التاريخ : 2019-03-18
ماذا...ولماذا على مكتب الرئيس؟
الراي نيوز
د.سامي علي العموش
لا يختلف اثنان بأن هناك مراجعة شاملة وتقييم للمفاصل على مستوى الدولة تأكيداً للمرحلة الجديدة والتي تتطلب فهماً وتطويراً وقدرة على التعامل مع المعطيات الجديدة ومن هنا لابد لنا أن ننتظر قرارات على مستوى الدولة تمس المفاصل الحساسة للتعامل مع المرحلة الجديدة إدراكاً لكثير من السلبيات التي اعترت إدارة كثير من الملفات سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي من خلال عدم التعاطي مع المواضيع بطريقة رقمية يستطيع من خلالها متخذ القرار الوصول إلى رأي سديد وعلى ذلك.
في الدولة العميقة لا يوجد قرار وشيك بالتغيير وعليه فإن أمام الرئيس الحالي مراجعة شاملة للطاقم الوزاري تأكيداً للتناسق في الآراء والسياسة العامة التي تنتهجها الحكومة تحقيقاً لأهدافها ومن هنا ينتهي ما يسمى بنظرية الصراع وصولاً إلى تفاهمات توحد الرؤيا الاستراتيجية بغض النظر عن الاختلافات التكتيكية وهذا يتطلب أن يكون التعديل واسعاً منتخب بطريقة موضوعية يحقق انطباعا جيداً لدى المواطنين فالتغيير ليس بحد ذاته هو الأساس وإنما طبيعة التغيير ومفهومه وأهدافه والغاية المرجوة منه ولننتظر ما يقدم الرئيس من وجوه جديدة بالإضافة إلى تغيير في كثير من الوظائف القيادية حتى ينسجم المشهد العام.
وهنا أؤكد أن النجاح للحكومة ليس مرتبط فقط بذلك وإنما لابد من إجراء جراحات في مفاصل عميقة على مستوى الدولة لتكون عوامل مساعدة وداعمة لصانع القرار وهنا لأكون منصفاً فإننا نرى بدايات قوية لإحداث ذلك ليكون بمتسنى هذه الحكومة القيام بواجباتها وتنفيذ ما هو مطلوب منها بكفاءة واقتدار فلا غنى عن الدولة العميقة التي تدعم وتحصن قدرات الحكومة في مراحل حرجة تكون الحكومة في أمس الدعم لها في مواقع كثيرة هذا التناسق سيعمل في عدة اتجاهات منها ما هو إصلاحي انتخابي على مستوى قانون الانتخاب للنواب واللامركزية والتعامل مع قانون الأحزاب من خلال توفير مناخ يدعم ذلك ومن جهة أخرى فالتعامل مع موضوع الفقر والبطالة باعتباره شكلة رئيسية على مستوى المحافظات بالإضافة إلى إيجاد مشاريع رأسمالية وتحقيق قدر أكبر من الانفتاح على المجتمع واستيعاب المستجدات والتعامل معها على أنها من إفرازات المرحلة ثم لا يضعف الحكومة بأن تستمع إلى الرأي والرأي الآخر في كثير من القضايا والمعالجة الصريحة والشفافة تعطي ثقة لدى المواطن بأن القانون فوق الجميع ومن يخطئ يتحمل مسؤولية الخطأ بغض النظر كانت مقصودة أو غير مقصودة وأن لا يتم تفسير الأشياء بأن هناك ضحايا لأي موضوع وإنما الحقيقة التي تتطلب الجرأة ة والقوة بأن يكون لدى المسؤول القدرة في اتخاذ القرار كما أن لديه القدرة على الاستقالة في حال حدوث خطأ كبير يمس العامة فهذا من أدبيات التعامل وليس من الضعف.