الراي نيوز -خاص
بعث رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري رسالة شديدة اللهجة إلى عبد الحميد عبد المجيد شومان في أعقاب إستقالته من البنك العربي معتبراً أن تركه لموقعه والرسالة التي دفع بها شومان "لم تكن موفقة لا من حيث الشكل ولا المضمون ولا الأسلوب”.
وحمّل منيب المصري في رسالته عبد الحميد شومان مسؤولية تقهقر أوضاع البنك مرجعاً ذلك للتدخلات العائلية في شؤون البنك ، وقال في عبارة قاسية "من العار أن يعمل حفيد المؤسس على محو تاريخ عريق”.
وعبّر المصري عن استيائه وتألمه الشديدين بعد تلقيه وقراءته نص رسالة الاستقالة التي نشرها شومان ووصفها بأنها "غير موفقة لا بالأسلوب ولا بالنص” والذي وجهها حسب قوله إلى أسرة البنك العربي، وقال ” ليته حفظ التاريخ الذي أورده في استقالته بأن البنك بدأ منذ العام 1930″.
واضاف ” ولو تذكر ذلك بعمق لأدرك مدى الجهد والإخلاص الذي بذله المرحومين المؤسسين عبد الحميد شومان وولده عبد المجيد شومان، وأعضاء مجلس الإدارة والهيئة العامة والموظفين من كل الفئات بفضل انتمائهم الصادق، فازدهر البنك ونمى وامتدت جذوره في العالم العربي وخارجه، وليكون له بصماته المميزة والواضحة في الاقتصاد العربي وليساهم في الشركات العملاقة”.
وبين المصري أن هذا الوضع استمر في التقدم والازدهار حتى تولى السيد عبد الحميد شومان منصبه كرئيسا لمجلس إدارته، فأخذت الأوضاع بالتراجع لأسباب عديدة منها فقدان صلة رئيس مجلس الإدارة لصلاته بأعضاء المجلس، وبالهيئة العامة، والمعتمدين، والموظفين على اختلاف مستوياتهم، وكان لتدخل زوجته في شأن هذه المؤسسة الرائدة بالإضافة إلى بعض افراد العائلة دورا سلبيا جدا في تراجع وضع هذه المؤسسة على الصعيدين المالي والمهني – على تأكيد المصري -.
وقال ” لو كان السيد عبد الحميد شومان يغار على مصلحة البنك العربي لما تصرف هكذا ولما سمح بالتدخل من قبل زوجتة ونفر من عائلته، ولما فضل رأيهم على رأي المجلس المميز والمعطاء، والمدير العام وكبار الموظفين، والذين يمثلون الهيئة العامة التي كانت بمثابة الأسرة الكبيرة للبنك العربي ويجب أن تحمي حقوقهم ويحافظ على ثقتهم بهذا الصرح المميز وسمعة مؤسسيه. كان من العار أن يعمل حفيد المؤسس وإبن الباني على محو تاريخ عريق يعتز به الشعب الفلسطيني برمته”.
وتابع المصري ” مرة اخرى أقول ولو درس السيد عبد الحميد شومان وفهم تاريخ تأسيس البنك العربي، الذي بدأه جده البائع البسيط الذي ولد في بيت حنينا في ضواحي القدس ودرس في "الكتاب” في جامع بيت حنينا”، لما اقدم على ما أقدم عليه بهذه الطريقة والتي اوضحت للجميع أن استقالته ليست لوحده بل لزوجته وأولاده، لهو دليل واضح على مدى الهيمنة والتدخل المباشرين الذي لم يكن ليسمح به المؤسس ولا أبناءه، لقد اتت الاستقالة بعد ان حاول مجلس الإدارة التغيير والبحث عن خيرة الكفاءات لحاجة البنك إلى قيادات نوعية مهنية إلا أن جهود الاصلاح والتطوير كانت تجابه بالقيود من قبل رئيس مجلس الإدارة وزوجته وأفراد من عائلته من المسيطرين والفئة المستفيدة من العلاقات المباشرة معهم”.
