التاريخ : 2017-12-03
نقل السفارة ينهي دور أمريكا بعملية السلام
الراي نيوز
يتابع الفلسطينيون بقلق شديد الانباء المتضاربة حول نية الولايات المتحدة نقل سفارتها من تل ابيب الى القدس، مؤكدين انعكاس ذلك بشكل مباشر على الدور الامريكي في المنطقة بشكل عام وعلى الدور الامريكي في عملية التسوية.
'معا' استطلعت آراء عدد من المحللين حول الخطوة الامريكية والذين اجمعوا على التداعيات السلبية لها.
خطوة تنهي عملية السلام
الخبير في الشأن الامريكي 'مخيمر أبو سعدة' لـ معا: إن الاخبار حول نقل السفارة لا زالت متضاربة وهي تنقسم ما بين 'من المبكر الحديث عن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة' و'توقعات حول اعتراف 'ترامب' بالقدس كعاصمة لإسرائيل يوم الأربعاء القادم' ، وتحدثت أخبار أخرى الأسبوع الماضي أن 'مايك بينس' نائب الرئيس ترامب، قال: إن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس لا يزال على جدول أعمال الرئيس، بالتالي فموضوع اعترافه بالقدس كعاصمة لإسرائيل فهو ممكن، رغم نجاح العرب سابقا في إقناع ترامب بالتراجع عن هذا القرار لما سيكون له من تداعيات سلبية وحالة من الرفض الشعبي والجماهيري الفلسطيني والعربي.
وأكد'أبو سعدة' إن طرح هذه الخطوة سينهي كل المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين وإن قرارات ترامب لن تكون عبثية وعشوائية مشيرا الى تعارض طرح ما يُسمى 'بصفقة القرن' وأفكار ترامب وطموحاته لعملية السلام مع اعترافه بالقدس عاصمة لاسرائيل، لأن هذا لن يكون بداية مشجعة لأي عمل سياسي تفاوضي بين إسرائيل وفلسطين، بالتالي أمريكا ستفقد دورها 'كوسيط نزيه' في عملية السلام كما تدعي'.
عملية ابتزاز
من جهته أوضح المحلل السياسي 'طلال عوكل' : 'أن هذه خطوة استراتيجية خطيرة من قبل الولايات المتحدة، وهي تقطع الطريق تماماً أمام كل محاولة أمريكية أو غير أمريكية في استئناف عملية السلام واستمرار المفاوضات، وتعتبر هذه الخطوة ضمن رؤية معينة سيطرحها الطرف الأمريكي عندما يحين موعد المفاوضات.'
ويرى 'عوكل' أن هذه التوقعات التي يتحدث عنها الاعلام الأمريكي ما هي إلا من الأساليب الابتزازية التي يتبعها الطرف الأمريكي ومواصلته في إخضاع الفلسطينيين بالقبول بأي حل من الحلول التي تطرحها أمريكا لكنه 'من الواضح أن أمريكا لا تملك أي حلول تقدمها للفلسطينيين وأنها أكثر من منحازة لإسرائيل ، وتحقيق هذه الخطوة سيزعج العرب لا الفلسطينيين فحسب، وستضع حد لكل المراهنة على الراعي الامريكي من قبل القيادة الفلسطينية'.
وأضاف في ذات السياق: 'إن الحديث عن نقل السفارة الأمريكية والاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، يعتبر من ضمن أدوات الضغط والابتزاز الذي يمارسها الطرف الأمريكي على السلطة الفلسطينية، كما أن إغلاق مكتب السفارة الفلسطينية في واشنطن وتشديد الرقابة على عملها هو نتيجة الأساليب المتبعة لابتزاز الفلسطينيين'.
رفض يتجاوز الفلسطينيين
من ناحيته أكد الداعية الإسلامي 'عماد حمتو' رئيس المعاهد الأزهرية في قطاع غزة ' إن هذه التصريحات مرفوضة جملةً وتفصيلاً كما أننا نرفض بالأصل وجود الاحتلال على هذه الأرض المقدسة، ونرفض كل ما يترتب عن هذا الوجود غير الشرعي من قرارات وتصريحات وأفعال.'
كما وأكد أن الأمة الإسلامية لن تتقبل هذه القرارات رغم هوانها وضعفها وأن : 'في مثل هذه المسائل لا يكفي الإدانات الخجولة والباردة وعلى الأمة العربية والإسلامية أجمع، أن تستنهض قوتها وعدم إعطاء أي فرصة لترامب بأن يحقق طموحاته وأفكاره في المنطقة العربية.'
وقال أنه: 'من الواضح أن هذه النار التي يريد 'ترامب' أن يحاول من خلالها توضيح الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو صراع ديني فحسب، وهذا سيكون نتائجه مدمرة على المنطقة كلها، بالتالي سينشأ جيل جديد يرفض الاقتراب من المقدسات و التلاعب بها وسيحرك ويستفز كل مشاعر المسلمين في كل العالم'.
يذكر ان معظم الرؤساء الامريكيين قدموا وعودات لإسرائيل بنقل السفارة الى القدس لكن التأجيل كان يجري في كل مرة تحسبا من ردود الفعل على القرار وسط مخاوف حقيقية من تغيير في السياسة الامريكية في عهد الرئيس ترامب.
عدد المشاهدات : ( 24008 )