التاريخ : 2017-11-26

الرا ي نيوز

أسامة بليبلة 

فيديو اوس كتانة

مع تزايد ظاهرة القاء النفايات في الشارع وقطع الطريق في الأماكن غير المخصصة للمواطنين في الشوارع العامة، لا بد من الوقوف على هذا الامر، للتفكير مليا عن الأسباب التي جعلت المواطن الذي يسير في الشارع او الأسواق يرمي اعقاب السجائر او علبة المشروبات الغازية او أي مخلفات بيده في الطريق.

ويعد رمي النفايات في الشوارع او الأماكن العامة من خلال المواطنين الذين يسيرون في هذه الأماكن اثناء التسوق عمل شائع يمكن للمرء ان يشهده في جميع المناطق الحضرية، في قلب العاصمة عمان او حتى في باقي المحافظات، حيث الشوارع و الأرصفة و مواقف السيارات و الطرق السريعة اغلبها مغطاة بأغلفة المواد الغذائية و زجاجات المياه و المشروبات الغازية و الاكياس البلاستيكية و النشرات الدعائية و اعقاب السجائر بالإضافة الى المناديل الصحية و الأوراق و غيرها التي تلقى دون الشعور بأدنى مسؤولية من قبل الذين يسيرون على الأقدام، حيث ان المخالفات على هذا الامر من قبل إدارة السير مطبق على القاء النفايات من المركبات فقط الا انه غير مطبق على من يسير في الشارع.

إن الدافع و الرغبة الى القاء القمامة عادة ما يتم بدافع عدم الاحترام للقانون و تطبيقه فضلا عن الجهل و الغطرسة في سلوكنا و اعتقادنا بان هنالك من سوف يقوم بتنظيف ما نخلفه من فوضى. 

مبالغ كبيرة من المال تصرف لجمع و تنظيف القمامة التي يلقيها الناس من غير تفكير في الشوارع و الأماكن العامة، جمع النفايات عملية مكلفة و تستغرق وقتا طويلا لإبقاء البلاد نظيفة.

بالإضافة الى عبور الشارع من أماكن غير مخصصة للمواطنين مما يشكل خطر على سائقي المركبات والمواطن بشكل عام نتيجة التصرف الخاطئ على الرغم من وجود معابر للمشاة وجسور أيضا، الا ان الاغلب لا يتقيد بها لعدم وجود رادع لهم مما يشكل خطرا و مسؤولية على سائق المركبات في حال صدم أي شخص ويتحمل المسؤولية الكاملة على الرغم من ان الموطن هو المخطئ، حيث يرى الكثير ان هذا القانون مجحف بحق السائق في بعض الأحيان.

بعض الدول الأوروبية في حال تمت إدانة شخص ما برمي النفايات ثلاث مرات في الأماكن غير المخصصة لها، يتم الحكم عليه تنظيف الشوارع أيام الأحد وهو يرتدي زيا يكتب عليه 'أنا ألقي النفايات' ويتم تداول العملية العقابية على مواقع الأخبار المحلية.

بالإضافة الى ان بعض الدول الأخرى يتم فيها مخالفة مرتكبي هذه التجاوزات عن طريق مخالفة يتلقاها الشخص عن طريق رجال امن مختصين في هذه الأمور يسيرون في الطرق وبحال شاهدوا أي تجاوز يتم تحرير مخالفة فورية لهذا الشخص ويتم دفعها مباشرة وتكون في الاغلب مبلغ رمزي لا يتجاوز العشرة دولارات ولا يقل عن خمسة دولارات، واذا لم يقم المذنب بالدفع يحول الى اقرب مركز امني لحين دفع الغرامة.

ومن خلال الاستطلاع الذي قامت به وكالة 'رم' في العاصمة عمان لمشاهدة ردة فعل المواطنين في حال تم تطبيق هذه النظام في الأردن، اتضح ان اغلب المواطنين كانت اجاباتهم مؤيدة لتطبيق هذا النظام، الذي سيعمل على تخفيف القاء النفايات في الشوارع من قبل المواطنين والانتقال من  الأردن الى الأفضل، وسينقل صورة مشرفة من قبل السياح المتواجدين في المملكة الى الدول الأخرى.

لكن كانت بعض الإجابات تحتوي على نوع من الشتائم بان القانون لن يطبق بالشكل سليم وان الواسطة والمحسوبية ستدخل به كغيره من الأنظمة التي سبقته وان الشعب لن يقبل تفعيل هذا النظام، حيث سيشعرن ان الامر نوع من أنواع الجباية التي ستستغلها الحكومة في مصلحتها لا مصلحة المواطنين.

و في نهاية الامر هل من الممكن ان يطبق هذا النظام في الأردن؟ واذا تم تطبيقه هل سينصاع له المواطن ام سيتمرد عليه؟ وهل سيجدي هذا الامر نفعا لتخفيف النفايات من الطرق او قطع الطرق من أماكن غير مخصصة لهم؟