التاريخ : 2015-06-25
الغموض والتشويق يميزان الدراما الرمضانية
الراي نيوز
- تحتدم المنافسة في الدراما المصرية الرمضانية للموسم الحالي، في ظل زخم الإنتاج وتعدد جنسياته العربية. ويبقى العنصر الفاصل في جذب انتباه المشاهد وتحقيق النجاح مرتبط ببدايات الحلقات التي تمهد لباقي الأحداث، ذلك من خلال النقاط الساخنة الغنية بالتشويق، وكسب المشاهد من خلال اداء الشخصيات، والغموض والتخطيط الذكي الذي يجعل منها مفتاحا لبقية الحلقات.
ومن هنا فإن تفضيل مسلسل على آخر يرتبط بالبدايات التي تكشف اسرارا وترسم ملامح غموض واثارة تجعل منه مادة شيقة للمتابعة وترقب كل حلقة يوما بعد يوم، خصوصا في ظل وجود أعمال كثيرة لهذا الموسم، فيما حمل كل مسلسل في أولى حلقاته مفاجأة لجمهوره أو نهاية مفتوحة تعزز انتظار الحلقة التالية.
والأهم من كل هذا هو المشاهد التقديمية لشخصيات معينة تلعب دورا كبيرا في كشف التفاصيل اللاحقة والتي تكون أشبه بوضع النقاط على الحروف لتحدد مسار الاحداث ولو من مشهد واحد لكنها تخفي وراءها موهبة نجم أو سرا دفينا أو لغزا بترك المشاهد معلقا بها حتى الحلقة التي تليها.
* "بعد البداية”.. لغز اعلان الوفاة
وفي مسلسل "بعد البداية”، للمخرج أحمد خالد يكشف في الحلقة الأولى الشخصية الرئيسية وهي الصحافي "عمر” ويلعب دوره الممثل طارق لطفي من خلال خبر وفاته من خلال ما نشرته الصحف على صفحاتها الاولى، وهو حي يرزق لتنطلق الاحداث التالية في كشف المستور واتهامه بقضايا تجسس، وهو يحاول بعد ذلك اثبات تواجده وبراءته، ويشاركه في العمل، لقاء الخميسي، درة، خالد سليم، روجينا، محمود الجندي، سناء شافع، علاء شافع، علاء مرسي، محمد شاهين، بيومى فؤاد، ومحمد الصاوى، وآخرون، من تأليف عمرو سمير عاطف.
* "العهد”.. صراع السلطة
أما في ملسلسل "العهد”، وهو ثالث تعاون بين المخرج خالد مرعي والسيناريست محمد أمين راضي بعد مسلسل "نيران 2013” ومسلسل الوصايا السبع العام الماضي.
ويحمل "العهد” أجواء الاساطير، حيث يسعى العمل إلى إعادة التحدث عن التقاليد والحكم والدساتير بأسلوب ذكي جداً، خاصة أن الكاتب خلق عالماً موازياً، وبدأ بإعادة تكوينه لينجو بذلك من ابتذال الاسقاطات السطحية إلى محاولة المعالجة الفاعلة. ويتناول المسلسل حقبة تاريخية قديمة خيالية من نوع دراما خوارق، فيه يتصارع الناس على السلطة وينتهكون المقدّسات من أجلها. بشكل ممتع ومدهش وصادم.
ويحمل المسلسل مشاركة نسائية كبيرة لهن أثر كبير في تحريك كبرى المجريات والأحداث من صغيراتهن الخارقات إلى الكبيرات منهن، ففي الحلقة الأولى كان هنالك رجل تقتله زوجته، ويدعون موته، والشاهد الوحيد على موته هو ابنه الطفل الذي اختفى بعدما علم بقيام والدته بقتل ابيه فيما شخصية "استمنوها” والتي تلعب دورها سلوى خطاب، وهي المرأة التي تقرأ "النوى” وتعلم "الطالع”، كذلك والرجل الذي عاد من الموت بعد رميه بالرصاص.
