الراي نيوز - يوما بعد يوم تنكشف الحسابات التي تستند اليها السياسة الاردنية في بناء المواقف وتقدير التوجهات واختيار التحالفات, وفي حين يستمر الراسمون للمسار الاردني إن على مستوى الداخل او في فضاء العلاقات الخارجية في تحديد التوجهات وصناعة القرارات باعتماد سياسة الترقب والانتظار والمراهنة على تاثيرات الحدث الاقليمي في احتواء الازمة التي يعاني منها الاردن ودون الشعور بعبء المسئولية او حجم المشكلة فضلا عن الابداع في حلها, ولذلك فهم يوجهون سهامهم للمعارضين ويحسبون انهم يحسنون صنعا وينجزون عملا .
لا ادري كم من التجارب الفاشلة الناتجة عن العبث في الحسابات تكفي لانهاء خدمات ذلك النفر الفاشل ؟ ولافساح المجال امام مرحلة جديدة هدفها مصالح الاردن وليس المنافع الخاصة,ألم يخطئوا في تقدير موقف الاخوان في الانتخابات قبل الماضية 2010؟ والتي تلتها هذا العام؟ الم يراهنوا على ان الثورة المصرية هي اخر الثورات ؟ وراهنوا ايضا على فشل ثورات الربيع العربي وتوظيف معاناة الشعب السوري في تعطيل الاصلاح؟ الم يطمحوا لمشاركة الاخوان في الحكومة وانتخابات المجالس المحلية؟.
ايها الساسة لا يغرنكم فاصل الزمان ولا ظاهر المكان ، فهذا صدىً لمنعطف التاريخ وقد حدثوانقضى, ولا يغريكم رَجَع الزمان وقد مر, انها مواكب الثورة وقد عبرت ومعاناة المخاض وقد بدأت وفجر المستقبل وقد لاحت, هل هذا زماننا الذي حلمنا به؟ ام أنه لغيرنا؟ وهل هذا هو الامل الذي عشناه؟ وانتظرناه؟ ام أنها سنة الكون وناموس الحياة ودورة التاريخ,
"وتلك الايام نداولها بين الناس" ايها السادة مضت دورتكم في الاستفراد والاستبداد والحكم المطلق ولن تعيشوا زمانكم وزمان غيركم, عبثت بكم لعبة الصدى وتردد في الآفاق ، فلا تسكنوا شارد الزمان وزائل المكان تذكروا أسماءكم وأكفانكم, ولا ندري ايُسعفكم الزمان حتى تستدركوا وتستديروا ام يمضي بكم نحو الاستبدال " وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم" .
والكلمة لمن راهن او تآمر على ثورة الشعب المصري ومهما تكن نتائج الشارع فان الساعة لن تعود الى الوراء بعد ان ولى زمن الاستفراد وجاء دور الشعوب التوَاقة لمستقبل مشرق وحضارة ابداعية فهل تنتبهون ام انكم في غيكم سادرون الى ان تاتي لحظة الحقيقة وعندها ستذكرون ما اقول لكم.