دانلود جدید ترین فیلمها و سریالهای روز دنیا در سایت 98Movies. اگر در جستجوی یک سایت عالی برای دانلود فیلم هستید به این آدرس مراجعه کنید. این سایت همچنین آرشیو کاملی از فیلمهای دوبله به فارسی دارد. بنابراین برای دانلود فیلم دوبله فارسی بدون سانسور نیز می توانید به این سایت مراجعه کنید. در این سایت امکان پخش آنلاین فیلم و سریال همراه با زیرنویس و فیلمهای دوبله شده به صورت دوزبانه فراهم شده است. بنابراین برای اولین بار در ایران شما می توانید فیلمهای دوبله شده را در تلویزیونهای هوشمند خود به صورت دوزبانه و آنلاین مشاهده نمایید.
التاريخ : 2011-12-10

بشار.. مدافعاً !!

الرأي نيوز
افتتاحية هآرتس 

اليكس فيشمان

(المضمون: جُل جهود سوريا العسكرية موجهة الآن الى تركيا لا الى اسرائيل. ومجموعة الجنرالات في القيادة المصرية هي العنوان الوحيد الذي بقي لاسرائيل في مصر - المصدر).
لم تكن الفكاهة الشوفينية العديمة الذوق لرئيس هيئة الاركان ووزير الدفاع وحدها هي التي لا داعي لها هذا الاسبوع، بل كانت كل الزيارة المغطاة اعلاميا لهضبة الجولان كذلك. اذا كانت صورة الاثنين وهما يشرفان على تدريب للجيش الاسرائيلي في الجبهة الشمالية ترميان الى ارسال تحذير الى السلطات في دمشق فقد أُهدرت هنا ذخائر دعائية ثقيلة على الهدف غير الصحيح.
ان نشر قوات الجيش السوري، وهذا صحيح الى الآن، يشير الى ان جبهة الجولان ثانوية تماما بالنسبة اليه. فقد اقتنع النظام في دمشق بأن القدس لا تنوي استغلال وضعه الحساس لتهاجم. وبحسب ذلك توجد الآن في مثلث الحدود بين اسرائيل والاردن وسوريا قوات كثيرة تعمل على قمع الانتفاضة الشعبية أكثر من تلك التي تعمل في جبهات تواجه الجيش الاسرائيلي. وفي هذه المنطقة جرى في الاسبوع الماضي تبادل اطلاق نار بين الجيش السوري والجيش الاردني، خطأ كما يبدو، بسبب محاولة وقف تدفق لاجئين على المملكة الهاشمية. وعلى الحدود مع كتسرين وجمله في المقابل سُمع غناء الجنود.
ان جُل القوة البرية السورية منشور اليوم في مواجهة تركيا. فهناك العدو الاول لدمشق. ومن هناك سيأتي الشر كما تخشى. في الاسابيع الاولى للاضطرابات في الربيع من هذا العام ردت السلطة بعصبية زائدة في مواجهة نشاطات اسرائيلية في الجو والبر والبحر. والآن يوجه الرد نحو وحدات طيران لجيش تركيا وحركاته على طول الحدود. فهناك يسود شعور ما قبل الحرب.
ان صور التدريب على اطلاق الصواريخ التي نشرتها سوريا هذا الاسبوع كانت ترمي قبل كل شيء الى ردع الاتراك الذين يتهمهم الاسد بمساعدة المعارضة ونقل ذخائر الى تاركي الجيش. وعلى حسب زعمه فانه منذ اللحظة التي بدأت فيها أنقرة الامداد بالسلاح، بدأ الجنود الذين تركوا وحداتهم يهاجمون معسكرات للجيش. ويقول السوريون ان الرئيس اردوغان يهدد ايضا حرية الطيران في الدولة، وينوي ان يفتح بالقوة ممرا انسانيا.
لكن أكثر ما يقلق دمشق هو سيناريو تنشأ فيه على الحدود مصادمات عرضية تتدهور سريعا لتصبح مجابهة شاملة بين الطرفين. حينما هدد الاسد هذا الاسبوع بأنه اذا هوجمت سوريا ستشتعل المنطقة كلها كان يقصد اذا الاتراك قبل الجميع. ان التهديدات العسكرية والعقوبات من قبل الجامعة العربية والدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي هي بالنسبة اليه في المكان الثاني فقط في سلم تهديدات دولته. وماذا عن اسرائيل؟ انها تكتفي الآن بالمكان الثالث فقط مع فرق واضح ايضا.
