التاريخ : 2017-07-31

الراي نيوز

يشكل دبلوم إعداد وتأهيل المعلمين في عامه الثاني، نقطة الانطلاق لترخيص مهنة التعليم في الأردن بالمستقبل، للتأكيد على أن المعلم يجب أن يتجه إلى حقل التعليم كمهنة لا كوظيفة.فالتعليم كمهنة، كما قال القائمون على الدبلوم الذي تقدمه أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين لـ "الراي نيوز"، يطلق إبداعات المعلم، ويسهل عليه اكتساب المهارات اللازمة لتأدية مهنته، وتحسين مخرجات التعليم في الأردن.وأنهى 179 طالبا، شكلوا معا الدفعة الأولى من دبلوم إعداد وتأهيل المعلمين، برنامجا مكونا من 24 ساعة معتمدة، على مدى 9 أشهر، حصل الملتحقون فيه على التعليم المباشر في المبنى المخصص للأكاديمية والتعلم عبر الإنترنت، بالإضافة إلى التطبيق العملي في المدارس الحكومية والخاصة المتعاونة، خلال 20 أسبوعا.ويرى هيف بنيان، الرئيس التنفيذي لأكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين، إن الدبلوم يحقق حلم الأردن، بتأهيل المعلمين، حيث تم توضعه أولا في الاستراتيجية الوطنية للموارد البشرية التي أطلقت في عام 2016.وفي منتصف شهر تشرين الاول من عام 2016، التحق الطلاب ببرنامج الدبلوم، بدعم فني من معهد التربية لكلية لندن الجامعية ووزارة التربية والتعليم الأردنية وبالشراكة مع الجامعة الأردنية، استجابة للحاجة المتزايدة لإعداد وتأهيل المعلمين قبل الخدمة لمهنة التعليم.ويوضح بنيان أن طلبة الفوج الأول اكتسبوا مهارات عززت من قدراتهم في التعامل مع الطلبة من كافة الجوانب، وإيصال المعلومة لهم، والتفاعل معهم، وتمكينهم في المادة ذاتها، بفضل التدريب العملي الذي يحظى به المعلمون قبل الخدمة.ويؤكد أن الأكاديمية عندما أدرجت برنامج الدبلوم بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم، ضمن نشاطاتها، اعتمدت المعايير العالمية في كبريات الجامعات في طريقة التدريس وعرض المنهاج، لذا كانت النتيجة المتوقعة أن يلتحق بالدبلوم من يرغب في أن يكون التعليم مهنة لا وظيفة.ورغم أن المعدل الجامعي هو أحد المعايير المتبعة في قبول الطالب ببرنامج الدبلوم، وفق بنيان، إلا أن ذلك لا يكفي، حيث تبرز الشخصية والاستعداد للعمل بمهنة التعليم، والبيان الشخصي وبعض النشاطات، والامتحانات والمقابلات الشخصية، وامتحان اللغة الإنجليزية.وتوضح الدكتورة سهير الخطيب، مديرة برنامج دبلوم تأهيل المعلمين في أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين، أن الدبلوم في عامه الأول وعامه الثاني الذي سيبدأ في تشرين الأول 2017، يشكل نواة لترخيص المعلمين في الأردن، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.وتكشف أن برنامج العام 2017/2018 سيلتحق فيه 500 طالب، من مختلف مناطق المملكة، مع إمكانية التحاق 3 آلاف طالب سنويا في المقر الجديد بالجامعة الأردنية، خلال 4 سنوات.وفي العام الحالي، تم استقبال أكثر من 2000 طلب التحاق بالدبلوم، من المنتظر أن يتم تصفيتهم إلى 500 طالب حسب قدراتهم والمناطق الجغرافية التي ينتمي إليها المتقدمون.