التاريخ : 2017-07-18

الراي نيوز

صالح الراشد

اقتربت صفقات انتقال اللاعبين استعدادا للموسم القادم من الانتهاء , ولا ندري هل نعتبرها تنقلات أم مهازل من أحجام مختلفة؟ , وهل نعتبرها ذات فائدة للاندية ولكرة القدم الاردنية أم انها كارثة حقيقية ستعيدنا سنوات الى الوراء, فالتعاقدات كانت متعددة وكثيرة وبعضها كان مفاجئا والبعض كان مرعبا والاخر غريبا, لكنها في نهاية الامر هي مجموعة من الصفقات تسعى الاندية من خلالها اما الى الظفر بالقاب الموسم أو تحسين موقعها وهناك من يعول عليها لتكون نقطة الانطلاق في البطولات الخارجية.

ومهما كانت الظروف فان تنقلات بعض اللاعبين كانت مثار للجدل حين طافوا باندية كرة القدم من أمثال السوري فهد اليوسف الذي لعب لاندية ذات راس والجزيرة واخيرا الوحدات, وينطبق الحال على محمد الباشا فمن الجزيرة الى الوحدات الى شباب الاردن ثم العودة للوحدات, وطبعا يرتفع سعر اللاعبين مع استمرار مسلسل تنقلاتهم من فريق لاخر, وبالذات اذا ما كانوا في مراكز مرغوبة وغير متوفرة في الاندية , وبالذات في ثلاث مراكز هي قلب الدفاع والظهير الايمن والمهاجم الهداف, فمن يلعب في هذه المراكز يرتفع سعرة من موسم لاخر , وكلما ارتقى في مستواه صعودا أصبحت الطلبات تنهال عليه.

اما قضية غسيل الاموال فهي متوفرة هنا ولكن ليس حرفيا بل مجازيا, فالنادي يتختلى عن اللاعب الصغير بالمجان أو بسعر رمزي ثم يتعاقد معه مقابل مبالغ مالية مرتفعة, فينفق النادي أكثر مما استفاد, فيما كثرت الطيور المهاجرة بين الاندية , فاصبحت تتنقل في جماعات كرأس المال المهاجر الذي يدمر الاسواق المالية ويحولها الى أطلال, فهل هذا ما سيحدث في كرة القدم الاردنية التي تعتمد على مجموعات مهاجرة من ناد لاخر؟, مما يشير الى توقف الانتاج في هذه الاندية, وتعتبر أندية الوحدات والفيصلي والرمثا من أفضل الاندية المنتجة في الكرة الاردنية, فلاعبي الوحدات ينتشرون في شتى الاندية الاردنية, بعد ان رفضت ادارة النادي التعاقد معهم بحجة ان قائمة اللاعبين في اتحاد الكرة لا تتسع الى '30' لاعبا فقط, وهذا أمر منطقي حيث لا يجوز ان يجلس اللاعب لعام أو عامين على مقاعد البدلاء لأنه سينتهي كرويا, فبالتالي أصبح الوحدات الاكثر انتاجا وتوزيعا, وعندما يظهر لاعبوه بشكل لافت كما حصل مع ابو سعدو يقوم بشرائهم.

وفي هذا الموسم تنتظر نصف أندية المحترفين ' شباب الاردن, المنشية, ذات راس, اليرموك , العقبة والبقعة' قرار الادارة الفنية في الوحدات لتعلن من هم اللاعبون الذين سيكونون خارج صفوف الفريق لأجل التعاقد معهم وضمهم الى فرقهم, لكن الوحدات يرفض ان يحرر لاعبي فريق تحت '20' عاما الصاعدين الى فريق الكبار ووقع معهم على عقود ويعرض اعارتهم لموسم واحد فقط, حتى لا يتكرر مشهد شراء لاعبين تعب الوحدات في اعدادهم.

الموسم سيكون محير والمطلوب من الاندية ان تعرف مصلحتها , والمصلحة ليس الفوز باللقب فقط بل ايضا في تجاوز عثراتها المالية, وفي حال حصل هذا الامر ستكون الاندية قادرة على البناء السليم والقوي في الاعوام القادمة , لكن بقاء الاندية تحت وطئة الدين يجعلها غير قادرة على اتخاذ خطوات ايجابية في طريق البناء الصحيح.