التاريخ : 2018-08-18

الراي نيوز

صالح الراشد

أخير تم إزاحة الاقنعة عن المعني والغاية الحقيقة من اعتصامات الرابع, والتي هزمت حكومة الدكتور هاني الملقي وجاءت بحكومة الدكتور عمر الرزاز, الوجه الحقيقي الذي أشرنا اليه منذ اليوم الأول بأن النقابات تسعى لتحقيق أهداف ذاتية مستغلة الزخم الشعبي الحانق على سياسيات الملقي, فقادوا الموجة صوب أهدافهم ونجحوا بذلك بإقتدار حتى أن الرئيس الجديد في بداية مسيرة كرئيس الحكومة زار النقابات ومنحها دور الوصاية على الشعب قبل ان يلتقي أعضاء مجلس النواب.

اعتصامات الرابع والتي خرج بها الشعب من أجل محاربة البطالة وارتفاع الاسعار, خاضتها النقابات اعتراضا على قانون الضريبة الذي سيجعل الكثير من النقابيين يدفعون مال أكثر للدولة, وحتى يحافظ هؤلاء على أموالهم ومدخراتهم أشعلوا الشارع بهتافات وخطابات كان في ظاهرها مصلحة الشعب وفي باطنها مصلحتهم الخاصة التي انتصرت, وبعد الانتصار كما جرت العادة في الحروب يتم توزيع الغنائم, وهذا ما كان حين بادرت نقابة الأطباء الى زيادة أجور زيارة الطبيب فيما قامت الحكومة برفع أسعار الوقود والكهرباء ليظهر للجمع بان النقابات والحكومة في خندق واحد للاقتصاص من الشعب, وجعله يدفع المزيد من الأثمان بسبب مواقفة السياسية ضد الحكومة.

النقابات بدأت تخسر موقعها في الشارع وربما يكون هذا الموضوع مقصوداً من بعض أعضائها أو من الحكومة حتى يرفض الشعب النقابات كما يرفض النواب, وهذا يعني ان الوضع سيصبح خطيراً كون اي اعتصامات قادمة ستكون بلا قيادات, وهذا يعني انها ستكون مفتوحة على جميع الاتجاهات ومجهولة الخاتمة, لذا فان على النقابات ان تعيد تجديد ثوبها البالي وتسعى الى العودة الى الشارع والتمسك به بدلا من صناعة العداء مع من أوصلهم الى هذا المركز القوي خارج بيت النقابات.

مكاسب الرابع بدأت وفقدان المواطن لثقته في حكومة الرزاز والنقابات بدأت أيضا, فيما الشعب لا يثق بمجلس النواب من اليوم الأول لوجوده, وهذه هي الكارثة الكبرى حين يفقد الشعب الثقة بمنظمات المجتمع المدني والحكومة, عندها لا يوجد ملجأ الا العنف وهو ما يتم دفع المواطن صوبه بكل قوة وسرعة حتى يحقق أعداء الشعب المزيد من الأرباح والمكاسب ليكون الدوار الرابع مصدر رعب للشعب بدلا من أن يكون مصدر قوة وأمان.