التاريخ : 2019-03-17
المعايطة يكتب: الدولة تفتقد رجالها
الراي نيوز
سميح المعايطة
لدول ولا أقول الحكومات مثل الأفراد في المراحل القلقه تحب ان ترى ابناءها حولها سندا لا عبئا ومصدر ضغط ،تماما مثلما يتعرض أحدنا لمشكله او مصيبه يفرح لكل مسانده حتى لو كانت معنويه وبخاصة ممن تنتظر منهم هذا .
مصطلح رجال الدوله ربما يفهمه بعضنا على أنهم الأشخاص الذين أعطاهم الوطن فرصه للعمل في مواقع متقدمه سواءا جاءت الفرصه لعامل الكفاءة او الصدفه والمعايير غير السليمه ،وهم الذين أعطتهم الدوله المكانه والجاه والامتيازات ،وهم من كانوا في بعض المراحل شركاء في الإنجاز او الإخفاق .
ولعل من سمات السنوات الاخيره في الأردن ان الدوله عندما مرت ومازالت تمر في مراحل قلقه امنيا وسياسيا واقتصاديا تلفتت حولها ولم تجد بعض من كانت تنتظر منهم ان يؤدوا واجبهم في حمايه الدوله والانتقال بها إلى بر الأمان ،وأتحدث هنا تحديدا عن فئات من السياسيين او بعض من تقاعدوا من وظائفهم من كل المؤسسات المدنيه والعسكريه الذين لم تسعفهم خبراتهم ولا قيمهم الوطنيه والسياسية في ان يختاروا الموقع المناسب في المراحل الصعبة .
البعض في سنوات سابقه وصل إلى قناعه ان تغييرا جذريا سيصيب بنيه الدوله فاختاروا الصمت ومجامله من اعتقدوا أنهم البديل ،والبعض اختبئ حتى يرى ماهو القادم ليقف معه ،والبعض كان همه كسب الشعبيه وتقديم نفسه نصيرا للديمقراطيه والربيع لعل هذا يمنحه مكانا في مراحل قادمه ،والبعض ذهب بعيدا الى حد استغلال الأجواء لينقلب على الدوله ويبحث عن اي وسيله لاضعافها والنيل منها .
وحتى بعدما تجاوزت الدوله سنوات الربيع العربي وجاءت تداعيات الازمه الاقتصاديه كان هناك من عاد لذات المربع ،وأحيانا الحديث في كل مكان ممكن خارج الأردن مع دول وجهات وتقديم نفسه أنه الرجل النظيف والديمقراطي .
ما نقوله لا يعني ان أبناء الدوله ومن كانوا مسؤولين محرومون من حقهم في النقد والحديث في والقضايا العامه ،فهذا جزء من دورهم ،لكن فرق بين الحديث عبر قنوات متاحه وحتى علنيه وهذا تمارسه شخصيات محترمه ،ويتم الحديث بجراءه وصدق حتى أمام جلاله الملك وبين حالات أخرى تبشر بخراب الدوله وقرب انهيارها ،والعمل على المس بمؤسساتها ومفاصلها ومؤسسه الحكم ،وانتظار اي خطأ لتقديمه دليلا على انهيار وخراب الدوله .
نتحدث هنا عن من يوصفون برجال الدوله او بعضهم الذين تفتقدهم الدوله ليس للدفاع عن حكومه او مسؤل بل للدفاع عن وجود الدوله وصورتها والتفريق بين نقد ورفض لسياسه حكومه وبين الدفاع عن الدوله الاردنيه .
وحتى لايساء الفهم فما أقوله ليس دعوه لمصادره لحق اي شخص في التعبير عن نفسه او حزبه لكننا نتحدث عن فئات تحتاجهم الدوله حتى تتجاوز المراحل القلقه.
عبر تاريخ هذا البلد كان هناك مراحل اكثر صعوبه قفز من مركبه رجال ومسؤولون عندما كانت الأمور صعبه ،قفزوا لأنهم اعتقدوا أن الأردن انتهى او لأنهم لم يؤمنوا به يوما ،وبعضهم هرب من المسؤليه حتى وهو مقيم في عمان وآخرين هربوا منحازين للآخر والبعض هرب خارج هذه الجغرافيا .
التعبير عن الرأي وتقديم النصيحه لصاحب القرار واجب لكن التحول إلى اداه ضغط على الدوله أمر آخر ،والدوله اليوم تفتقد بعض رجالاتها وربما تتحمل جزءا من المسؤليه في صناعه البعض .ومره أخرى نقول البعض لأن هناك الكثيرين ممن أدوا واجباتهم في المراحل الصعبة بكل صدق .