التاريخ : 2017-07-23

الرا ي نيوز

 – صالح الراشد

الساحر نيبويشا والانضباط والجمهور أسباب فوز الفيصلي

سؤال كبير يطرحه المراقبون هنا في القاهرة , وهو كيف استطاع الفيصلي ان يفوز على الاهلي المصري في بطولة الاندية العربية المقامة في مصر ؟, وأن يلحق به الهزيمة الاولى في تاريخ النادي في المباريات الافتتاحية في جميع البطولات التي شارك فيها؟, فجمهور الاهلي خرج غير مصدق نفسه من النتيجة لا سيما أن الفريق سيطر على أغلب فترات الشوط الاول, ويلعب بغياب عدد كبير من ابز نجومه, الا ان البدلاء كلهم نجوم ولاعبي منتخبات مصر, سر الفوز في هذا اللقاء التاريخي تمركز في عدة محاور.

الثقة الزائدة مقتل

تعتبر الثقة الزائدة مقتل لاي فريق في العالم, وادارة الأهلي اعتقدت ان البطولة ستكون مجرد نزهة تقطف في نهايتها'2.5' مليون دولار, ولم تدرك ان هذا طموح مشترك لجميع الفرق المشاركة في البطولة, وربما اعتقدت ادارة الاهلي انها قادرة على التعويض في المباريات القادمة كونها قيدت '33' لاعب في قائمة اللاعبين المشاركين في البطولة, وحتى في مجريات اللقاء فقد ظهرت ثقة زائدة على الفريق بعد ان أهدر لاعبوه فرصتين في الشوط الاول, وشعروا بان طريق الفوز مفروشة بالورود.

جمهور الزعيم

وقف جمهور الفيصلي خلف الفريق بطريقة رائعة وشجع الفريق طوال المباراة دون توقف, والتحم مع الفريق منذ بداية اللقاء في صورة حضارية نالت اعجاب الجميع حتى جمهور الأهلي, حين طلب جمهور الزعيم من اللاعبين القدوم الى خط التماس وقرأ الفاتحة معهم , ولم يتخلى الجمهور عن حلمه بالفوز منذ الدقيقة الاولى وحتى النهاية, ليشكل دافعا كبيرا للاعبين في الوقت الذي صمت فيه جمهور الأهلي.

التزام لاعبي الفيصلي

ظهر واضحا من الوهلة الاولى ان تركيز لاعبي الفيصلي في أعلى مستوى وبالذات في الواجبات الدفاعية, فيما هناك ضعف في الاسناد الهجومي مع منح أحمد سريوة ويوسف الرواشدة أدوار دفاعية اضافة الى تراجع دومنيك, كل هذا جعل الملعب تحت سيطرة لاعبي الاهلي لكن دون تهديد فعلي وخطير لمرمى معتز ياسين, كون المطلوب من اللاعبين كان واضحا وهو الخروج بالتعادل السلبي.

الساحر

هذه كلمة السر الاكبر والاخطر في فريق الفيصلي وهو الساحر نيبويشا المدير الفني الذي يملك قدرات خارقة في قراءة المباريات ويعرف قدرات لاعبيه, وبالتالي يقوم بتوظيف هذه القدرات في التوقيت المناسب بما يتلائم مع مصحلة الفريق, وهذا ما جرى مع مطلع الشوط الثاني حين أشرك خليل بني عطية مكان أحمد سريوة, ليتم تغير نهج الفريق بشكل واضح , فالفيصلي كان يلعب في الشوط الاول بطريقة 442 ومع دخول بني عطية تحولت الى 4231 , وهذا يعني المزيد من تقارب الخطوط واغلاق المنافذ المؤدية الى مرمى معتز, والهدف من هذه الطريقة كان واضحا بزيادة القوة الدفاعية في منطقة العمق وعودة اكرم زوي ليلعب في الوسط الايمن ويوسف الرواشدة في الايسر منح الفريق المزيد من الاتزان , ليصبح دومنيك الداعم عبر العمق للوكاس المهاجم الوحيد, وقوة هذه الطريقة انها تجعل الفريق المنافس يلعب بثقة في الخلف ولا تينبه الى أطراف الفيصلي التي تصبح هي الاخطر, وهذا يعني أخطاء لا تغتفر وهو ما كان فاستغل يوسف الرواشدة الخطأ الوحيد لدفاع الاهلي.

ومع زيادة هجمات الاهلي  اصاب الرعب من شاهد اللقاء على التلفاز, الا ان من شاهد اللقاء في أرض الملعب لم يكن لدية شك بان الفيصلي سيخرج فائزا كون جميع الهجمات كان من السهل معالجتها في ظل الانضباك الكبير للاعبي الفريق ولضعف الاسناد من الاهلي الذي اصبح يتخوف من هدف اخر, وحتى في اللحظات الاخيرة فان الاهلي لم يكن قادر على تجاوز جراءة لاعبي الفيصلي الذي خرج منتصر بفضل الانضباط والجمهور وثقة الاهلي وسحر نيبويشا.