التاريخ : 2018-01-18
موسى حجازين .. عندما يختصر المشهد الوطني .. !!
الراي نيوز
كثيرة هي العبارات الموجعة التي تغص بها الروح ، وعظيم ذاك الصبر الذي يكوي افئدتنا مهابة وطن ، وذات مساء في واجب عزاء التقيت محيا لهفة وطنية تحلق في متاهات الوجع الاردني قادمين ومغادرين ، محيا متعب خائر حزين ، بين وجنتيه حداء ووفاء وعلى جبينه خطت سنابل العشق الاردني الاصيل فصول الرواية وفصل الحكاية ، كان ( سمعة ) الذي التقيته للمرة الاولى بعد عناء بحث واستشراف فهم .
توقفت بإجلال امام قامة فنية وطنية عتيقة واصيلة ، وفي انفاس هذا الرجل قرأت سفر احلامنا المسجاة وفي اوجاعه الكامنة في ثنايا الصمت لمست ان روح وصفي لم تمت بعد ، طيبة ونقاء وبساطة واعية وانحياز للفقراء والهوية والخبز ، اردني عتيق نحلق روحه بين سفوح شيحان وسيل حسبان وام قيس والقدس والقلعة الحاضرة الى حيث لا حيث ولا عنوان .
' سمعة ' سيد الدراما الأردنية واللحن الحزين ، الكركي الأنيق القادم من هناك حيث بوابة نصرة الخبز وعنوان الديمقراطية ، في كل جملة من بوحه معاناة اردنية وامل وطني خالد وكبرياء لا يلين ، ' سمعة ' الذي بكى الوطن والشهداء غير ذي مرة على خشبة المسرح وبرفقة اوتار عوده العنيد والذي لم يعزف الا للوطن والحب والسلام والعنفوان .
' سمعة ' قال كل الذي لم نجرؤ على قوله ، عرّى الفساد والفاسدين دون ان يذكرهم ، وقزّم الذين يتعالون على الوطن والناس دون ان يرف له جفن ، وصمت بحزن مهيب عندما يتعلق الأمر بالمصلحة العليا للوطن ، ' سمعة ' شخّص الحالة الاردنية كما هي وأدار قنديل الحلم الوطني نحو آفاق الشموخ فكان كما نحن في كل ما يحس ويبوح ، وكان البوصلة التي تقرأ اوجاعنا القاتمة في كل حين .
' ابو صقر ' حالة تشخص حكاياتنا العتيقة وتؤشر على كل حالة لبس او عوار في موروثنا الاجتماعي والأخلاقي ، وتنقلنا الى فهم دقيق لما يجري حولنا وتؤسس لمفهوم شجاعة الرأي وضرورة التخلي عن المحسوبية التي ارهقت كل ما هو جميل وصادق في هذا الوطن ، ' ابو صقر ' العفوية الواعية في فهم الليبراليين وساسة الديجاتل الذين ظنوا واهمين ان الشعب لا يعي ما يجري ولا يدرك تفاصيل الهم الوطني المؤلم .
موسى حجازين ضمير اردني متقد بالأمل الوطني والضمير الجمعي ، وزير بدون نمرة حمراء ونائب يمثل ضميرنا الوطني دون حصانة ، وسياسي يقرأ هم الاردنيين في البوادي والارياف والمخيمات ويعكسها بجهده الصامت في الجمعيات والمسرح واللحن دون ان ينتظر كاميرا او ثناء ، وهو شيخ الكوميديا الاردنية الموجعة وهبوب الريح الجنوبي الأصيل .
موسى حجازين العراري الانيق والكركي الصلب من اجل وطن لك الصحة ورائحة الزعتر والشيح وللوطن الخلود ....!!!