التاريخ : 2018-08-25

الرا ي نيوز

صالح الراشد

سقطت مصداقية الاتحاد الدولي لكرة القدم حين اثبت انه منظمة عنصرية تتلقى أوامرها من اللوبي الصهيوني، وتحاول ابتزاز وتهديد ومعاقبة كل من يحاول إظهار الصورة البشعة للنظامين العنصريين في الفيفا وتل ابيب، لذا عندما ' داس' رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم اللواء جِبْرِيل الرجوب على الذنب الامريكي المدعو بالكيان الصهيوني تكالب الجميع عليه حتى يسكتوه او يبعدوه.

الرجوب كان قد أقض مضاجع الكيان والفيفا في السنوات الماضيه حين قدم عديد الشكاوى بحق الكيان, ففي عام 2015 اشتكى عليهم بعد احتجاز لاعب المنتخب الفلسطيني سامح مراعبة, ثم قدم شكوى الى الفيفا بأن الكيان يمارس ضغوطا على حركة اللاعبين وتنقلاتهم, كما طالب الرجوب بتجميد عضوية الكيان في المنظمة الدولية لكرة القدم بسبب الانتهاكات المستمرة التي تتعرض لها الرياضة الفلسطينية من قوات الاحتلال, وفي عام 2016 انتقد الرجوب نتائج لجنة الرقابة الدولية لعدم تضمنه موقفاً حازماً إزاء طلب حظر النشاط الرياضي في المستوطنات التي يقيمها الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة, ويومها رفض الرجوب اي حلول وسطية لإنهاء الموضوع وهدد باللجوء الى محكمة الكاس لإجبار الفيفا على تطبيق قوانينها على أندية الكيان.

الفيفا وعلى مدار السنوات الماضية لم يحرك ساكنا لإنصاف الاتحاد الفلسطيني ولم يعاقب اتحاد الكيان , لكن عندما قام اتحاد الكيان الغاصب بتقديم شكوى بحق الرجوب بالادعاء أنه يدعو الى العنصرية حين طلب من جمهور الكرة الفلسطيني حرق صور اللاعب الارجنتيني ميسى لموافقته على اللعب في القدس ضد منتخب الكيان مما يشكل إعلاناً للاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني, وهذا الموقف جعل الاتحاد الارجنتيني يتراجع عن إقامة اللقاء, وهو ما أغضب التيار المتعصب في الكيان والداعي الى أن القدس الموحدة عاصمة الكيان الصهيوني, حيث انتصر الرجوب في معركة كرة القدم عليهم, وبالتالي لم يجدوا حلا الى باللجوء الى بيت الفساد العالمي لكرة القدم لأجل الحد من خطورة الرجوب .

إجتمع الفاسدون وصدر قرار جائر وهو قرار لا يختلف عن تلك التي تصدرها عديد المنظمات العالمية لتشكل المزيد من الضغط على أبناء فلسطين, وكان بتغريم اللواء الرجوب '20' الف فرنك سويسري وإيقافه لمدة عام, بدعوى أنه يحرض على الكراهية والعنف, هذا القرار أثبت للعالم أجمع قوة الرجوب في التصدى للصهاينة في استغلال كرة القدم للترويج الى مشاريعهم الاستيطانية, واثبت شرعا أن منظمة كرة القدم التي عشعش فيها الفساد لن تكون قادرة على اتخاذ قرار لدعم الشرعية في العالم, وأن هناك قوى عظمى تقوم بإدارة المنظمة وأن غالبية من فيها مجرد صورة أو لعبة يتم تحريكها بخيوط تمسكها الصهيونية العالمية.

الايام القادمة لن تمر سريعاً على الفيفا, بل ستمر ببطيء شديد كون العديد من المنظمات المناوئة للكيان الصهيوني ومشاريعة الاستيطانية لن تسكت على مثل هذا القرار, وسنجد عشرات المنظمات تضعط على الفيفا لأجل التراجع عن القرار أو تخفيف العقوبة التي تعتبر غير شرعية, كونها تسمح للصهاينة باستخدام كرة القدم كواجهة سياسية وهو ما يتعارض مع مباديء وقوانين الفيفا.

الرجوب لن يضعف وسيرتقي اكثر فقد أثبت أنه رجل قوي وقادر على جعل كرة القدم رسالة حرب وسلام, فهو يحارب باستخدامها للدفاع عن وطن ويرسل من خلالها رسالة عالمية أن شعب فلسطين يبحث عن الأمان والعزة والحياة الآمنة, وهذا النوع من الحياة للشعب الفلسطيني يرفضه الكيان, وقد نجح في إظهار هذا الأمر الى العالم الرياضي , لكن الفيفا لا زالت تعيش في عصر الجهل والفساد وتعمل على نظام القرارات المعلبة التي تأتي من خارج بيت كرة القدم العالمي, وتضع يدها مع الأقوى حتى لا تتكشف خبايا البيت السحري.