كشفت دراسة بحثية أن الأطفال الذين تم تشخيصهم فى مراحل مختلفة من عمرهم بالتوحد أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يزورون الأطباء والمستشفيات فى كثير من الأحيان فى السنة الأولى من حياتهم أكثر من الأطفال غير المصابين، ما يؤكد أن هؤلاء الأطفال مسار حياتهم مختلف عن غيرهم منذ نعومة أظافرهم، وهو ما يعطى فرصة ومؤشرا للأطباء فى تحديد الحالات مبكرا.
وذكرت صحيفة TIME NOW NEWS أن النتائج التى توصل إليها باحثو جامعة ديوك الأمريكية والتى تم نشرها فى مجلة Scientific Reports تقدم دليلاً على أن أنماط استخدام الرعاية الصحية فى السنة الأولى للطفل يمكن استخلاصها من السجلات الطبية الإلكترونية، وهى بمثابة خارطة طريق لتوفير التشخيص والعلاج فى الوقت المناسب الذى يمكن أن يحسن النتائج ويقلل تكلفة الرعاية الصحية.
وتظهر أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أيضًا فى ما يصل إلى 60% من الأطفال المصابين بالتوحد، وقال المؤلف الرئيسى ماثيو باحث مشارك فى جامعة ديوك: "تقدم هذه الدراسة دليلًا على أن الأطفال المصابين بالتوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يسلكون مسارًا مختلفًا منذ البداية لقد علمنا أن الأطفال الذين يعانون من هذه التشخيصات لديهم تفاعلات أكبر مع نظام الرعاية الصحية بعد تشخيصهم، لكن هذا يشير إلى أن أنماط الاستخدام المميزة تبدأ فى وقت مبكر من حياة هؤلاء الأطفال وهذا يمكن أن يوفر فرصة للتدخل فى وقت أقرب."
وقالت جيرالدين داوسون مديرة مركز ديوك للتوحد وتنمية الدماغ ومعهد ديوك لعلوم الدماغ "نظرًا لمرونة الدماغ المتأصلة المرونة العصبية يعد الاكتشاف المبكر والتدخل أمرًا بالغ الأهمية لتحسين النتائج فى التوحد خاصة من حيث اللغة والمهارات الاجتماعية."
وأوضحت نتائج الدراسة أنه بالنسبة للأطفال الذين تبين لاحقًا أن لديهم أحد التشخيصين أو كليهما ، فإن ولاداتهم تميل إلى إقامة أطول فى المستشفى مقارنة بالأطفال الذين لا يعانون من الاضطرابات.
وكان لدى الأطفال الذين تم تشخيص إصابتهم لاحقًا بالتوحد عددًا أكبر من الإجراءات، بما فى ذلك الحاجة إلى التنفس الصناعى، كما أن الأطفال الذين تبين لاحقًا أنهم مصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه خضعوا لمزيد من الإجراءات، بما في ذلك عمليات نقل الدم، بالإضافة إلى المزيد من حالات الدخول إلى المستشفى والمزيد من زيارات قسم الطوارئ.
وقال داوسون إن الدراسات تظهر أن علاجات هذه الاضطرابات تعمل بشكل أفضل عندما تبدأ فى وقت مبكر من حياة الطفل، ويمكن أن يساعد فهم أن هناك إشارات متوفرة فى السجل الصحى الإلكترونى للطفل فى الوصول إلى علاجات مبكرة وأكثر استهدافًا.