مسمار
وصل بريد رم المناشدة التالية :
قررت وبناءً على ما استجد حول اعتصام الأيتام ومجهولي النسب في الاردن سأناشدك أنت أنت أنت "زياد المناصير" رجل الأعمال الأردني ...الشاب البدوي طيب الأصل ... سأناشدك لتقدم مبادرة كريمة في شهر رمضان الفضيل لخريجي مؤسسات الايتام في الاردن وتحديداً لفئة "مجهولي النسب", هذه الفئة التي لا سند لها ولا عون سوى الله رب العرش العظيم, وما تبقى من "بعض" القلوب الطيبة على هذه الارض!! "زياد" كان لي شرف الإلتقاء ببعض من شباب وصبايا هذه الفئة لأكتشف كماً لا يستهان به من المعاناة النفسية والمادية في حياة ليست سهلة على من يعيش في كنف عائلته وعشيرته فكيف بمن لا أهل له ولا عٌشر عزوة العشيرة!!! حلمهم واحد ويخشون أن يواصلوا الحلم به كي لا يتحول إلى كابوس مزعج!!! يحلمون ليل نهار بسقفٍ يأويهم من حر الوحدة وبرد الحياة!! مع كل صباح يخشون طرقة الباب التي تحمل تهديداً بالطرد يحمله صراخ صاحب العمارة "طلعتوا ولاد حرام يا ولاد الحرام ... يلا برة!!!" ... "زياد" سألت إحداهن مرة: ماذا كنت تفعلين عندما تمرضين مرضاً شديداً في الميتم؟ أجابتني مبتسمة "كنت أصبر على الألم حتى أطيب"!!! هم من الصابرين دوماً يا "زياد"!! هؤلاء لقمة سائغة لكل معدومي الضمير فلا أب يطالب بحق إبنته المغتصبة.. ولا عم يطالب بحق إبن أخيه المهان ضرباً في أحد المخافر لأن الشرطي اعتقد ان بطاقة احواله المدنية مزورة!! وكيف لا يعتقد ذلك ونحن نمنحهم ارقاماً وطنية تبدأ بــ 2000 رغم شواربهم التي تملأ وجوههم المتعبة لتخفي ضعفهم المتراكم!!! زياد الحديث يطول ويطول والقصص المؤلمة لا تنتهي!!! وبالرغم من اتصالي بالديوان الملكي قبل أكثر من 4 سنوات.. وارسالهم مندوب معي للتحقيق, قضى أكثر من ثلاث ساعات وهو يدون ويوثق ما يسمعه منهم مباشرة في أحد أشباه البيوت "القبور" التي كانوا يقطنوها في مدينة الزرقاء "بالمناسبة هم يأتون "بيتهم" هذا من عمان مشياً على الاقدام في عز الصيف" ... لكن يبدو أن كل ما كتبه وكل ما وثقه مندوب الديوان الملكي نسيه في مكان ما!!! لانه لا يعقل ان يكون قد اطلع عليه جلالة الملك او جلالة الملكة دون أن يبادروا بتدخل فوري!! زياد المناصير أعلم أن الله اعطاك من كرمه الكثير وأعلم انك تحمل قلب إنسان نادر وقد سبق لي شرف التعامل معك من خلال السيد معين قدادة, ولن أنسى عندما كنا نشرح حالة "س" وقبل أن نكملها كان يتم الإيعاز الفوري بصرف راتب مدى الحياة!!! "زياد" أناشد "ضميرك الحي" وأناشد "بداوتك الكريمة" أن تمنح هؤلاء شقق سكنية صغيرة تأويهم مدى الحياة .. علهم يستكينوا وتهدأ أرواحهم الهلعة... لنحميهم من أن يكونوا "مشاريع مجرمين" لا سمح الله, ونمنحهم حياة كريمة بعيداً عن محاولاتهم الانتحارية المتكررة!! أعلم أن ما طلبته منك كثير على الكثيرين!! لكنه قليل على من يحمل قلباً ما زال ينبض بحب الله وحب الإنسان!! محبتي وتقديري دوماً
د. سهير ممدوح التل