عرف وزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان هذا التدريج ساعة التقطت لهما الصور تحت شمس الجولان الشتوية. وقد وصلت هذه التقديرات الى طاولتهما ايضا. فماذا فعلا هناك في الهضبة؟ من أرادا ان يخيفا؟ ان من ينضغط في هذه الحالات خاصة هو الجمهور الاسرائيلي الذي يحاول على الدوام فك الرموز. وحينما يستقبل المشاهد في نفس نشرة الاخبار الى جانب باراك وغانتس، خطبة نصر الله والزاوية الثابتة لاحمدي نجاد وشيئا من اضطرابات مصرية يُنهي بها المشاهدة يصبح على يقين من ان الدولة على شفا مواجهة مع العالم العربي كله.
ان الصور عن التدريب على اطلاق الصواريخ التي عرضت هذا الاسبوع في التلفاز هي في الواقع صور مُعدة من تدريبين منفصلين نفذهما السوريون في الاسبوع الماضي. وقد أُجري التدريب الاول من قبل نظام الصواريخ اشتمل على اطلاق التطوير الجديد الدقيق، إم 600. وهذا الصاروخ وأشباهه هي التهديد الحقيقي لدولة اسرائيل. ان كتلتها قد تغير الصورة. وذلك قياسا باحتياطي الصواريخ والقذائف الصاروخية التي اجتمعت حتى الآن في الجبهة الشمالية – في سوريا ولدى حزب الله – ويتوقع ان تكون كما يرى الجيش الاسرائيلي أشد فتكا مما يبدو في الظاهر.
والتدريب الثاني الذي تم تصويره نفذته القوات البرية، وأطلقت في اثنائه قذائف صاروخية وصواريخ ايضا. وهكذا وبواسطة تجميع الصور من هنا وهناك تحول تدريب سنوي مخطط له فجأة الى فيلم دعاية يرمي الى إحداث ردع. يبدو هذا مفاجئا لكن توجد في الجيش السوري انظمة لا تشتغل بقمع الاضطرابات: فالنظام الصاروخي يتابع التجارب والتدريبات التي حُددت مقدما. وتتابع العمل ايضا مراكز «سيرس» الـ 11 التي تستعمل للبحث والتطوير وانتاج سلاح متقدم.
في مجالات اخرى، بدأت العجلات السورية تتعثر. فقد فرضت الجامعة العربية في الاسبوع الماضي على دمشق عقوبات شديدة من حظر زيارات القادة الى عقوبات اقتصادية. لكن يبدو ان ما يثير غضب الاسد ورجاله فيها أكثر من كل شيء هو ذاك الذي يبدو هامشيا جدا وهو القطيعة مع طبع الاوراق النقدية. فالسوريون يطبعون اوراقهم النقدية في اوروبا وتتعاون القارة في هذا الشأن مع القرار. وهم لا يستطيعون تجديد الاحتياطي بغير آلات طبعها.
وفُرضت القطيعة ايضا على استيراد محروقات من سوريا لكن لسوريا في هذا المجال حليفة الآن هي ايران. فالجارة الشرقية تشتري منها البنزين وتبيعه في العالم على أنه وقود ايراني وهكذا تساعدها على ان تلتف على بعض العقوبات. وسيبقى الاقتصاد السوري ما لم يقطع العالم التجارة بمحروقات آيات الله.
حزب الله في مواجهة الزمن
انطبع في نفوس دبلوماسيين عادوا من سوريا في المدة الاخيرة ان الاسد لا يتصرف كمن يوشك ان ينهي سلطته. فالروس والامريكيون يُقدرون في الحقيقة ان نهايته قريبة بل بدأوا يتباحثون معه في أي الاماكن سيُهرب اليها لكنه ما لم يقتنع الرئيس بأنه محتاج الى تخليص فلن يتحرك. يتحدث اهود باراك عن نهاية سلطة بشار في مدى أشهر لكن يوجد في جهاز الامن ايضا من لا يرونه يختفي خلال السنة القريبة. وتقول تقديرات الوضع في الغرب وفي اسرائيل انه اذا سقط الاسد فلن يحدث هذا بسبب الضغط الداخلي داخل سوريا. سيُطرح من القصر على أيدي الجمهور حينما يُستعمل فقط ضغط خارجي قوي يشل النظام مثل عقوبات فعالة وعزلة طويلة. وطبيعة هذه الضغوط انها تؤثر اذا أثرت أصلا بصورة بطيئة.
