التاريخ : 2018-04-22

الراي نيوز

تجارب عديدة ومريرة عاشها اتحاد كرة القدم مع عديد المدربين والمدربات اللذين عملوا في اتحاد كرة القدم, وشعرنا بأن غالبيتهم لا يعرفون شيء عن الأردن, بل كان الشعور السائد بان هؤلاء القادمون من خارج الحدود يعتقدون باننا لا نفهم باللعبة ولا نعرف عنها شيء, لذا فقد أصبح مدربو الاكاديميات في بعض الأندية والمراكز الأوروبية خبراء فوق العادة في اتحادنا.

ففي السنوات الماضية أي في القرن الماضي كان هناك أسماء كبيرة في مجال كرة القدم, لكنهم لم يقدموا الشيء الكثير بسبب ضعف الناحية المادية ومنهم الألماني جوزيف ستيغنز ومن بريطانيا داني ماكلينين وجورج سكينر وتوني بانفليد إضافة الى سلوبودان وفيسجنيفاك, ومن الاردنيين شحادة موسى , محمد عوض , مظهر السعيد وعزت حمزة, وفي القرن الجديد جاء المصري محمود الجوهري وترك اثارا تعتبر الأفضل في تاريخ كرة القدم كونه خلف ارث من اللاعبين والمدربين والاداريين, ثم جاء البرتغالي نيلو فينجادا وأعاد كرتنا الى أول الطريق, ليكون خليفته العراقي عدنان حمد فعادت لكرتنا هيبتها, وهنا انتهت حقبة المدربين الكبار.

بعد ذلك تحولت كرتنا الى مركز لإختبار المدربين واستصلاحهم كما يتم استصلاح الأراضي, فتعاقد اتحادنا مع المشكلجي والسكير والمتلاعب في النتائج والشاذة والمستحوذة على أملاك الاتحاد ومانع الصلاة, هذه هي العينات التي جاءت في السنوات الأخيرة للإشراف على منتخباتنا زادت من الهوة بين منتخبنا وبقية منتخبات القارة الاسيوية.

المصري حسام حسن جاء على إثر عدنان حمد وشتان بين الرجلين, فالفارق بينهما كبير جدا في التعامل والفكر وقوة الشخصية ليتراجع المنتخب فنيا فيما إزدادت المشاكل بين اللاعبين لتصل الى حد غير مسبوق قبل أن يهرب المدرب الى مصر ويعمل هناك, وهنا فقد تولى المهمة مدرب الطوارئ أحمد عبد القادر قبل أن يترك منصبه سريعا لصالح الإنكليزي راي ويلكنز مدمن الخمر ليغادر ويعود عبد القادر, وكالعادة غادر مبكرا وتولى المهمة البلجيكي بول بوت الذي ما أن بدا عملة حتى فاحت رائحة قضية التلاعب بالنتائج التي تلاحقه في بلدة ليترك المنتخب ويغادر البلاد, ليكون البديل ولمدة اسبوع واحد فقط الساحر الإنجليزي هاري ريدناب الذي تم الاستعانة به لإنقاذ المنتخب فخسرنا أمام استراليا بقسوة , صورة مدرب الطوارئ انتقلت من عبد القادر الى عبد الله أبو زمع ليستمر في عمله حتى جاء الاماراتي الدكتور عبد الله المسفر ومعه انتهت اسطورة منتخب النشامى كونه أضعف مدرب في تاريخ الاتحاد يتولى هذه المهمة ليغادر بعد سلسلة من الإخفاق ليكون البديل المدرب الوطني جمال أبو عابد, ونعتقد أن فترة إقامته مع المنتخب لن تطول كون المخطط الفني للكرة الأردنية التونسي الدكتور بالحسن مالوش يبحث عن مدرب جديد وربما بالصدفة البحتة يكون من تونس.

وعلى صعيد مدربي الفئات العمرية فقد شاهدنا العجب العجاب, فالبعض كان يشعرنا بأن كرة القدم بدأت عنده وستنتهي بدونه, والمصيبة ان غالبية هؤلاء من بريطانيا المدرسة الأفشل في التدريب, فجاء جونثان الذي دمر أحد الأجيال الكروية وتلاه النماركي يان بولسن الذي جاء ليسرق فرحة أحمد عبد القادر بقيادة منتخب الشباب الى نهائيات كاس العالم.

ومع السيدات كانت البداية بالمدربين المحليين قبل أن يتم التعاقد مع الهولندية هيسترين ومساعدتها الشاذتين, وقد قام اتحاد اللعبة بشراء برنامج تدريبي بقيمة '10' الاف دولار وعند مغادرتها رفضت ان تسلم البرنامج للاتحاد مع العلم ان المالك لهذه النسخة هو اتحاد القادم, وفي الفترة الأخيرة تولى المهمة الأمريكي مايك على اعتبار أنه خبير في هذا المجال, ليكتشف اتحاد اللعبة بالصدفة أيضا بان مايك يعمل في الاكاديميات الامريكية ولا شأن له في تدريب المنتخبات والبطولات.

ما حصل في الية اختيار المدربين يشير الى ان اتحاد اللعبة بحاجة الى لجنة فنية تضم ابرز الخبرات الكروية في الأردن من أجل ضمان أن يخضع أي مدرب قادم للمزيد من التمحيص لمعرفة مدى ملائمته للإشراف على المنتخبات الوطنية.