التاريخ : 2018-05-17
رسالة الملك .. القضاء فوق الجميع
الراي نيوز
صالح الراشد
رسالة هامة ومدوية تلك التي وجهها جلالة الملك عبد الثاني ابن الحسين الى الشعب الأردني والى جميع المؤسسات في الوطن بأن القضاء العادل النزيه فوق الجميع , وبأننا كأردنيين نقدر دور القضاء الأردني في الحفاظ على الدولة الأردنية وحقوق الشعب, هذه الرسالة لم تكن موجهة عبر الورق بل جاء من خلال زيارة الملك الى المجلس القضائي ولقاء جلالته برئيس وأعضاء المجلس وتسلم جلالته التقرير السنوي عن أعمال السلطة القضائية لعام 2017.
فجلالته لم يطلب من المجلس القضائي الحضور الى الديوان الملكي لتقديم التقرير بل ذهب اليهم, وهي رسالة عميقة المعاني والمفاهيم وضاربة في التاريخ العربي الناصع الذي يزهو بخلق الهاشميين واحترامهم للقضاء وقصة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب لا تزال ماثلة حتى هذا اليوم في احترام القضاء, وهذا الاحترام انتقل من جيل الى اخر عند الهاشمين ليكونوا قدوة للبشرية , ونتذكر جميعا حين ادعى يوماً يهودى على علي بن أبى طالب بحضرة عمر بن الخطاب رضى الله عنهما فقال عمر: قم يا أبا الحسن بجوارخصمك، فظهر على وجهه أثر الغيظ ثم قام وجلس بجانب اليهودى، وبعد انتهاء المحاكمة قال الخليفة عمر لعلي كرم الله وجهه: لعلك اغتظت من قولى لك: «قم يا أبا الحسن بجوار خصمك» قال: لا، وإنما اغتظت لأنك كنيتنى أمام خصمى، فكان ينبغى أن تقول: قم يا علي الى جوار خصمك.
زيارة جلالة الملك تأتي تحت عنوان القضاء كالعلم يؤتى ولا يأتي, وهي رسالة شمولية بأن الأردنيين جميعا متساوين أمام القضاء وبأن القضاء يحظى بدعم صاحب الجلالة وأنه مستقل تماما ولا سلطان لأي سلطة عليه, هذه الرسالة أثلجت صدور القضاة وجعلتهم يعتزون بثقة الملك التي منحتهم سلطة القانون دون أي خوف أو تدخل من أحد.
هم الهاشميون, هذا دأبهم وطريقهم في إدارة الحكم العادل الملتزم بالقوانين, هم الهاشميون نبراس العدل والمساواة منذ سيد البشرية محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام الذي جعل للقضاة مكانا عليا ليكونوا فوق الشبهات.
زيارة جلالة الملك وضعت القضاء في مكانة الطبيعي ومنحه المزيد من التقدير, مما يضع على كاهل القضاء مهمة انتهاج العدل في الدفاع عن مقدرات الوطن وتوفير الأمن من خلال العدل بين الجميع, فلا فرق بين كبير وصغير ولا غني وفقير ولا فرق بين الأديان ولا الذكر والأنثى, إنه القضاء العادل الذي يريده جلالة الملك لشعبه.