التاريخ : 2018-04-12

الرا ي نيوز

لم تعد صناعة الجميد الكركي التي تنطلق سنويا مع بداية فصل الربيع حكرا على مربي الماشية بل شاع امر هذه الصناعة لتصل الى الكثير من مساكن الاسر الكركية التي امتهنت صناعة اللبن الجميد بعد شراء كميات وفق الحاجة من الحليب من مربي الاغنام ، حيث تقوم هذه الاسر بتصنيع اللبن الجميد لدافعين هما اما لتامين مؤنة البيت من هذه المادة ، فيما الاعم الاغلب ان الاسر المعنية تمتهن صناعة اللبن الجميد للحصول على ريع مالي يحسن من دخول هذه الاسر في مواجهة التاكل المضطرد للرواتب والاجور التي هي الدخل الوحيد لغالبية الاسر الكركية جراء قرارات الحكومة الاقتصادية التي اضرت باقتصاديات اكثر الاسر الاردنية . 

لم تتمدد قاعدة صناعة اللبن الجميد في محافظة الكرك على النطاق الاسري وحسب ، انما كثر في المحافظة في الوقت ذاته عدد المعامل التي تقوم بتصنيع اللبن الجميد والتي تنتج كميات فائقه منه وتقوم بتسويقها ، وتحظى هذه المعامل وفق متابعين بجانب كبير من فرص التسويق المتاحة لان من المتسوقين من يرون ان اللبن الجميد المنتج في المعامل اياها اكثرصلاحية للاستهلاك كون تلك المعامل في قناعتهم خاضعة للرقابة والاشراف وبانها تعتمد تقنية ارقى في الانتاج . 

الناتج جراء التوسع في صناعة اللبن الجميد اغراق السوق بكميات كبيرة من هذا المنتج الامر الذي تسبب في انخفاض اسعاره في ظل منافسه محمومة بين منتجي اللبن الجميد لتسوق منتجهم ، سواء ذلك الذي يباع للاسر المستهلكة مباشرة او مايباع للمطاعم الكبرى خاصة في العاصمة عمان . 

ويبدو ان هذا التنافس في تسويق اللبن الجميد اوقع وفق معلومات استقتها 'عمون' من معنيين بعض المنتجين في حبائل محتالين ابتاعوا كميات كبيرة من اللبن الجميد من اولئك المنتجين ، بعضهم بحسب المعلومات المستقاة سدد مبلغا ماليا بسيطا من القيمة المتفق عليها ولازال يماطل ويسوف في دفع باقي المبلغ المطلوب منه ، بل هناك من لم يدفع بحسب المعلومات المستقاة ايضا فلسا واحدا بعد ان اخذ اصحاب العلاقة بمعسول الكلام . 

ليس فائق الانتاج وحده هو مايتسبب في انخفاض اسعار اللبن الجميد لكن يضاف لهذا سبب اخر هو ان كميات من اللبن الذي انتج في الموسم الربيعي الماضي لازال مخزنة لدى مننتجيها لعدم قدرتهم على تسويقها في حينه ، وهناك سبب اخر وفق عارفين بشؤون السوق وهو وجود كميات كبيرة من اللبن الجميد المستورد من بعض الدول العربية والذي يميل كثير من المستهلكين لشرائه رغم فارق الجودة لرخص السعر ، بل ثمة اخرين من المستهلكين يمكن خداعهم من قبل مسوقي اللبن الجميد المستورد على اساس انه منتج كركي مئة بالمئة ، وذلك لعدم قدرة هؤلاء المستهلكين على التمييز بين الجميد البلدي وغير البلدي .