التاريخ : 2012-08-15

الراي نيوز- محليات

طالب ماجد عبد الواحد والد المغدور عبدالله القضاء بسرعة الكشف عن المتسببين بقتل ابنه أمام مصنع الشركة العربية للتعدين التابعة لمجموعة المناصير في منطقة القطرانة.


وفي التفاصيل قال خرج ولدي عبد الله - رحمه الله - صباح يوم الخميس 21 رمضان 1433هـ الموافق9/8/2012 صائماً طائعاً لوالديه، ومحباً لابنتيه وزوجته، راضياً بما قسم الله تعالى له.


خرج متوجهاً إلى مكان عمله إلى مصنع اسمنت المناصير في بلدة الدامخي في القطرانة، - ومن منا يعلم ما يراه بعد لحظة واحدة.


كان عبدالله - رحمه الله - شاباً يافعاً نشيطاً يتدفق حيوية، تلحظه العين من بين الجموع بوجهه المشرق، لا تغادر الابتسامة الهادئة وجهه حين يتكلم أو ينظر إليك.


ولا نقول إلا ما يرضي الله تعالى كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفي ولده إبراهيم، فقد قال عليه السلام: ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون )، وإنا نقول ما يرضي الله تعالى: وإنا على فراقك يا عبد الله لمحزونون، وإنا لله وإنا إليه لراجعون، ولاحول ولا قوة إلا بالله، ولا راد لأمر الله تعالى وقدره.


أما تفاصيل القضية فتتلخص كما يلي: ركب ولدي عبدالله - رحمه الله - في صباح يوم الخميس من صويلح متجهاً إلى عمله في مصنع اسمنت المناصير في القطرانة هو وزملاؤه، وهم لا يعلمون ما يعد لهم طرفي النزاع، الذين ابتعدا عن طاعة الله تعالى، وأعمى قلب أحدهما المال وسطوته وبطر الغنى ومكره.


والآخر أعمته العنجهية وجلافة الطبع والعزة بالإثم. وقد احتكما إلى السلاح، مجيشاً كل منهما ما يستطيعه من حشد أنصاره، وكأننا نعيش في مجاهل القارة الإفريقية، أو في شعاب واد الأمازون.


ونسيا أو تناسيا الإسلام الذي يحض على الرحمة والأخوة ونحن في شهر رمضان المبارك. وحوالي الساعة الحادية عشر صباحاً اتصل بي أحد أصدقاء عبدالله - رحمه الله - وأبلغني أن ابني قد قتل غدراً وغيلة، وطلب مني التوجه إلى مستشفى الكرك الحكومي، فذهبت إلى المستشفى ووجدت ابني، ويالهول ما رأيت – رأيته في ثلاجة الموتى مخضباً بدمائه .


وعندما سألت عن الحادث قال لي ( شهود عيان ) موجودون في الباص، الذي كان يقله إلى مكان عمله: جاءت تعليمات إلى سائق الباص ونحن على الطريق الصحراوي قبل الدخول إلى الطريق الفرعي المؤدي إلى المصنع، بأن نعود إلى مصنع الباطون الجاهز في منطقة الجيزة، العائد لمجموعة المناصير، لأن الوضع مشحون وخطر.


وعند وصولنا إلى الجيزة وجدنا أعداداً كبيرة من الباصات التابعة لمجموعة المناصير مجتمعة في المنطقة، وقد تم توزيع الهراوات والعصي على بعض الباصات.


وكان هناك سيارات دفع رباعي تابعة للمناصير مزودة بالأسلحة الرشاشة. وعادت بنا الباصات بأمر إداري من الجيزة إلى منطقة الدامخي في القطرانة ثانية، ودخلنا إلى الشارع الفرعي المؤدي إلى مصنع الأسمنت، ووصل بنا الباص إلى حواجز تحول دون وصولنا إلى المصنع، فما أن وصلنا إلى تلك الحواجز وإلا بوابل كثيف من الرصاص ينهمر علينا بين مجموعة من عشيرة السلايطة وبين مجموعة من المناصير، وقد حاولنا الهروب من الباص، حيث استلقينا في أرضية الباص في بادئ الأمر، ومن شدة إطلاق النار حاولنا النزول واحداً تلو الآخر، والإختباء بين السيارات الموجودة.

ولم نستطع الهروب بعيداً،. وأفاد زميله قائلاً: إنني إلتفت خلفي لأجد زميلي عبدالله - رحمه الله تعالى - ساقطا ً أرضاً، مخضباً بدمائه.


وقد قام بعض الزملاء بمحاولة اسعافه ونقله إلى مركز صحي القطرانة، وأُبلغت أنه قد فارق الحياة فوراً.


• نتساءل: كيف تقوم إدارة مصنع اسمنت المناصير ممثلة بمديرها العام باستخدام الأسلحة النارية والعصي والهراوات، وزج موظفيها في أتون معركة ليس لهم فيها ناقة ولا جمل؟!!!!!!


• ونتساءل أيضاً: كيف يقوم أفراد من عشيرة السلايطة باستخدام السلاح الناري لتحقيق مطالبهم؟!!!!! !


وقد أفادنا الطبيب الشرعي من معاينة الإصابة ان مطلق الرصاص كان يقصد القتل (حسبنا الله ونعم الوكيل). هذا الحادث إن دل على شيء إنما يدل على استخفاف إدارة شركة اسمنت المناصير الممثلة بمديرها العام، بهيبة الدولة وأجهزتها الأمنية، التي لا تألوا جهداً الحفاظ على أمن البلد في الصغيرة والكبيرة، ولا تطلق العنان لمستثمر ينتسب لهذا البلد يتخذ من العمال الأبرياء دروعاً بشرية لحماية مصالحه.

ولغاية تاريخ هذا اليوم 15/8/2012 لم تقم إدارة شركة اسمنت المناصير ممثلة بمديرها العام رسمياً ولا حتى بتقديم واجب العزاء، ولا ننكر بأن هناك زملاء للمرحوم قد شاركوا في مراسم الدفن والعزاء.


عشيرة الشوابكة / عنهم والد الفقيد ماجد العنيد أبو عبدالله