في اثناء ذلك يحاولون في الولايات المتحدة وفي روسيا واوروبا البحث عن الجهة التي تتولى مكان الاسد. ويطمحون الى بناء معارضة حقيقية له. ولا يُرى عبد الحليم خدام، وزير الخارجية السابق الجالي في باريس، و»العم الحبيب»، رفعت الاسد، وريثين محتملين. يعتمد الامريكيون على الدكتور برهان غليون، وهو مثقف جال ايضا في فرنسا.
يرأس برهان «المجلس الوطني السوري»، وهو المنظمة التي تحاول ان تركز الجهات الجالية. وله صلة بالعقيد التارك للجيش، رياض الاسعد، «قائد جيش سوريا الحر» الذي ينزل في تركيا، وبهذا يكون في ظاهر الامر عنوانا قياديا للغرب. بيد ان هذا البديل يبدو الآن أشبه بالمعارضة العراقية التي سبقت حرب الخليج الثانية، تلك التي خدعت الادارة الامريكية وباعت الرئيس أكاذيب بواسطة وكالة الاستخبارات المركزية.
ان حياة الاسد التي أخذت تخبو والبحث عن بديل لا يشوشان على روسيا ان تستمر في النظر الى سوريا أنها دولة مرعية لها، وأنه ليس للامريكيين أي موطيء قدم فيها. وبهذه الروح تواصل موسكو إتمامها لجميع صفقات السلاح المحكم التي وقعت عليها مع دمشق في العقد الاخير واحدة بعد اخرى: من الصواريخ البحرية «يحونت»، الى نظام الصواريخ بارتفاع متوسط «اس.آي 17» الى نظم الدفاع الجوي التي تُعد الكلمة الاخيرة في الترسانة – اس.آي 22، الذي يسمى «بانتسير». بل انه سيأتي الى روسيا في السنة القادمة خبراء سوريون بقصد الدراسة عن النظام المضاد للطائرات المتقدم «اس 300» الذي رفضت ان تبيعه للايرانيين – بضغط اسرائيل. وقد دفعت دمشق ثمن نظم السلاح هذه، فهناك من يعطيها المال وبكثرة.
ان الدب الروسي الذي استيقظ من سباته يُعلم حدود منطقته ببوله على حدود سوريا الجديدة. في نهاية كانون الثاني ستصل ميناء طرطوس حاملة الطائرات الروسية «كوزنيتشوف»، وأعلنت وزارة الدفاع في موسكو ان غرض زيارة القاعدة السورية هو الشحن بالوقود. بيد أنه يبدو ان الحديث في الأساس عن شحن الأنا الروسية بالوقود، في اطار سياسة المواجهة التي يقوم بها في وجه الولايات المتحدة في كل ما يتعلق بدول المنطقة.
حينما هوجم سفير روسيا في الامم المتحدة، فيتالي تشوركن بسبب المساعدة العسكرية التي يمنحها بلده لسوريا أجاب: «نحن نبيع بحسب العقود، لكننا أتممنا ترتيبات مناسبة كي لا تقع وسائل القتال في الأيدي غير الصحيحة». وهو يعلم ايضا ان الأيدي غير الصحيحة تعني حزب الله – وهذا محقق في الوقت الذي أصبحت فيه المنظمة الشيعية في الاسابيع الاخيرة في حرج سياسي من أشد ما عرفت منذ أُنشئت. ان سقوط الدعامة السورية قد تجعله في وضع ضعيف لا في مواجهة اسرائيل فحسب بل داخل لبنان ايضا.
تستعد قيادة حزب الله الآن استعدادا مكثفا للمستقبل. وتشمل خطواتها من جملة ما تشمل نقل وسائل قتالية من سوريا الى لبنان خشية ان تُسد الحنفية بعد سقوط الاسد. وفي اسرائيل يتابعون بتدقيق كل ما يدخل بلاد الأرز آملين ألا نغفل عن استيراد نظم السلاح التي أُعلمت هنا بعلامة «خطوط حمراء» – وهي صواريخ مضادة للطائرات متحركة من طراز «اس.آي 8» مثلا قد تهدد حرية طيران سلاح الجو. اذا كانت توجد خشية من اشتعال الحدود فانها تتناول حالة يُضبط فيها حزب الله وهو يُدخل هذه النظم الى لبنان وتهاجمها اسرائيل. ولم يسأل أحد حتى الآن في أيدي من ستسقط احتياطيات السلاح غير التقليدي لسوريا التي هي من أكبر ما يوجد في العالم.