كل هذه الأجواء التي تشهد لاحقا ظهور وجوه نسائية تلعب أدوار البطولة فيها؛ منها "ريا” وتلعب دورها صبا مبارك، وهي كبيرة "كفر النساء”، إحدى القرى الثلاث التي تدور فيها الأحداث، وتتميز بشخصية قوية، إذ تحرّكها الرغبة في الانتقام من الظالم ونصرة المظلوم، لاسيّما بعد الظلم الذي تتعرض له والدتها وشقيقتها، فتسعى للانتقام وتستولي على زمام السلطة في الكفر الذي كان يحكمه والدها، وتقرر التخلص من كل الرجال فيه. المسلسل من بطولة غادة عادل، صبا مبارك، أروى جودة، محمد شاهين وياسر المصري.
* "حارة اليهود”.. الحب والحرب
أما في "حارة اليهود” فحملت اولى حلقاته أجواء خاصة حيث يعود بأحداثه التي تقع بين العام 1948 و1956، وكان لحالة الرومانسية والحب المتأجج بين شخصيتين مختلفتين تمثلت في حب ليلى اليهودية التي تجسد دورها الممثلة منة شلبي، للشاب الضابط المسلم بالجيش المصري ومتواجد بفلسطين لمحاربة اليهود علي، ويلعب دوره الممثل الاردني اياد نصار، والتفاصيل الاهم هي قضية رفض المجتمع للحب بين أصحاب الديانات المختلفة، فضلا عن التطرق لحرب الجيش المصري في فلسطين وفوزهم بالجولة الأولى على الصهاينة، لكن الأسلحة الفاسدة كانت سببًا في الخسائر التي مني بها الجيش المصري.
المسلسل للمخرج محمد جمال العدل، وتأليف مدحت العدل وبطولة شويكار وجميل راتب وريهام عبدالغفور وهالة صدقي وصبري عبد المنعم وآخرين.
الناقد السينمائي أحمد شوقي يعتبر ان التشويق في المسلسلات في حلقاتها الأولى هو من معايير النجاح، خصوصا في ظل احتدام التنافس بينها، لافتا إلى أن كل عمل فني يسعى لأن يشد الأنظار إليه من أول لحظة.
ويعتبر شوقي أن المسلسل بعناصره التشويقية في أولى حلقاته لا يعتمد فقط على هذه العناصر بل يرتبط باسم النجم والسيناريو قبل اسم المخرج، منوها إلى أن بعض الممثلين كان لهم دور كبير في شد الانظار للعمل الذي يشارك فيه من خلال مشاهد تقديمية تمهد للاحداث المقبلة وما سيدور لاحقا.
* "حالة عشق”.. الشخصية الغامضة
فيما كانت الحلقة الاولى من مسلسل "حالة عشق”، وهو من بطولة مي عزالدين أشبه بلغز محير في تحديد من هو عريس "ملك” التي تلعب دورها مي عز الدين، حيث انتهت الحلقة الأولى بحفل زفاف "مي”، التى تعمل مذيعة، وتثير لغزا حول عريسها، فبعدما ظهر طوال الحلقة خطيبها "كريم فهمي”، إلا أنها تتزوج شخصا آخر هو الفنان حازم سمير. ويستمر اللغز في الحلقات التالية في كشف حقيقة ملاك وحقيقة اصابتها بانفصام ام لها عدة شخصيات.
المسلسل من بطولة حازم سمير وروجينا وكريم فهمى وسامح الصريطي، وهالة فاخر وأحمد صيام وسهر الصايغ ومن تأليف محمد صلاح العزب ومن إخراج إبراهيم فخر.
أما الصدمة فكانت هي مفتاح مسلسل "حق ميت” للمخرج فاضل الجارحي وبطولة حسن الرداد، حيث تلقى قنبلة للجمهور بخير تبثه مذيعة معروفة عن القبض على سفاح اختطف وقتل 4 نساء، ومن هنا تنطلق الأحداث لتكون قضية جدلية عن هذا القاتل وهو محام شاب يتحول بين ليلة وضحاها لمتهم خطير، في تمهيد لمادة أشبه بمسلسلات الجريمة الاميركية وتحقيقات لا تنتهي في اجواء بوليسية بحتة. والمسلسل من تأليف باهر دويدار، ويلعب بطولته حسن الرداد واحمد عبدالعزيز وإيمى سمير غانم ودلال عبدالعزيز.
