الرأي
نيوز- كتب خالد فخيده
لم يخف نواب مخضرمين ان الاستعراض العسكري لجماعة الاخوان المسلمين في مسيرة المسجد الحسيني الجمعة الماضية كانت مفاجئة لهم.
فهم اقروا بان الحراك الشعبي صاحب الفضل في الاصلاحات التي شهدتها البلاد عام 2011 على الصعيد السياسي وابرزها التعديلات الدستورية. ولكنهم عارضوا اي خروج له عن النص السلمي كالذي شاهدوه في جمعة طفح الكيل.
النسور : الكتائب تلويح بقوة خفية غريبة عن الاسلاميين
النائب الدكتور عبدالله النسور قال لـ رم " لقد اقلقني كل القلق ان ارى ما يسمى الكتائب ( الفلانج ) وهي حزب الكتائب اللبنانية، فهي لا تليق بالاخوان المسلمين وغير مقبولة وهي تلويح بقوة خفية انتقامية غريبة عن جبهة العمل الاسلامي".
واستغرابه من هذا الفعل معرفته بعقلانية الحركة الاسلامية وسلميتها وايمانها بسيادة القانون قولا وفعلا، فهذه الاستعراضات ليست من شيمها على حد تعبيره.
وحتى يضع الامور في سياقها، اكد النسور انه من دعاة عدم افتئات الحزب على العشيرة وعدم افتئات العشيرة على الحزب، فهو ضد الاعتداء على مسيرة الحركة الاسلامية ومقرها .
وتابع قوله " ان تذهبت الحركة الاسلامية في مسيرة الحسيني الى استعراض القوة للرد على ما جرى معها في احدى المحافظات، مرفوض وغير مقبول منها ابدا". واضاف " لا يقبل منها ابدا ان تلجأ الى التهديد بقوتها وتنظيماتها وبان لديها تنظيما عسكريا سريا".
ونبه النسور الى ان ما ذهبت اليه قيادة الحركة الاسلامية بان فئة من الشباب تصرفت على عاتقها غير مقبول ايضا. واوضح انه اذا كان ذلك صحيحا فيكون التعامل مع هذا التصرف بطريقة مختلفة اما اذا كانت افعال هذه الفئة واقوالها تصدر بعلم قيادتها فما يتوقعه ان تعود الحركة وشبابها عن هذا الفعل.
ما احتج عليه النسور دفعه لتوجيه نقده الى الحكومة. فهو لاحظ ان الحكومة كحكومة ليست في هذا الواد. وقال " يبدو انه لا الحركة الاسلامية نتتقد الحكومة ولا الحكومة في حال ابداء واقع عملي معها".
وزاد ان الحكومة في هذا الحال تقف على الرصيف وتتفرج على طرفين هي لست احدهما. فهي غائبة او في غيبوبة على حد قوله.
ويعتقد النسور ان الحكومة مطلوب منها ان تتصدى لمثل هذه الحالة ليس بالمجابهة وانما بالحكمة والحزم، موضحا ان ما اقصده بالحزم ان تستخدم كل الوسائل التي منحها اياها القانون وعدم تكرار مثل هذه المواجهة.
العبادي : استعراض القوة رسالة باللجوء الى العنف والصدام
من جهته قال النائب الدكتور ممدوح العبادي انه تفاجأ بالذي حدث يوم الجمعة رغم ان كل الحراك في السنة الماضية كان سلمي وعقلاني من قبل القائمين عليه وتعامل الدولة معه ووفي اطار عادات وقيم وطبيعة الشعب الاردني.
واكد انه كان مطمئنا على الحرك ومتفائل بانه سيصل الى تفاهمات سعيد تكللت بالتعديلات الدستورية ومكافحة الفساد.
اما ما حدث في مسيرة الاسلامين التي حملت عنوان " طفح الكيل" فقال انه تفاجأ بطريقة العرض وكأنهم يقولون هناك استخداما للعنف واستعراضا للقوة يحدث هناك وهناك.
وقرأ العبادي في هذا الاستعراض شبه العسكري ان الاخوان وكأنهم يريدون العنف وانه على الاطلاق لم يكن مريحا.
ومع ادانته لاحداث المفرق والاعتداء على الاسلاميين في مسيرتهم وحرق مقرهم ومطالبته بالتحقيق واظهار نتائجه سريعا اكد اننا لا نريد تحويل ساحاتنا السلمية الى تصادمات مع السلطة وبين الناس ببعضها البعض.
حدادين : على مراكز صنع القرار التوحد في كيفية التعامل مع الاسلاميين والعكس صحيح
النائب المخضرم بسام حدادين قدر استعراض الاخوان العسكري بانه اشارات تنمر وغرور وتحليق. وقال اعتقد ان هذه حركات تهييج للراي العام وانها رسائل غير مطمئنة ومنفرة عن الحركة الاسلامية.
واكد ان المجتمع الاردني لم يعتد على مثل هذه الحركات المربوطة في ذهن الاردني باشكال من الممارسات غير المطمئنة سواء في الاردن او في دول الجوار مثل حزب الله.
ودعا حدادين الاخوان المسلمين بعدم التحليق بعيدا في سياسية مصالحهم الخاصةوان يسعوا الى الحوار والتوافق الوطني.
وفي الوقت الذي دان فيه حدادين ما تعرضت له مسيرة المفرق فهو تمنى على الاسلاميين ان لا يعاندوا في لحظة سياسية تتطلب التفكير برأس بارد.
وفيما يخص الحوار الوطني قال انه حتى يحصل الحوار يجب على الدولة بكافة مراكز صنع القرار ان تتوحد بموقف موحد لكيفية التعامل مع الحركة الاسلامية وكذلك على الحركة الاسلامية ان تتوحد تيارايتها حول كيفية التحاور مع الدولة.
واوضح ان الحوار يجب ان يكون على طاولة مستديرة وتضم الاطراف الاخرى وان لا نرجع الى ثنائية الحوار، اسلاميين وحكومة.
عطية : الاستعراضات مرفوضة وللحراك الشعبي فضل في التغيير
اما النائب خليل عطية فآثر التأكيد على ادانة حرق مقر الاسلاميين في المفرق وتخريبه ووجوب احترام وجهة نظر الاخر وخصوصيتها. ومن باب الحفاظ على هيبة الدولة ومؤسسيتها فهو ادان الاستعراضات التي تظهر القوة في المظاهرات السلمية. وشدد عطية على انها مرفوضة وغير مقبولة ومدانة.
اما فيما يتعلق بحق الجميع بالتظاهر السلمي فقال ان المطالبة واجب كلفه الدستور وان المطلوب حماية هذا الحق من اي اساءات او اعتداءات.
ونبه عطية الى ضورة ان تعيد الدولة الاردنية هيبتها بتطبيق القانون على الاشخاص مطالبا الجميع وفي مقدمتهم الاحزاب والنقابات احترام القانون حتى يحفظ اصحاب المطالبات الحياتية والاصلاحات السياسية سلمية مظاهراتهم التي كفلها الدستور.
ورفع عطية قبعته احتراما للحراك الشعبي السلمي الذي كان له كبير الاثر في الاصلاحات السريعة التي امر بها جلالة الملك عبدالله الثاني خاصة التعديلات الدستورية والتأسيس لحياة تشريعية جديدة قوامها قانون انتخابات عادل ونزيه.