في المقابل تحاول الحركة الشيعية ان تثبت علاقاتها بسوريا الجديدة بتوثيق العلاقات بمن تراهم الجهة المتقدمة هناك، أي الاخوان المسلمين. اذا سقط الاسد فستبذل المنظمة جهدا لشق طريقهم الى الحكم لتحصل منهم مقابل ذلك على استمرار الحلف.
الجنرالات يبتلعون الريق
لا يستطيع من يمشي اليوم في ممرات المبنى الرمادي القديم لقسم البحث في «أمان»، ألا يشعر بجو الاضطراب. عادت سوريا ومصر والقوتان العظميان من ورائهما، روسيا والولايات المتحدة، تشغل الاهتمام كما كانت ذات مرة. يتحدثون الآن هناك عن تقاسم جديد لمناطق التأثير في الشرق الاوسط. وباختصار يحك المتقاعدون من هذا القسم أيديهم بمتعة. عُدنا الى أيام الثمانينيات البهيجة: فعلى رأس «منظومة الاستخبارات اليومية» يلمع نجم دول تنبعث منها رائحة العودة الى أيام الصراع بين الكتلتين.
يقول التقدير في اسرائيل انه اذا نشأت مواجهة مع سوريا فلن تحدث لأن دمشق تريدها، فهي مشغولة بشؤونها. والكلام الذي يقول ان الاسد سيهاجم لانقاذ جلده هو من نوع الكلام الذي يُقال ليُكتب في مكان ما. اسرائيل كما قلنا آنفا لا تثير عناية سوريا. والحديث عندنا عن هجوم مشترك بينها وبين ايران وحزب الله يرمي الى ان يخدم أجندة شخصية غير واضحة. ان السيناريو الذي يقلق حقا المختصين هنا هو التدهور الى حرب بخلاف موقف الحكام الأساسي. قد يحدث هذا السيناريو نتيجة الرأي العام أو تصرف شعبي يفضي بالقادة الى اتخاذ قرارات تعارض مصالحهم، ويصح هذا على سوريا وهو أصح على مصر.
ان القيادة في القاهرة غير معنية بأي نوع من المواجهة المسلحة مع اسرائيل. فهي تدرك ان هذه المواجهة قد تنتهي الى مهانة والى كارثة قومية تجعلها تنهي حياتها المهنية. ومع كل ذلك لم يحارب الجيش المصري منذ اربعين سنة. أنفق الامريكيون عليه في الحقيقة منذ الثمانينيات 60 مليار دولار، لكنه غير مستعد من الفور لحرب شاملة. بل يتحدث الاخوان المسلمون اليوم عن وضع راهن لكن هذه المصالح قد تتغير ازاء هوس جماهيري معاد لاسرائيل بين الجمهور من ورائهم.
الصورة التي ترسم الآن في مصر بالنسبة للقدس والعالم الحر كئيبة. واحتمال ان يرسم المجلس العسكري للاخوان المسلمين خطوطا حمراء تتعلق بالدستور وبمكانتهم في السياسة الداخلية بل ان يكون مستعدا لمجابهتهم من اجل هذا هو احتمال ضعيف. ويُقدرون في اسرائيل ان الاسلاميين لن يقبلوا شروط الجيش بشأن تقدمه في قضايا السياسة الخارجية واعلان الحرب. وبحسب تقدير آخر ستضعف مكانة الرئيس باعتباره شخصا لا يأتي من صفوف القيادة الدينية. وقد أخذوا في القدس يُشربون أنفسهم ان مصر توشك ان تصبح دولة ذات نظام اسلامي.
ينظرون الآن عندنا في ارتقاب شديد نحو وزارة الخارجية الامريكية التي بدأت تجري اتصالات مع الاخوان المسلمين منذ كانون الثاني مع بدء الانقلاب على مبارك. فربما تنجح الولايات المتحدة كما يتوقعون هنا في ان تنشيء في مصر قيادة اسلامية معتدلة تكون شيئا ما بين تركيا والسعودية. وحلمنا اللذيذ – نموذج يشبه اندونيسيا وماليزيا – أي نظام اسلامي يفصل الدين عن الدولة، سيبقى بمثابة حلم.
