الراي - ملح مسكر
تخطّى مركز اصلاح وتأهيل أم اللولو القابع بين محافظتي المفرق وأربد الصورة النمطية المعروفة للقاء النزيل بذويه، حين الحق بحديقة خصصت لزيارات النزلاء في الهواء الطلق.
والحديقة تلك بادرة هي الأولى من نوعها في تاريخ مراكز الاصلاح والتأهيل في المملكة وربما في الشرق الاوسط والتي افتتحت اخيرا بحسب قول الناطق الاعلامي في مديرية الامن العام الرائد محمد الخطيب .
فبعد أن كانت زيارة النزيل تتم من وراء ستار زجاجي أو قضبان أو بواسطة الهاتف أو في مكتب اصبحت اليوم في حديقة تبعث الراحة النفسية للنزيل وتشعره بقربه من ذويه لتسهم في تبديد أي شعور بالخوف لدى الاطفال الذين ينوون زيارة آبائهم اواقربائهم وفقا للخطيب.
وسرعان ما طالبت الطفلة روان ذات الاعوام الاربعة والدتها بالعودة إلى الحديقة "الجميلة" التي التقت فيها بوالدها الذي يقضي مدة محكوميته في مركز اصلاح وتأهيل أم اللولو، معتقدة وكما أوحت لها والدتها بأن والدها موجود هناك لأنه كان قد خرج بمغادرة من مركز عمله القريب من الحديقة ، إذ أنها لا تعلم أن والدها نزيل في مركز اصلاح.
ولعبت الطفلة في تلك الحديقة التي اسمتها "بيت ابي" برفقة والدها شأنها شأن عشرات من الاطفال الذين تتاح لهم فرص رؤية اقربائهم النزلاء وسط اجواء من اللعب والمرح بالمراجيح التي اعدت لبث المزيد من تلك الاجواء.
ويعود الرائد الخطيب للقول:" إن إنشاء الحديقة الخاصة لقضاء النزيل لبعض الوقت خارج نظام التقييد الذي تفرضه طبيعة عقوبة الحبس ، يأتي كخطوة جديدة من مديرية الأمن العام في تطوير العملية الإصلاحية والانتقال بها إلى مفهوم التأهيل والرعاية وتوفير جميع السبل التي تهوّن على النزيل وذويه الأوضاع الاجتماعية المرتبطة بتنفيذه لعقوبة الحبس".
ويشير إلى أن هذه الخطوة ترسخ كذلك مبدأ العقوبة الواحدة وهي الحبس دون تأثير على الكيان النفسي والاجتماعي للنزيل وذويه خاصة الأطفال الصغار الذين سيتأثرون سلبا بأجواء التقييد المعتادة أثناء الزيارة داخل المركز.