ١٤ يوما و هو شرط العودة ، و قام أيضا على حد قوله بحجز موعد في مركز طبي معتمد لعمل الفحص ،و نظراً لأنه لا يوجد طيران مباشر بين عمان و العاصمه الإيرلندية دبلن حجز رحلة من هناك إلى روما / ايطاليا و هي دولة خضراء أيضا بتاريخ ٨/٧ و رحلة أخرى على الملكية الأردنية من روما إلى عمان / الاردن بتاريخ ٨/٨ متكبدا جميع التكاليف المادية و المعنوية سواء من تذاكر سفر من أمريكا إلى إيرلندا ، إلى ايطاليا ، إلى الأردن ، أو من تكاليف الإقامة و الفنادق ، وكل هذا في سبيل العودة إلى الوطن ، و الرجوع إلى بيته و أطفاله .
و لكن مع إعلان الحكومة الأسبوع الماضي عن تأجيل فتح المطار بشكل غريب و مفاجئ و إغلاقه حتى إشعار آخر تبخرت كل آماله بالعودة في غمضة عين كما قال ، مبديا الجاعوني استغرابه من تلك التصريحات التي خرجت بها الحكومة عن عدم جاهزية الدول الخضراء ، علما بأن ذلك ليس صحيحا على حد قوله فهو يقيم في دولة خضراء منذ أسبوعين ، وحركة السفر منها وإليها طبيعية جداً.
و جميع العواصم الأوروبية الخضراء بينها رحلات متبادلة يومياً ، إضافة إلى أن أغلب دول العالم رفعت القيود عن السفر بشكل تدريجي و وضعت له ضوابط و أسس ، منوها إلى أنه بالرغم من أنه ليس مواطنا إيرلنديا ولا يملك إقامه في ايرلندا و لا يعمل ولا يدرس و غير متزوج بمواطنة هناك ؛ إلا أنه تم الترحيب به و استقباله دون حجر صحي و تعقيدات ، فلماذا كل هذا التعقيد لمواطن يريد العودة إلى مسقط رأسه لكي يحتضن أطفاله !!
معتبرا قرار الحكومة الأخير استخفاف و استهتار بحاجات الناس و أموالهم .
مضيفا بأنه حاول الإتصال أكثر من مرة بالجهات التالية :
القنصليه الأردنية في إيرلندا .
السفارة الأردنية في بريطانيا .
المركز الوطني للأمن و إدارة الأزمات .
غرفة العمليات في وزارة الخارجية .
والمحاولات كانت فاشلة ، حتى أنه أرسل رسائل عبر تطبيق واتس اب إلى رقم غرفة العمليات في وزارة الخارجية ، والذي كان قد أبلغهم بأن هناك طائرة إخلاء من فرانكفورت قريبا ، و طلب منهم إرسال المعلومات الشخصية و مع الأسف لم يعاودو الرد لاحقا .
ويختم الجاعوني قائلا ' أنا حاليا موجود في إيرلندا ، ولا أعلم هل علي الانتظار هنا أم الذهاب إلى فرانكفورت أم لدولة أوروبية أخرى خضراء ، أم لدولة عربية صفراء ، أم الرجوع إلى أمريكا الحمراء ؟؟؟ '
وكانت الحكومة قد أعلنت في وقت سابق أن موعد تشغيل المطارات في الأردن سيكون في تاريخ 5 آب الجاري والبدء في الفتح التدريجي لحركة السفر والملاحة الجوية ، وذلك وفق متطلبات ومعايير وقائية شاملة ، كما أعلنت عن بدء تسيير الرحلات كمرحلة أولى تجريبية لقائمة الدول الخضراء مشمولة بـ 22 دولة ، والتي يشابه الوضع الوبائي لها الأردن أو أفضل منه .
و عادت في تاريخ 4 / 8 وأعلنت عن تأجيل فتح المطارات لعدم استقرار الحالة الوبائية عالمياً ، بناء على توصية من لجنة الأوبئة والتي حذرت أيضا من التسارع الحاد في تسجيل إصابات بفيروس كورونا ، وعدم اكتمال ترتيبات السفر والمتطلبات الصحية الوقائية مع الدول والوجهات الخضراء ، مشيرة إلى أن المطارات ستبقى مفتوحة لاستقبال المواطنين الأردنيين ومغادرة غير الأردنيين.