التاريخ : 2014-02-11
أين وليد الكردي؟
الراي نيوز-سلامة الدرعاوي
لم يعد الحديث عن مكافحة الفساد مطلبا ترفيا من قبل المواطنين، بل هو ضرورة لاستكمال منظومة الإصلاح، وإثبات أن نشر العدالة ليس أمرا ثانويا أو نخبويا، بل بات أمرا ملحا لإعادة جدار الثقة المهدوم بين المواطنين وحكوماتهم.
قضية المتهم وليد الكردي، إحدى أبرز قضايا الفساد التي عصفت بمنظومة الأعمال الناتجة عن تزاوج القطاعين العام والخاص في كبريات شركات التعدين في البلاد، وبعد أن صدر الحكم القضائي النهائي بحق المتهم قبل عام تقريبا والقاضي بحبسه 22 عاما وتغريمه 284.5 مليون دينار، ما يزال الكل بانتظار الخطوة اللاحقة.
استبشر المواطنون خيرا بتلك الأحكام التي صدرت بحق أحد أكبر المتنفذين في المجتمع، كما اعتقد كثيرون أن ما يجري بالنسبة لمحاكمته هو أشبه بالمسرحية، حيث يرون أنه لا يمكن لأحد أن يقترب من تلك الشخصية بسبب نسبها العالي، فللوهلة الأولى اعتقد البعض أن الكردي محصنا من المساءلة، ليأتي القضاء وينسف كل تلك المعتقدات، وينزل بالمتهم أشد العقوبات.
الكردي لم يحضر أي جلسة قضائية، وهو فار من وجه العدالة منذ أكثر من ثلاثة أعوام، وقد حوكم غيابيا، وهو متواجد في العاصمة البريطانية لندن، ويتنقل بين الفترة والأخرى إلى دول آسيوية، والكثير ممن يواظبون على زيارة لندن يشاهدونه في أشهر المطاعم والفنادق هناك، والأمر قد يكون مشابها للسجين السابق خالد شاهين، الذي تم إخراجه من السجن من قبل حكومة البخيت بحجة العلاج قبل أن يعود إليه.
ما يهم المواطن في قضية الكردي هو ليس حضوره أو سجنه بقدر ما سيتم تحصيله من استرداد الأموال التي تم الحكم بها لصالح شركة مناجم الفوسفات، وهي أموال ستؤول ملكيتها الى مالكي ومساهمي تلك الشركة العملاقة، وهو من المؤكد سينهض بها على كافة مستوياتها وقطاعاتها.
الحكومة ملتزمة الصمت تجاه مسالة جلب الكردي الى عمان ومتابعة تنفيذ الاحكام القضائية تجاهه، فلم نسمع من أي مسؤول حكومي يتحدث عن الموضوع منذ أن صدرت الأحكام بحق المتهم، حتى رئيس الوزراء عبد الله النسور الذي يحب كثيرا الحديث عن إنجازات الحكومة ويدافع بشراسة عن كل ما تفعله، التزم هو الآخر الصمت تجاه جلب الكردي.
سلوك الحكومة بحسب رأي المواطنين هو سلوك متقاعس عن استكمال تنفيذ بنود العدالة واسترداد أموال المساهمين وحقوق الخزينة من شخصية متنفذة ما تزال تمتلك حضورا في الشارع، من خلال مواد إعلامية تدافع عنه وعاملون في الصحف يعملون على تشويه صورة كل من يحاول الاقتراب من الكردي الذي يدفع الكثير من الاموال بطرق مختلفة لحمايته والحد من أي إجراءات لاستكمال تنفيذ الأحكام الصادرة بحقه.
حتى لا نكون امام خالد شاهين جديد، فإن الحكومة مطالبة باستكمال إجراءات التنفيذ لجلب الكردي إلى عمان واسترداد الأموال التي حكم بها، خاصة وأنه غير مختفٍ كما يروج له البعض، فمكان إقامته معروف في لندن، والمسألة ليست صعبة على الحكومة في تتبع كل خطواته إن أرادت ذلك، إلا إذا أرادت بسلوكها الراهن أن تنسي المواطنين شيء اسمه وليد الكردي، حينها سنقول للحكومة: إن المواطن سينسى كل شيء إلا وليد الكردي، والأيام ستثبت ذلك.
Salamah.darawi@gmail.com
Salamah.darawi@maqar.com
زين قطامي تعلن عن حملها الأول من سيليو صعب
شمس بطقم ترتر لامع من أحدث ظهور إعلامي
سلاف فواخرجي تدافع عن لغات سوريا القديمة
ألوان الكريسماس تحيط جويل بجلسة تصوير عائلية
أريانا غراندي تعيد إحياء موضة السبعينيات
أزياء الحمل على غرار دانييلا رحمة
للعروس .. 5 عوامل ضعيها في اعتبارك عند شراء فستان الزفاف
كيف تتعامل الزوجة مع أنانية زوجها بكفاءة وحكمة؟