* نجم العمل يجذب المشاهد
من جهته يعتبر الناقد طارق الشناوي أن استمرار العمل ونجاحه لا يمكن أن يكون دون اسم النجم ولو غابت عناصر التشويق، وهنا يصبح عامل الجذب هو اسم الممثل.
وتميل العديد من الحلقات لأجواء تشويقية جاذبة للمشاهدين كونها تناقش القضايا بشكلٍ مثير والمهم في هذا الأمر هو اختيار الفنان للقالب الذي يخوض به المنافسة واهتمامه بالجودة.
ويتفق الشناوي وشوقي على ان نقاط البدايات الساخنة لا يعني انها قد تستمر طيلة المسلسل، فقد يتغير خط التشويق ويتراجع، فيما ينوه الشناوي الى ان بعض المسلسلات تبدأ وتسير بشكل متناسق، واحيانا تتصاعد تدريجيا لتهوي احداثها بسير مختلف.
وفي "لعبة إبليس” فالخدعة والسر يكمن في التوأمة بين شخصيتين يلعبهما الممثل يوسف الشريف، بين رجل أعمال وساحر، وكلا الشخصيتين مختلفتان، أحدهما رجل صالح وهو رجل الاعمال، فيما الآخر كان سارقا وله باع في اعمال السحر والشعوذة ما دفع والده للتنكر منه، وهو ما لا يدركه الشقيق الغني. لتتوالى الأحداث في قالب تشويقي اجتماعي. وهو ليس بدور جديد للممثل يوسف الشريف حين شارك في مسلسل رقم مجهول ومسلسل اسم مؤقت بالتعاون مع المخرج احمد نادر جلال والمؤلف عمرو سمير عاطف.
"تحت السيطرة”.. قوة النجم
أما اداء نيللي كريم في مسلسل "تحت السيطرة” بدور مريم التي تمر بأزمة والخوف من العودة للإدمان بعد التعافي فهو مفتاح الجذب للمسلسل في مواجهة هذا الضعف بين الوقوع في براثن الادمان من جديد ام مقاومته، وبين انجاح علاقتها الزوجية مع زوجها حاتم ويلعب دوره الممثل التونسي ظافر العابدين، والعمل للمخرج تامر محسن وسيناريو للمؤلفة مريم نعوم.
ويتعزز الغموض في أجواء الحي الشعبي وحكايا الموروث المصري فتظهر في مسلسل "الصعلوك” بطولة خالد الصاوي فمنذ حلقته الاولى، قدم المخرج تلك الشخصية لمحروس أبو خطوة المتأثر ببطولات الشيخ العدوي صاحب المقامة في الحي الشعبي الذي يعيش فيه ليكون الخيال والواقع متداخلين لدى الشخصية الاساسية وعلاقته بالمحيط. المسلسل يكشف طبيعة الحياة الاجتماعية في الاحياء الشعبية المصرية. وهو من اخراج أحمد صالح وسيناريو محمد الحناول وبطولة حسن حسني ونجلاء بدر وأحمد راتب.
ويذهب الشناوي إلى أن تواجد نقاط ساخنة في البدايات امر محسوب ومحسوم، وعنصر جاذب ويلعب دورا مهما في سير الأحداث وهو امر مهم في ظل الزخم والمنافسة الدرامية بالمقارنة مع السابق حين كانت الاعمال قليلة وكانت النقاط الساخنة تتواجد في القفلات في اخر الحلقات وليس ببداياتها.
وتبقى الأعمال الدرامية تحمل قصصا وحكايات مختلفة، منها ما يشد المشاهد من اللحظة الاولى، ومنها ما ينفره، وتجعله ينتقل لعمل آخر مع وجود المئات من الأعمال المعروضة على القنوات الفضائية. لذلك القوة تكمن في البدايات.