التاريخ : 2018-01-31
الملك ينتقد الحكومة ونواب ويدعو المواطنين للضغط عليهم (فيديو)
الراي نيوز
أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أن الأحزاب في المملكة ضعيفة ولا تملك قواعد شعبية تمكنها من العمل على الدخول في الحياة السياسية بفعالية عالية.
وذكر جلالته خلال جلسة حوارية مع عدد من طلبة الجامعة الأردنية أن الأحزاب في المملكة لا تمثل كافة أطياف الشعب، بل هي مقسمة إلى شمال ووسط وجنوب، وشرقي وغربي، ومسلم ومسيحي، وهذا الأمر يدخل تلك الأحزاب في حالة من الفوضى والتوهان، يصعب عليها استقطاب الشباب الأردني الواعي.
ودعا جلالته الشباب إلى التخلي عن ثقافة الاجيال السابقة بالتعاطي مع العمل السياسي بناء على العشيرة أو الفئة أو المنطقة، والخروج من هذه الدائرة نحو اعتماد حقيقي على الكفاءات القادرة على تشكيل أحزاب واضحة الملامح والأهداف.
وأشار جلالة الملك خلال الجلسة الحوارية إلى وجود أحزاب قليلة لديها برامج واضحة ووطنية يمكن البناء عليها، مؤكدا أن الدولة تقوم بدعم هذه الأحزاب لتكون قادرة على انتاج حكومات تدير شؤون البلاد بشكل جيد في المستقبل.
ووجه جلالة الملك عبدالله الثاني انتقاد لاذع لأعضاء مجلس النواب داخل الكتل الواحدة بسبب التخبط في توجهاتهم، وتباين آرائهم في القضايا المحلية الاقتصادية منها والسياسية وحتى الاجتماعية بين أقصى اليمين وأقصى اليسار.
وكشف جلالته خلال الجلسة ان لقاءاته بالكتل النيابية أظهرت تباينا كبيرا في الأراء والتوجهات بين أعضاء الكتلة التي من المفترض أنها تشكلت بناء على توافق الرؤى والتوجهات والأفكار.
ولفت الملك إلى ضرورة تحديد الوجهة الفكرية في العمل الحزبي، وضرب مثالا على ذلك، مشيرا إلى أنه شخصيا يتبنى التيار اليميني في قضية الدفاع، واليسار في قضية التعليم.
وطلب جلالته من الشباب أن يمارسوا ضغطا مستمرا على السياسيين ومجلس النواب لايصال أصواتهم بأن الشباب قادر على صنع التغيير والنهوض في الوطن إلى مصاف الدول المتقدمة، مؤكدا أن الساسة والنواب هم من يجب أن يتعلمو من الشباب لا العكس.
وأكد جلالته أن شباب الوطن هم عماد مستقبله والقادرون على تحمل مسؤولية مواصلة البناء والتحديث، مبديا ارتياحه للحديث مع فئة الشباب بقوله 'عندما اعود من لقاء مع الشباب تلاحظ زوجتي الارتياح علي، عكس عودتي من لقاء مع الاجيال الاكبر سنا'.
وتناول الحوار القضايا الاقتصادية والسياسية، وأخرى مرتبطة بالإصلاح الإداري وسيادة القانون، فضلا عن الدور المهم للشباب في مسيرة البناء والإصلاح والإنجاز، إضافة إلى التطورات المرتبطة بالقضية الفلسطينية والقدس، وجهود التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تشهدها المنطقة.
وقال جلالة الملك إن 'المضي قدما بعملية الإصلاح السياسي يتطلب وجود أحزاب مبنية على البرامج وتعمل لصالح الوطن وليست لصالح أشخاص أو مناطق'، مشيرا جلالته إلى أنه 'من الصعب السير للأمام في عملية الإصلاح السياسي دون وجود حزبين أو ثلاثة على الأقل'.
