التاريخ : 2018-05-28
الأردن والضفة حقا «وطن على وتر»
الراي نيءو
يخدم الكوميدي التلفزيوني الساخر عماد فراجين بالحالة الأردنية في منطقة مهمة للغاية وهي «تشتيت» الإنتباه عن وقائع حادثة «الصوامع»، حيث قتل ستة عمال فقراء وأصيب مثلهم بموت سريري.
الأهم هو ملاحظة رصدها أحد أبناء العقبة:عدد الأردنيين الذين شتموا أم وأخت وعائلة وفصل وأصل ومنبت عماد فراجين الكوميدي إبن الضفة الغربية وصل إلى 125 ألف بني آدم، أما شهداء موقعة «الصوامع» البسطاء فلم يترحم عليهم من الأردنيين إلا عشرات الأشخاص حتى أن الحكومة فطنت لموتهم بعد تسعة أيام وقررت تقديم واجب التعزية مع تكرار النغمة الابتزازية المضللة المضحكة، التي تقول إن «الإنسان ثروة البلاد».
الفتى الفلسطيني الكوميدي بصفته «فنانا لاجئا» لشاشات عمان وتحديدا لأهمها وهي محطة «رؤيا» ومطرود من التلفزيون الفلسطيني، كما صرح، تحول لنجم الأسبوع الماضي بعدما تجرأ على عرض مشهد ساخر وكوميدي انتقد التطرف والعنصرية في مشجعي فريق الوحدات والفيصلي.
الفنان الشاب يقدم منذ عشر سنوات برنامجا لاذعا بإسم «وطن على وتر»، وفي الحلقة الأخيرة دخل «عش دبابير» البؤس الأردني الشعبي عندما تحدث عن هوس مشجعي الكرة فواجه عاصفة هوجاء وأثار «أزمة قومية».
تقصد الفراجين إثارة الضحك فقط، لكنه لمس تلك الحساسيات العنترية المستقرة في المجتمع، فانصرف القوم عن القدس وفلسطين وقانون الضريبة وانفجار الغبار، وبدت البلاد وكأنها معنية بالفراجين فقط، وما قاله تحديدا عن مشجعي الفريق الفيصلي.
لاحقا، ولتهدئة الخواطر اعتذر الفتى على الشاشة، ووعد بارتداء قميص الفيصلي فارتكب الخطيئة الثانية، لكن هذه المرة برداء فلسطيني، فقد انتقد تلفزيون «سلطة فلسطين المستقلة»، فعالجه طاقم الإدارة بسلسلة بيانات أخرجته تماما من «ملة الضفة الغربية» واتهمته بكل التهم إياها، فأصبح الفتى لا مع سيدي ولا مع ستي بخير.
شخصيا، لا أحب الشاب ولم استمتع يوما بمحاولات الكوميديا التجارية في إبتذال الضحك.
ولكن الأخير يستوجب الشكر، فقد أثبت لنا بأن «الوطن حول نهر الأردن فعلا على وتر»، لكنه وتر مغرق في البؤس والانحراف عن البوصلة.