وتوضح أن التقدّم للدبلوم الذي تم تمديد فترته لنهاية شهر تموز، تم في مراحل، بدأت بملء الطلب متضمنا نبذة عن شخصية المتقدم وإرساله الكترونيا، وتقييمها، ووثائق رسمية، يتم بعدها تقييم الطلبات، لتحديد موعد الامتحانات برسالة قصيرة للطلبة المقبولة طلباتهم، ثم المقابلة الشخصية، فالامتحانات، على أن يتم قبول من يجتاز كل هذه المراحل، ليلتحق بالدبلوم بداية شهر تشرين الأول.ولن يتم صرف رواتب للطلبة المقبولين في الدبلوم، وفق الخطيب، فيما سيتم صرف مبلغ معين لهم، يراعي في قيمته أماكن الطلبة الجغرافية، بحيث يتلقى ابن العقبة مثلا مبلغا أعلى من ابن عمان، وهكذا.وتلفت إلى أن الطالب الذي لا يجتاز برنامج الدبلوم سيتحمل تكاليف دراسته البالغة 3 آلاف دينار، وبما ينسجم مع التشريعات الأردنية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن طريقة الدراسة و"التقييم" للطلبة، تتيح منح الطلب أكثر من فرصة لاجتياز الدبلوم، ليحصل بعدها المعلم على فرصة عمل فورا بالتنسيق بين وزارة التربية والتعليم وديوان الخدمة المدنية.وتؤكد أن برنامج الدبلوم وفحص الطلبة قبل تخرجهم، لا يتم من خلال نظام الامتحانات التقليدية، بل وفق النظام البريطاني المبني على التقييم، وتوجيه الطلبة الذين لم يحالفهم الحظ على نقاط ضعفهم لضمان تحقيق الدبلوم لأهدافه المرجوّة.وتكشف الدكتورة الخطيب أن البرنامج للعام الدراسي 2017/2018، سيتضمن قبول الطلبة في تخصصات اللغة العربية والإنجليزية والرياضيات والعلوم، كما الفوج الأول، في حين ستتم إضافة الاجتماعيات والفنون اعتبارا من عام 2018/2019 ضمن التخصصات التي سيتم قبولها.بدورها، ترى منال العمري، إحدى طالبات الدبلوم في الفوج الأول، أن البرنامج اكتشف قدرات الملتحقين فيه اللغوية، وقدرتهم على التأمل والكتابة.وتؤكد الطالبة ولاء عبيدات أن تجربتها كانت كبيرة، تعرفت من خلالها على زملاء جدد تبادلت معهم الخبرات، ومارست مع زملائها وزميلاتها في الدبلوم التطبيق العملي، ما سلحهم بالمعرفة التي سينقلونها معهم في الحياة العملية كمعلمين.وبينت حنان بنات، أن الأكاديمية وبرنامج الدبلوم ساعداها على التسلح باستراتيجيات وأساليب كيف يكون فيها المعلمون قيادات في الغرفة الصفية، وزودتهم بالخبرة لتحديد التمايز بين الطلاب، وتطبيق أساليب واستراتيجيات التعليم الحديثة في أي مدرسة يلتحقون فيها.ويشير المعلم الكفيف رعد الصباغ، إن التحاقه في الدبلوم، وتزويده بمنهج الدراسة بالدبلوم بطريقة بريل، زوده بالمعرفة أن ما سيقدمه للطلاب ينسجم والمنهاج الذي بين أيديهم، دون مساعدة أحد.وأكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين مؤسسة مستقلة أطلقت في حزيران من عام 2009، تتبنى رؤية الملكة رانيا العبدالله للإرتقاء بنوعية التعليم في الأردن والمنطقة، من خلال تمكين المعلمين بالمهارات اللازمة، وتقدير دورهم وتقديم الدعم اللازم لهم للتميز داخل الغرفة الصفية.وتعمل الأكاديمية على تطوير برامج التدريب والتنمية المهنية لتستجيب للاحتياجات التعليمية في الأردن بشكل خاص، والعالم العربي بشكل عام، بالشراكة مع كلية المعلمين في جامعة كولومبيا بنيويورك ومركز جامعة كولومبيا الشرق أوسطي للأبحاث ووزارة التربية والتعليم.