التاريخ : 2018-07-14

الراي نيوز- اسامة حسن 

تتجه الأنظار إلى جامعة اليرموك التي تستعد إدارتها إلى إجراء تعديلات إدارية واكاديمية مع انتهاء العام الجامعي الحالي حيث يطمح الأكاديميون والإداريون العاملين فيها إلى تحقيق تغيير جذري تبرز فيه الرؤية الإدارية الإصلاحية التي جاء التغيير الأخير لرئيس الجامعة من أجل تحقيقها.

اليرموك شهدت في السنوات الماضية أزمة اكاديمية تمثلت في رسم استراتيجية اكاديمية غير واقعية تضمنت اهدافا غير قابلة للتطبيق كاستحداث فروع للجامعة عربيا وجلب دعم مالي خارجي لم توضح حقيقته من حيث القيمة ومجالات التنفيذ ومحدداتها. إضافة إلى التفرد في تعديل الأنظمة والتعليمات التي تحكم الترقيات العلمية والبحث العلمي بشكل لا يتناسب مع أهمية دور عضو هيئة التدريس ومكانته العلمية والاجتماعية. ويسجل لإدارة الدكتور زيدان كفافي تشكيل لجان اكاديمية لإعادة النظر في نظام الترقيات مع استلامه مهامه.

الجامعة التي تشهد ايضا أزمة مالية خانقة تمثلت في الدين و العجز المالي اللذين أديا إلى عدم مقدرة الجامعة على دفع رواتب العاملين فيها ، بل وصرف المستحقات المالية - وفق ما أعلن رئيسها مؤخرا في تصريحات صحفية- يتطلب إدراك هذا الوضع المتأزم من خلال اتخاذ إجراءات و قرارات سريعة وفعالة تتمثل في تشكيل فريق إداري قادر على مواجهة هذا التحدي من خلال العمل الجاد والتخطيط السليم فالجامعة تحتاج في هذا الوقت الى برنامج عمل طارئ يستند على رؤى تطويرية و كفاءات مبدعه تعتبر اليرموك منبعها و مصدرها ، فهي لا تحتاج إلى شعارات و مجاملات وشخوص تفرض بالباراشوت كما تعودنا عليه في السابق. 

لذلك فان خيارات تطوير العملية الأكاديمية وضبطها، والبحث عن مصادر استثمارية توفر دخلا مستمرا للجامعة واستقطاب طلبة للدراسة في البرنامج الدولي وجلب الدعم المالي من المنظمات العالمية والاستثمار الأمثل لقدرات الجامعة المادية والبشرية يجب أن يكون المحور الرئيس لخطط الجامعة المستقبلية.

اما على الصعيد الإداري فإن اختيار الأكاديميين والإداريين الذين سيشغلون المناصب الادارية والاكاديمية يشكل تحديا امام ادارة الجامعة حيث يجب أن يقوم على أسس واضحة وعادلة وان لا تتكرر تجربة بعض الإدارات السابقة في حصر اشغال هذه المناصب بزملاء رئيس الجامعة في تخصصه الأكاديمي ومعارفه الشخصية وذلك لوجود كفاءات اكاديمية وإدارية قادرة على تحقيق التغيير المنشود.

إن الإدارة الحالية مطالبة بأن تعلن عن خطة عمل واضحة وواقعية قابلة للتطبيق تظهر مؤشراتها في أسرع فرصة ممكنة. مع العلم ان الدافع لتنفيذ مثل هذه الخطة يتطلب التأييد والدعم من كوادر الجامعة المختلفة حيث يفترض أن يحفزوا للمشاركة في التنفيذ إذا كان هناك إيمانا صادقا بأهمية دور كل عامل في هذه الجامعة من خلال تجذير مفهوم العدالة الإدارية. والعاملون في الجامعة يتطلعون إلى الإنجاز وينقصهم الحافز الذي غاب عنهم مما تسبب في وضعهم في حالة من الإحباط والتذمر بسب شعارات التغيير الزائف في السنوات الماضية. 

كما يجب أن تدرك إدارة الجامعة أنها امام فرصة سانحة للحصول على دعم العاملين في الجامعة لتحقيق الأهداف التي كلفت بتحقيقها لاسيما أن المشهد يخضع للتقييم والمراقبة سنويا ويجب أن يكون الإنجاز ملموسا وسريعا لاسيما أن الشهور الأربعة الأولى من عمر الإدارة أظهرت تخوفا من التغيير وفقا لبعض المراقبين ولكن يصفه مراقبون أخرون بأنه وضعا اتسم بالتروي والحكمة والدراسة الواقعية.

تحتاج ادارة اليرموك إلى اتخاذ قرارات و اجراءات يترقبها الجميع لإثبات كفاءتها وعمق بصيرتها و إدراكها للتحديات التي تواجه اليرموك، فالأمل أن يشكل النقد البناء مصدر فخر و اعتزاز لرئيس الجامعة الذي عرف عنه تميزه وقدرته على الإدارة الحكيمة من خلال الحفاظ على مسافات متساوية من كل الأطراف على اختلاف آرائها مما يصب في المصلحة العامة و هذا هو فحوى تغيير النهج الذي يرنو إليه اليرموكيون مع ضرورة الاشارة الى ان ابواب الادارة لم توصد أمامهم منذ تولي رئيس الجامعة منصبه .