التاريخ : 2014-04-30

 

الراي  نيوز-

وجّه النائب محمد الرياطي رسالة إلى رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور، إثر رفض الأخير حضور الرياطي اجتماعاً معه.

  

وقال الرياطي أنه كان مقرراً أن تلتقي النائب الدكتورة رولا الحروب ووالد الشاب المرحوم بإذن الله (انس الشاعر) الذي قتل في معان العام الماضي، بالنسور في الرئاسة.

  

وأشار إلى أن النائب الحروب ووالد الطفل طلبا ان يذهب معهما الى الاجتماع المنعقد مع رئيس الوزراء الساعة 2:30 ظهرا، إلا انه رفض في البداية كثيرا، إلا ان الاثنين أصرا على الذهاب معهما من باب الانسانية.

  

وقال: ركبتُ معهما في السيارة وقبل وصولهما إلى رئاسة الوزراء أبلغت النائب ووالد الطفل أنني لست مرتاحا لهذه الزيارة، وطلبت ان يتم الاتصال مع مدير مكتب رئيس الوزراء واعلامه بأنني موجود في الزيارة، وذلك لقناعتي التامة بأن الوضع سيتغير عند علمهم بأني من ضمن الوفد.

  

وأكد انه بالفعل اوقفت الحروب السيارة واتصلت مع (مدير مكتب الرئيس) وابلغته انها حاضرة للاجتماع وأنه من ضمن الوفد ، فأبلغها في حينه ان الترتيب هكذا تغير واصبح لقاؤكم مع معالي سلامه نعيمات، فأجابته الدكتورة: اجتماعنا مع الرئيس ولماذا لا يريد مقابلتنا، فأجابها مدير المكتب بان سبب التغيير حضور النائب محمد الرياطي.

  

وتابع الرياطي قائلا: عندها أخذت الهاتف من الدكتوره وتحدثت مع مدير مكتب الرئيس وابلغته ان يعلم رئيسه بأنني سأبقى هماً على قلب كل فاسد ومن الاساس انا لا ارغب بلقائه.

  

وزاد: طلبت من الدكتورة ان تكمل المسيرة لأنني واثق في ظل عدم حضوري سيجتمع معها ومع والد الطفل، أما انا فنزلت من السيارة ورجعت الى مكتبي وكلي اعتزار بأن رئيس الوزراء يهرب من مواجهتي لأنه يعلم جيدا ان المثل الشعبي يقول "كلمة الحق بتوجع".

   

وتالياً رسالة الرياطي للنسور:

  

قال تعالى "تِلْكَ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَٱلْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ"

  

قال تعالى "لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"

  

رسالة الى رئيس الوزراء عبدالله النسور

  

ان اصل العلاقات الانسانية هو السلام وان الانسانية واحدة وان الخلاف في الرأي او النهج امر طارئ فما بالكم في العلاقات التي تجمع سلطات البلد الواحد لتحقيق المصلحة الواحدة وهي خير الاردن وشعبه الكريم.

  

ان خلافي معك لم يكن شخصياً بل كان سببه اعتداء حكومتك سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا على ابناء هذا الشعب الطيب رغم احوالهم المعيشة الضيقة.

  

ان ديننا الحنيف يقيم العلاقة على التعارف وينبغي ان يكون اختلاف الرأي دليل على التباين في طريقة العمل فأن اختلف الرأي مع الرأي فإن الاصل واحد والحقوق والواجبات توجب التعارف والتلاقي عندها.

  

ان اصل العلاقة التي تربطني كأحد اعضاء السلطة التشريعية مع سلطتك التنفيذية هو التعاون لا التباغض، وهذه وصية سيد البلاد حفظه الله ورعاه.

  

ان اعتذارك عن مقابلة النائب الدكتورة رولا حروب بسبب وجودي معهم ومن ثم موافقتك على مقابلتهم بعد ذلك بسبب غيابي عنهم له دليل اكيد على سياسة التخفي والاختباء البغيضة عندما تكون المواجهة هي الحل.

  

ولعل غيابك عن احداث محافظة معان دليل قاطع للشعب الاردني ان سياستك الظل هو موطنك الطبيعي وان شمس الوضوح ليست لمن يتفننون في طرق الاختباء.

  

لقد علمني ديني الاسلام الحنيف انه هو السلام حقا وصدقا وكما علمني ايضا ان المسلم القوي مهما كان موقعة يجب ان يكون تحت الشمس يفترش الصبر ليحقق الغاية من الغطاء، فاذا كان صمتي على قبعة الاخفاء التي تضعها على رأس حكومتك فأعلم أن ذلك ليس ضعفا مني، بل لأنني احمل في جوفي قلبا يحمل السلام لكن ليس سلام الواهن الضعيف بل هو سلام ايجابي يحمي الحق بقوة ولا يترك الشر يستشري، والاسلام لا يقول استغفروا لمن لا يريد التوبة، ولكنه يقول ادعوهم الى الحق وخذوهم بالعدل الى العدل ولو بقوة الكلمة والموعظة الحسنة ما دام الفساد ينازع الصلاح في هذه الارض فلا بد ان نقاوم شر الفساد واهلة وإلا استحكم شرهم.

  

وأعلم انني كنائب وكإنسان لا أرغب في مقابلة او مجالسة اهل السلطة الزائفة ولكنني احمل امانة اعلم جيدا كيف اصونها كما انني اعلم علم اليقين انك تكره وترفض كل من يحمل لك خبر الفساد او يدلك على اهله خوفا من مواجهتهم.

  

لذا عليك يا دولة الرئيس ان تتخلى عن سياسة لين الكلام المستأجر وسياسة الحجج الموجودة في جيوبك بكثرة، كما عليك ان تتعلم شيئا من منصبك ان المواجهة هي احد الحلول الهامة والرابحة في علم السياسة اذا تجمد لهيب الرأي، وأعلم ان الاختباء خلف آهات الناس لا يضمن لك البقاء طويلا في رئاسة الحكومة فلو دامت لغيرك وما وصلت اليك.