التاريخ : 2011-01-02
البوايزه امضى 50 عاما مختارا في الطفيلة
الرأي
نيوز- احب مجالسة الناس في منزله الذي ظل مقصدا للسمر للأقارب والأصحاب من مناطق قريبة ، دون ان يشعر بالتعب او الحاجة الى الراحة .
«أبو غازي « واحد من المخاتير القلائل في مدن المملكة ، الذي احتفظ بحقيبة «المختار» 50 عاما ، رغم انه على مشارف قرن من العمر الزهي ، معتدا بصحته التي غالبت كل الأمراض ، وبجاذبية عز نظيرها بين الأقران
سالم عبيسه البوايزه ، من المشاهير في محافظة الطفيلة ، بهذه الروح الفياضة مرحا وعشقا للآخرين ، تارة مداعبا وممازحا ، وأخرى باحثا عن حلول لقضاياهم ومشكلاتهم ، فيما الضيافة في المنزل لا تتوقف ولو لليلة واحدة.
الحاج سالم قال انه تسلم عمله مختارا لعشيرة الحساسنة التي تضم سبع عشائر في الأول من عام 1962 بعد ان كان قبله عواد ثم عباد ثم عبدالله ، كانت بدايات تعليمه في مدرسة صنفحة التي ولد فيها عام 1913
رحلة مع الحياة بحلوها وبمرارتها ، لكنه مبتسم ويتكلم بتركيز واضح ، صاحب ذاكرة حاضرة ، مقل في الكلام ، لا يحب ان يبوح بكل الأشياء ، قال «تفاديا للوقوع في الإثم» لكنه ممتع الى حد لا يجعلك ميالا للاستعجال في مجالسته ولو لفترة طويلة0
ظل منذ الولادة الى عام 1920 في قرية صنفحة ، هذه الديار التي كانت مسقط رأس لكل الناس الذين توزعوا في مناطق واسعة من المحافظة ، والتحق بالمدرسة فيها مع من تزيد أعمارهم على عشر سنوات ، لينتقل عام 1927 إلى قرية السلع بعد زواج شقيقته فيها
ستة من الأبناء وثلاث شقيقات كونت أسرة البوايزه ، المختار الذي تزوج عام 1943 صاحب المهنة الرفيعة النادرة في تلك الأيام ، وهي بناء المنازل من الطين والحجر مع القش في بصيرا والسلع ، ليصبح مختارا حين كانت الطفيلة قائمقامية
قال المختار البوايزه أن لديه آنذاك سجلا للمواليد الجديدة التي يرسلها إلى المالية في الطفيلة مقابل قرش لحالة الولادة أو الوفاة ، لكنه لا ينسى طرفة «رسمية في حياته ، حين طلب إيصال الهاتف الى منزله عام 1963
يروي أبو غازي أن طلبه للهاتف استغرق عدة أشهر إلى حين الموافقة من قبل الجهات الرسمية ، لكن الحاكم الإداري آنذاك قرر وضع الهاتف في حي آخر مدعيا بالعدالة في توزيع الخدمات ، اذ لا ينبغي الجمع بين المختار والهاتف في منطقة واحدة !(الرأي)