الاردن اليوم
تشير بوادر يؤكدها مراقبون الى أن وزيرة شؤون المرأة نادية العالول استطاعت التغلب على حالة الاستياء أو عدم الرضا الذي بدا من قبل منظمات وناشطات نسويات إبان استحداث الوزارة للمرة الأولى في حكومة سمير الرفاعي.
ولعبت عوامل عدة دورا في تبريد حالة الغضب الساخنة حيال وزارة للمرأة، في الوقت الذي تمتلئ فيه الساحة المحلية بالعديد من المنظمات العاملة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة، فضلا عن البرامج التي تطرحها المراكز الحقوقية وتتعلق بتمكين المرأة، إن كانت في المعترك السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي.
أبرز تلك العوامل المبردة تتعلق بشخص الوزيرة العملي؛ فهي قادمة كما وصفتها ناشطات نسويات من "رحم المجتمع المدني"، الذي يشكل مظلة في مراقبة الأعمال الحكومية، والساعي دوما لتنفيذ برامج وطرح مقترحات تعديل القوانين والتشريعات المتعلقة بالمرأة.
مساعي الوزيرة في امتصاص موجة الغضب أو مشاعر "الغيرة" تجاه اختيارها وزيرة للمرأة، فضلا عن كون وزارتها مستحدثة، وهو أمر لم يرق للكثيرين، استطاعت التغلب عليه،وفق ماقالت في حديث ل"السبيل"مؤخرا من خلال الاجتماعات والنقاشات التي جمعتها بالمنظمات النسوية والناشطات في حقل المرأة؛ فالوزيرة تدرك أن تطوير العمل يحتاج إلى التكامل من خلال التشارك والانفتاح مع الجهات العاملة في ذات الميدان.
استحداث الوزارة جاء زمنيا في وقت يحتدم فيه النقاش حيال ملفات سياسية ساخنة ينتظر من صناع القرار حسمها، وهو ما يزيد من ثقل الملفات التي تحملها الوزيرة.
"العالول" تنظر لمهمتها بعين التفاؤل، رغم الملفات الثقال التي تحملها، ولعل الأخطر في ذلك قضية "الديمومة"، وهو أمر مرتبط بديمومة واستمرار الوزارة؛ فما هو معلوم أن "وزارة المرأة" تروح وتغدو بحسب المزاج الحكومي.
الوزارة استحدثت في حكومة سمير الرفاعي، واستمرت حتى حكومة معروف البخيت، وألحقت في الحالين بوزارة التنمية الاجتماعية، ليتم توقفها أو بلغة أوضح إلغاؤها من التشكيلة الحكومية التي جاءت تبعا للحكومتين السابقتين.
في حكومة فايز الطروانة التي ينظر لها باعتبارها حكومة قصيرة العمر استحدثت الوزارة وألحقت برئاسة الوزارء، لكن العمر الوزاري لحكومة الطراونة قد يصل بوزارة المرأة إلى ذات النتائج في تجربة الحكومات السابقة.
ولعل قصر العمر الوزاري يجعل من أعمال الوزيرة العالول ومهامها في تطوير الحال العام لمشاركة المرأة وتمكينها هو الرهان الفاصل في استمرار الوزارة، والوصول إلى ثباتها في التشكيلات الوزارية قصيرة العمر وكثيرة العدد سنويا.
" العالول" حسمت علاقتها مع المنظمات النسوية؛ فهي تؤكد دوما على تكاملية العمل، وتأمل العمل مع الوزارات كافة لخدمة قضية المرأة؛ تتجاوز الوزارة الآن مرحلة القول بشكلية استحداثها، وأدوارها القادمة تبقى الفيصل من أجل الاستمرار في البناء وليس نسف الأعمال الذي تخشاه "العالول".