الامريكيون من جانبهم يُعلموننا. ان موظفي وزارة الخارجية الامريكية لا يتناولون بجدية أوراق بحث تعرض الاخوان المسلمين باعتبارهم جهة متطرفة وغير مستقرة ومؤيدة للارهاب. ويقولون للاسرائيليين نحن نعرفهم أفضل منكم. فالاخوان منطقيون ومعتدلون وعالمون بقواعد اللعب ولا ينوون نقض اتفاقات السلام. هذا الى انه يجب عليهم ان يُطعموا 88 مليون فم.
وتُبين لنا الولايات المتحدة ايضا ان ما يحدث اليوم في مصر مسيرة رائعة وتُجل المسار الديمقراطي. وهي تنظر في عطف واستخفاف الى المخاوف الاسرائيلية من نتائج الانتخابات في الجولة الاولى لمجلس الشعب. مصر دولة مرعية للامريكيين ولن يسمحوا لأي أحد ان يُفسد عليهم الابتهاج بالديمقراطية.
في هذا الواقع المضلل حاولت جهات غربية ان تفحص في المدة الاخيرة عن مقدار تغلغل أسس اسلامية الى الجيش المصري ولا سيما طبقة القيادة. ولم يخلصوا الى استنتاجات واضحة. ومع ذلك تشير المعطيات الى ان الرموز الدينية قد أصبحت في السنتين الاخيرتين جزءا من السلوك اليومي للجهات الامنية في القاهرة، وهدف ذلك ان يضمنوا لأنفسهم مقاعدهم في المستقبل. فالجنرالات مثلا يُصلون على نحو ظاهر خمس مرات كل يوم. واذا كان شخص ما يبحث عن شاهد فان زوجة المشير الطنطاوي التي كانت توالي الثقافة الغربية طوال سنيها – مع تأكيد شراء مستحضرات من الشانزليزيه – قد أصبحت في المدة الاخيرة امرأة مسلمة متدينة مع كل ما يوجبه ذلك من لباس.
أهناك احتمال ان «يُنحى» الطنطاوي على أيدي ضباطه كما فعل البكباشي عبد الناصر بالجنرال محمد نجيب في ثورة الضباط الشباب؟ هذا السؤال واحد من الموضوعات الساخنة في سفارات اوروبية في مصر. وتذكرون ان الرئيس مبارك – الذي كان في الحقيقة رئيس المجلس العسكري الأعلى – قد نحاه المجلس العسكري، في الثورة. وحينما استقر رأي الجنرالات على اصدار البيان الاول للشعب باعتباره اجراء سلطويا رمزيا، أعلموه ببساطة ألا يظهر بعد في الجلسات وبدأوا ينشرون توجيهات للجمهور من غيره.
كانت الثورة في مصر انقلابا عسكريا هادئا. ولا سبب يدعو الى عدم فعل الضباط هذا بالطنطاوي ايضا. ان ثلاث شخصيات مركزية كثيرا في المجلس تستطيع القيام بهذا الاجراء: قائد سلاح البحرية وقائد سلاح الجو وقائد الجيش الثاني ولا علامة على هذا حتى الآن. أرادت الادارة الامريكية خاصة جدا ان يقود رئيس الاركان سامي عنان هذه الخطوة لكنه يظهر ولاء  للمشير مثل سائر الجنرالات، بما خيب أمل واشنطن.
انه ما لم يتولَ الاخوان المسلمون الحكم ولم يمسوا بأملاك الجنرالات الاقتصادية – التي هي نحو من ربع موارد مصر – فان الجيش يستطيع ان يحتمل مسا ما بمكانته. واذا كانت المنظمة الاسلامية حكيمة بقدر كاف بحيث تمتنع عن هذا الاغراء فان لابسي البزات العسكرية سيبلعون ريقهم. لكن حينما يضعف الجيش لن يدفع الجنرالات وحدهم ثمن انخفاض قيمتهم بل نحن ايضا. فالعنوان الوحيد لاسرائيل اليوم في مصر هو مجموعة غير كبيرة من ضباط كبار ما يزالون يجرون علاقات معها. بيد ان العلاقة بين الدولتين تلخص بهذا. وحتى لو جاء سفير جديد من القدس الى القاهرة في الاسبوع القادم كما خطط لذلك فلن يجد أحدا يحادثه.
عدد المشاهدات : ( 7055 )
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع 'الرأي نيوز' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .