التاريخ : 2013-12-29
قصة صورة الملك التي أثارت الجدل.. ما لا يعرفه الناس وما لم ينشره الديوان الملكي
الراي نيوز كتب: عاطف الدرابسة
انتشرت عبر المواقع الإلكترونية قبل أيام صورة الملك يرافقه ولي العهد، الأمير حسين، حيث كان جلالته يشرف بنفسه على وصول آليات خاصة للتعامل مع الثلوج، قادمة من دولة الإمارات العربية المتحدة.
الصورة أثارت ردود فعل عديدة متباينة، منها ما انتقد أن يصل بنا الحال كدولة أن نتلقى معونات من دول عربية متمثلة بآليات، من المفترض أن تكون متوفرة لدينا، وأن يكون "الملك" باعتباره رمز الوطن وقائده، في استقبال هذه الآليات، ووصل حد الانتقاد، أن تم توجيه لوماً قاسياً وحاداً للدائرة الإعلامية في الديوان الملكي، لبث الخبر ونشر صورة الملك وولي عهده وهما في المطار أثناء وصول الآليات.
ما لا يعرفه الناس، وما لم يرغب الديوان الملكي نشره، ظل طي الكتمان، بناءً على توجيهات عُليا، وتقديراً لدور دولة الإمارات الشقيقة.
القصة بتفاصيلها، " منذ وصول هذه الآليات، وحتى قبل وصولها، ولم يكن ضمن "حساباتنا التحريرية" أن نكشفها أو ننشرها، احتراما لرغبة صاحب القرار، الذي أوعز لمسؤولي الديوان أن تبقى بعيداً عن النشر، ومعلوماتنا دقيقة جداً تستند إلى مصادر خاصة جداً.
ولكن ما أن بدأت الآراء تتباين، ومنها أخذ ينجرف نحو "الهمز" و"اللمز".. ارتأينا أن تكون التفاصيل معلومة للجميع، وإنّا نلتمس عذراً من مصادرنا لكشفها.. فالموقف بات يستدعي النشر.
القصة من البداية..
كل التوقعات كانت تشير قدوم منخفض جوي شديد، وأن ثلوجاً ستقسط، لكن الاحتمالات لدى الجهات المعنية، كانت تشير إلى أنها ستكون كالمعتاد والتي يُمكن السيطرة على نتائجها والتعامل معها.. جاءت عاصفة لم تكن بالحسبان، وفي الغرف المغلقة كان الاعتراف من كل الجهات أن ما حدث فاق التقديرات والتجهيزات، وأن التذرع بأن الناس وخروجهم إلى الشوارع ما هو إلا "حجة" لعدم كشف الحقيقة، وإن كان هذا السبب ساهم في تعميق الأزمة.
كانت التوقعات أن تسقط الثلوج يوم الخميس 12/12 ويستمر حتى صباح الجمعة أو الظهر على أبعد تقدير، وعلى هذا الأساس كانت كل التجهيزات، حتى أن غرف العمليات والطوارئ بدأت تتعامل مع النتائج منذ صباح الجمعة، وبدأت أمانة عَمان بتجهيز أكثر من 150 طناً من الملح لرشها على الشوارع لغايات منع التجمد، على اعتبار أن المنخفض قد انحسر.. لكن المفاجأة أن المنخفض كان في بداياته، ليستمر تساقط الثلوج وبغزارة وكثافة غير متوقعة ولا هي بالحسبان مطلقاً.
بدا واضحاً الإرباك لدى كل الجهات، وكان التعامل مع الحالة الجوية، وكأنه "فزعة" ولم يعد بالإمكان السيطرة على الوضع..
الملك كان يتابع الوضع عن كثب.. وما أن استشعر حال الأجهزة المعنية، حتى كان يطلب اجتماعاً عاجلاً في وزارة الداخلية ترأسه جلالته شخصياً صباح يوم السبت 14/12.. ويبدو أن الملك، أدرك أن الإمكانات المتاحة لدى الجهات لا تستوعب التعامل مع هكذا ظرف طارئ، وعلى الفور أوعز جلالته للجيش وللأمن العام ولقوات الدرك، بالإضافة للدفاع المدني، بأن يتدخل ويساهم بما لديه من آليات في فتح الطرق وإيصال المواد الغذائية للعديد من المدن والقرى التي حاصرتها الثلوج.. وبالفعل كان الجيش جاهزاً وساهم بطريقة فعالة في التخفيف من حدة آثار الأزمة.
ورغم توجيهات جلالته للجميع بأن تكون كافة الجهات العسكرية والمدنية في حالة طوارئ على مدار 24 ساعة في اليوم، إلا أن الملك أصر على أن يقوم بنفسه بزيارات ميدانية سواء لمناطق في العاصمة أو مختلف المحافظات، حاملاً معه ما يحتاجه الناس من مواد إغاثة.
وعلى مدار أسبوع كان الملك يجوب مناطق الأردن.. متفقداً أحوال الناس، ملبياً احتياجاتهم، وما أن هدأت الأحوال الجوية، واطمأن بال جلالته أن أمور الناس باتت أحسن حالاً.. حتى أوعز لكبار موظفي مكتبه والديوان الملكي ليطلبوا من الجهات المعنية، وخاصة أمانة عمان ووزارتي الأشغال والبلديات، لتزويد القصر بما تحتاجه هذه الجهات من آليات جديدة للتعامل مع هكذا ظروف جوية.
وحسب المصادر، فإن موازنة هذه الجهات لا تسمح بشراء هذه الآليات، وأنه ليس هناك أية أموال مرصودة لهذه الغاية.. وأن أمر الشراء يحتاج إلى إجراءات "بيروقراطية" طويلة والحصول على موافقات العديد من الجهات المالية والمحاسبية والرقابية.
حطّ تقرير على المكتب الملك، يوضح التفاصيل.. وكان التوجيه الملكي بأن يتم فوراً وعلى نفقة جلالته شخصياً، شراء 22 آلية، لإزاحة الثلوج وتكسيح الجليد.
تم تشكيل لجنة للشراء، تمت مخاطبة إحدى الشركات الأردنية المتخصصة، فطلبت مهلة شهر لتوفير هذه الآليات، وحيث كانت التوجيهات الملكية بالشراء فوراً ودون أي تأخير أو إبطاء، حتى لا يتكرر ما حدث، أوعز جلالته بأن يتم التوجه إلى دولة الإمارات العربية، حيث تتوفر فيها هكذا أنواع من الآليات.
وبالفعل توجهت لجنة إلى دولة الإمارات العربية، لمعاينة الآليات والاتفاق على شرائها وشحنها للأردن، وما أن وصل النبأ إلى مسامع الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حتى أمر بأن تكون هذه الآليات عبارة عن هدية خاصة من دولة الإمارات إلى الأردن الشقيق. وقال حرفياً "هذه هدية بسيطة إلى الأردنيين الأشقاء، وإلى ملك متواضع، ترك كل شؤونه وبقي يتفقد شعبه ليل نهار، وهذا أقل تقدير لجلالته ولشعبه".
وباستشارة الديوان الملكي بموقف و"فزعة" الشيخ محمد بن زايد، كان الرد بأننا نُثمّن هذه الوقفة، وهي ليست غريبة ولا جديدة. من شيمهم وأصالتهم.
وكان الإيعاز بأن يتم بث خبر تبرع دولة الإمارات بهذه الآليات دون الكشف عن أي تفاصيل، ولهذا كان جلالة الملك وبمرافقة ولي العهد، يشرف بنفسه على وصول الآليات، تقديراً من جلالته لموقف الشيخ محمد بن زايد ولدولة الإمارات، كما سطّر جلالته رسالة ملكية لسمو الشيخ محمد بن زايد شكره فيها على موقفه النبيل.
bafc3d53425e127103144dc04f54b8fe.jpeg
تم بث خبر وصول آليات تبرعت بها دولة الإمارات العربية.. دون أي ذكر لما أوردناه من تفاصيل بقيت طي الكتمان..
هذا هو الملك.. ملك الهمة والمواقف النبيلة التي لا تُعد ولا تُحصى..

تم بث خبر وصول آليات تبرعت بها دولة الإمارات العربية.. دون أي ذكر لما أوردناه من تفاصيل بقيت طي الكتمان..
هذا هو الملك.. ملك الهمة والمواقف النبيلة التي لا تُعد ولا تُحصى..


