التاريخ : 2018-06-04
احتجاجات المثقفين تبني دولة !!
الرا ي نيوز
-
صالح الراشد
يقود الاعتصامات التي تجري في شتى بقاع الوطن مجموعات من المثقفين, لذا فان سقف المطالب كبير وليس رغيف العيش ولا تحسين الرواتب بل الغاء قوانين جائرة بحق الشعب وتعزيز العدالة الاجتماعية والحقوق المدنية, وهذه مباديء كبيرة وهامة الغاية منها انتاج نظام جديد لإدارة الدولة يكون مبنيا على التشاورية والتعددية الفكرية وليست الحزبية.
من قاد الاعتصامات هم النقباء الذين يشكلون الطبقة المثقفة وليس المخملية في الوطن, وهم الأكثر دراية وخبرة بحال الشعب الذي يشاركهم في الاعتصامات, ومن يسير في الاعتصامات هم المهندسون والأطباء والمعلمون والمحامون, وبالتالي فقد اجتمع مثقفو الوطن ضد قرارات حكومية قد لا تلحق بالمعتصمين الضرر الأكبر بل سيكون انعكاسها قاتلا على عديد العائلات التي لم تشارك في الاعتصامات بسبب الفقر والخوف من قادم الأيام التي قد تزيد من وضعهم سواء, لذا فان المثقفين حملوا المسئولية كاملة دون خوف مما يجري بعد أن انسلخ منهم الخوف كون الوطن للجميع وهم من يدافعون عن جميع شرائح المجتمع.
هذه الاعتصامات في نهاية الأمر تبني دولة كون من يقودها أشخاص قادرين على القيادة واتخاذ القرارات السليمة سياسيا واقتصاديا لمعرفتهم الحقة بقدرات الشارع والمواطن في تحمل وتقبل هذا القرار, على عكس الحكومة الحالية التي عزلت نفسها عن الشعب منذ اليوم الأول على اعتبار أنها حكومة نخب وليست حكومة شعب, وهذا يعني أن المثقفين القادمين من رحم الشعب يكونون أكثر ملائمة لادارة شؤون البلاد .
ويبدو أن الحكومة تلعب في الوقت الضائع ويظهر جهلها من يوم لآخر بسبب التعليقات التي تصدر من مقرها والتي تداعب مشاعر الشعب بانها تتحمل خسارة مالية كبيرة, فيما المثقفون الذين يقودون ويشاركون في الاعتصامات يعتبرون هذا الحديث هزليا لمجرد التسلية وليس فكر متطور في قيادة الدولة, كما أن المعتصمون قطعوا حبل معاوية الذي ربط بين الحكومة والنواب حين تفوق فكرهم ونظرتهم المسبقة في حماية الوطن على الطرفين وبالتالي أوقفوا تعلق الحكومة بتلابيب المجلس حيت ارتعد النواب من انصياعهم وراء الحكومة ولم يصبحوا قادرين على رد الجميل لها لانكشاف المواقف, لذا قرروا أن ينحازوا الى الشعب المثقف.
ان اعتصام وثورات المثقفين لا تنتهي بالدم ولا بالدمار بل تعتمد على التغيرات الإيجابية في الدولة بما يرتد مباشرة على مصلحة الشعب الباحث عن الرفاة والاستقرار والأمان المعيشي, وهذه مفردات أساسها الثقافة وليس الجوع والبحث عن لقمة العيش.