وزاد ” حاول مجلس الادارة العمل مع السيد عبد الحميد شومان ولكن دون جدوى نظرا للتدخلات والمعيقات والمنغصات التي كانت موجودة طوال فترة العمل. فالكل يذكر أن اجتماعات الهيئة العامة لمجلس إدارة البنك العربي كان حدثا مهما ينتظره الجميع نظرا لأهمية وخصوصية البنك العربي ليس فقط في المجال المالي وإنما ايضا الانساني والوطني، ولكن وبعد استلام السيد عبد الحميد شومان لمنصب رئيس مجلس الإدارة غاب هذا الحدث وغابت أهميته، لأنه فقد كل اتصال مع المحيط من موظفين والزبائن والمساهمين”.
وأضاف ” أقول للسيد عبد الحميد شومان وأؤكد له أن البنك العربي سيشهد نقلة نوعية بعد خطوة استقالته، وكلنا ثقة بالرئيس الجديد صبيح المصري "أبو خالد”، وأعضاء مجلس الإدارة، والمدير العام السيد نعمة الصباغ وهو مدير مهني من الطراز الأول، ولدية رصيد كبير من الانجازات والنجاحات، في الكويت، وانجلترا والسعودية ولبنان، بإدارة الدفة بكل حكمة ومهنية إدارية، ودراية كاملة تحافظ على رصيد البنك وسمعة مؤسسيه، وتعيد الثقة والتميز له الذي فقده خلال الفترة الماضية”.
وأشار إلى أنه لن ينفع شومان ما وصفه المصري ب "خطابه التحريضي” للموظفين أن يقلب الحقائق فهم اصحاب خبرة وحكمة ويتحملون المسؤولية بكل أمانة ولا يلتفتون إلا للحقائق الدامغة التي غابت عن رسالة استقالة السيد شومان.
وتابع ” مرة أخرى لو كان هناك أي اهتمام بالبنك لما أوصل السيد عبد الحميد شومان أوضاع البنك لما هي عليه، ولما تقدم بما تقدم به ولكن نحن على ثقة ونحن من كبار المساهمين في البنك أن مصلحة البنك ومصالح المساهمين ستكون إلى الأفضل وستذكر الأيام كم أضاع السيد شومان من الوقت بتفرده هو وزوجته وبعض أفراد عائلته بشؤون البنك وبطريقتهم الشخصية التي أدت الى ما نحن عليه ونأمل أن يكون الأشخاص المحيطين بهم والذين كانوا يشورون عليهم أن ينتبهوا إلى أخطائهم ويصوبوها ويفكروا في مصلحة البنك أولا وأخيرا، أو أن يلتحقوا بركب السيد عبد الحميد شومان”.
وأكد إن المستقبل سيثبت بلا شك بأن الرئيس الجديد لمجلس إدارة البنك العربي وأعضاء المجلس سيواصلون ما بدأه المؤسسين شومان وسينهضون بواقع هذه المؤسسة المالية العظيمة خلال فترة قياسية بحكمتهم ومهنيتهم العالية والمشهود لها”.
وبرّر منيب المصري كتابته للرسالة المفتوحة بالقول ” إن اضطراري إلى كتابة رسالة مفتوحة إلى السيد عبد الحميد شومان ليست لدواعي شخصية، وإنما تأتي لتوضيح الأمر إلى جميع المعنيين باستمرار عمل البنك العربي كمؤسسة مالية ومصرفية رائدة بدأ تاريخها من القدس في العام 1930، على يد المرحومين المؤسسين عبد الحميد شومان وولده عبد المجيد شومان، ولسبب هام آخر هو الطريقة والأسلوب الذي عرض به السيد عبد الحميد شومان استقالته من رئاسة مجلس إدارة البنك العربي والتي لم تكن موفقة لا من حيث الشكل ولا المضمون ولا الأسلوب”.
وزاد ” لم تأت سمعة هذا البنك وثقة الناس به على امتداد فلسطين ولاحقا على امتداد الوطن العربي من فراغ بل جاءت من خلال العمل الدؤوب وطنيا، وانسانيا، وأخلاقيا ومهنيا، وإداريا للمؤسسين ولأعضاء مجلس الإدارة والهيئة العامة والموظفين على جميع مستوياتهم، فهؤلاء ومنذ التأسيس التصقوا بالناس وكان المرحومين منذ البداية يتلمسون احتياجات الناس وهمومهم”.
ووصف اسهم البنك العربي بأنها كانت ” توازي سبيكة الذهب، وتعادل ميراثا ثمينا وتورث من الاب إلى الابناء”.