من يعتقد أنّ الدكتور عمر الرزاز رئيس الوزراء سيغادر موقعه قريبا فهو واهم ، وربما أصابته أحلام اليقظة وأحلام المنام المزعجة بنوع من الصّرع والصّداع وكذلك الصراع مع النفس ، فالطامحون بمغادرة الرئيس للدوار الرابع كثر ، والذين يحاولون وصف الرئيس بأنّه لا يستطيع وغير قادر على قيادة دفّة السفينة خاب ظنّهم تماما .
الرئيس اليوم هو أقوى من ذي قبل ، وهو ينتظر الفرصة ليس لإجراء تعديل وزاري موسّع على حكومته ، بل ليأخذ فرصته كاملة في تشكيلة وزارية تريحه وتقود إلى حالة من الإنسجام بين أعضاء الحكومة ، عدا عن اختيار فريق اقتصادي مختلف تماما عن الفريق الحالي ، الذي يواجه بهجمات من كافّة الإتجاهات .
التعديل القادم ربما يشكّل مفاجأة عند الكثيرين ، فالرئيس سيحاول الإثبات من خلاله أنّه قادر على الإمساك بزمام الأمور ومن كافة النواحي ، ولذلك قد يقدم على التخلّص من عدد من الوزراء الأقوياء ، وبتنسيق كامل مع القصر ، وهناك مؤشّرات بأنّ الرئيس يضع عينه على إحدى السيدات لتقود وزارة الخارجية للمرّة الأولى في تاريخ الأردن ، وربما يعمل على استقطاب شخصية اقتصادية مؤثّرة لها سمعتها الدولية لقيادة الفريق الإقتصادي في المرحلة القادمة .
الرئيس الرزاز تعرّض في الآونة الأخيرة للعديد من الهجمات والتشويهات وكذلك التشويش من عدد من صالونات عمان السياسية التي تقودها شخصيات سياسية رفيعة سابقة ، بادّعاء أنّ الرئيس لا يملك الولاية ، وهو الأضعف من بين كلّ الرؤساء ، وفي ذلك نوع من الطّموح لدى البعض والترويج لأنفسهم للعودة إلى الدوّار الرابع .
وتشير كلّ المعطيات أنّ رئيس الحكومة وبعد مضيّ عام على تشكيلته الوزارية سيبقى لأجل غير محدود ، ولكنّه هذه المرّة سيأخذ فرصته كاملة وبكلّ أريحيّة ودون ضغوط ، مما يؤكّد أنّ الحكومة باقية ومستمرّة ، وبرغبة ملكية واضحة ، حيث مازال جلالة الملك يضع ثقته الكاملة بالرئيس على وجه الخصوص .