وأضاف جلالته، أنه 'إذا استطعنا بعد 3 أعوام تحويل الكتل البرلمانية الحالية إلى أحزاب مبنية على برامج، فإننا سنتمكن حينها من تشكيل حكومة حزبية، لكن الرهان يبقى على عامل الوقت وطريق تفكير الجيلين القديم والجديد'.
وشدد على ضرورة حماية الطبقة الفقيرة وتقوية الطبقة الوسطى، مشيرا إلى أن الإصلاح السياسي أسرع وأفضل في الدول التي تمتلك قاعدة واسعة من الطبقة الوسطى، مؤكدا جلالته أن العام الحالي سيشهد تركيزا مكثفا على الإصلاح الإداري ومحاربة الفساد.
وقال، 'إننا في الأردن نعمل بعكس الدول عند التعديل الحكومي؛ فإذا لم يكن الوزير المسؤول ليس كفؤا نجربه 6 أشهر وننتظر تعديلا حتى يخرج من منصبه، وهذا أمر خاطئ لأن له تأثيرات على أرض الواقع، والصحيح أن يخرج الوزير او المسؤول من منصبه فور التأكد من أنه ليس كفؤا'، موضحا جلالته أن هناك عوامل تساهم أحيانا في بقاء المسؤولين غير الكفؤين كالخوف من إغضاب أقاربه وعشيرته، وهو الأمر ذاته يحدث عند الحديث عن سيادة القانون.
وحول البطالة، قال جلالته إن 'الطلاب يجب أن يراعوا حاجات سوق العمل عند اختيار التخصص، حتى لا يكونوا عبئا على ذويهم'.
وحول الأوراق النقاشية، أكد جلالته أنها هدفت بالأساس إلى فتح باب النقاش في المجتمع الأردني، قائلا إن 'الأساس أن تكون العلاقة بين المواطن والمسؤول، وليس بتوجيهات مباشرة من جلالته'، داعيا المواطن إلى أن 'يقوم بدوره بالضغط على النائب لتطبيق مبدأ سيادة القانون'.
وقال جلالته، إن قانون اللامركزية والبلديات يهدف إلى نقل القوة من عمان للمحافظات لكي يصبح القرار بيد المواطن'، مشيرا إلى أن هذا الأمر 'يؤثر على النواب لأن نقل القوة لتصبح على مستوى البلدية سيتطلب وجود عدد أقل من النواب، لأن النائب في المستقبل يجب أن يكون نائب وطن، وهذا يعني أن المرحلة المقبلة ستشهد خفض عدد مجلس النواب من 130 إلى 80'.
وأكد جلالته أهمية الضغط الشعبي والنيابي على الحكومات والمسؤولين لتطوير عملهم.
وفي مجال الإعلام، قال جلالته اننا كأردنيين لا ندافع عن أنفسنا تاريخيا، وهذه مشكلة كبيرة، وشدد جلالته على أنه لا سقف للحريات في المملكة، إلا أنه يجب أن يترافق ذلك مع التمتع بالمسؤولية، مضيفا 'أن جزءا من مواقع التواصل الاجتماعي يشهد اغتيالا للشخصيات والتخويف وزرع الفتن والتفرقة بين المواطنين وهذا خط أحمر'.
وأضاف، أن جزءا من الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها المملكة يأتي جراء الضغط بسبب مواقف الأردن السياسية، قائلا إن رسائل وصلتنا مفادها: 'امشو معنا في موضوع القدس واحنا بنخفف عليكم'.
وحول علاقات الأردن الخارجية، أكد جلالته أنه رغم ضعف الإمكانات إلا أن حجم الأردن على الخارطة أكبر من حدوده، وان العالم ينظر باحترام للمواقف الأردنية، ويحب الأردن.
وشدد على ان قضية القدس تحتاج الى علاقة جديدة بين العالمين الاسلامي والمسيحي، مؤكدا ان الدفاع عن القدس مطلوب من الطرفين لان القدس للجميع.