الراي نيوز-

صالح الراشد

يبدو ان دماء أبناء الأردن الذين قضوا في ما أشتهر بحريق صوامع العقبة قد اصبحت في خبر كان, ويبدوا أنها في الطريق الى الضياع كونها توزعت بين الشركات 'على طريقة كفار قريش', فضاع الحق واختبىء المذنب المتسبب في القتل بين جموع الشركات, ليصبح البحث عن الحقيقة ومعرفتها كالبحث عن إبرة بين كومة قش.

للان هم أربعة ضحايا وخمسة ينتظرون فرج السماء وربما يلحقون برفقائهم وهو مالا نتمناه, حيث نبتهل الى العلي القدير بأن يمن بالشفاء على أبناء الوطن كما نبتهل الى الله بأن تظهر الحقيقة, كون أصحاب القرار غير مهتمين بالبحث عنها وكأنهم لا يريدون ان يتم معرفة المتسبب بعد ان نفت جميع الأطراف التهمة عن نفسها وأعلنت براءتها.

أربعة شباب ماتاوا وهم يعملون على ارتفاع شاهق, نعم, لقد وضعوا أرواحهم على كفهم ويقومون بعمل شاق لأجل لقمة العيش معتقدين بأن أصحاب القرار سيقدمون لهم كل الدعم وأنهم في آمان, لكن ما حصل بعد ذلك أثبت ان الجميع قد اختبأوا تاركين الشباب الى الموت, فقد أصيب تسعة شباب مات منهم للان اربعة والبقية في حالة خطرة وبعضهم في حالة موت سريري, هؤلاء الشباب لم يجدوا من يهتم بهم ويطالب بأفضل العلاج والأطباء لإنقاذهم ولم يقم أحد بزيارتهم وكأنهم لا شيء.

وبدأت ردود الأفعال الغاضبة من قبل الأهالي حين رفض ذوي المرحوم باذن الله عيد سويلم المحاسنة من تسلم جثة إبنهم حتى يتم تحديد الجهة المسؤولة طبقا للنظام العشائري الاردني, فيما تنصلت سلطة منطقة اقليم العقبة من المسؤولية وقالت بأنها غير معنية عن إجراءات السلامة العامة التي كان على الشركات اتخاذها, فيما دور السلطة هو إحالة العطاء على الشركات وإستلام الارض بدون منشآت.

بدوره غرد النائب محمد الرياطي عبر صفحته على الفيسبوك أن المصابين بانفجار صوامع ميناء العقبة في حالة "موت سريري”, وأضاف "قتلوهم مسوؤلو العقبة وتركوهم، الوضع الحقيقي لمصابي الصوامع الذين انفجرت بهم الصوامع قبل أيام في ميناء العقبة حرج جدا، توفي ٣ 'ارتفع العدد الى 4' و٤ في حالة موت سريري، والتستر على المسببين والذي لم يتحدث به مسؤولي العقبة ".

ما حصل كان يستدعي تدخل حكومي على أعلى مستوى من أجل الإطمئنان عن حالة المصابين والتحقيق السريع في أسباب الوفاة ومن هي الجهات التي تتحمل المسؤولية حتى لا تظل الأمور عالقة وحائرة وتضيع دماء اربعة من الشباب لا هم لهم الا لقمة العيش, وعلى الحكومة الاثبات لأبناء الوطن ولو لمرة واحدة بأنها تهتم بالشعب, وأن هؤلاء الابناء الذين يبذلون المستحيل حتى يجدو فرصة عمل بأن هناك دولة تبحث عن حقوقهم وتدافع عنهم وأنها لن تتركهم يعانون ألم الموت دون حماية, فعلى الحكومة أن تكون عونا للفقراء من سطوة وجور الأغنياء وليس العكس.