د. احمد عوض النعيمي

شهدت أسعار البتكوين ارتفاعًا غير مسبوق ، مما أثار تساؤلات حول مستقبل هذه العملة الرقمية وما إذا كانت ستواصل تسجيل الأرقام القياسية. يُعتبر البتكوين من الاستثمارات عالية المخاطر، ولكن التحولات السياسية الأخيرة قد تعزز الثقة فيه.

في تحليل للارتفاع المستمر في سعر البتكوين، أشار الدكتور النعيمي في حديثه لقناة القاهرة الإخبارية إلى أن استقالة رئيس هيئة الأوراق المالية والتداول الأميركية، غاري جينسلر، كان لها دور كبير في تعزيز الثقة بسوق العملات المشفرة. فاستقالته جاءت في وقت يشهد فيه السوق مشاعر إيجابية، خاصةً بعد فوز الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

ترامب، الذي تعهد خلال حملته الانتخابية بجعل الولايات المتحدة "العاصمة العالمية للبتكوين والعملات المشفرة"، اتخذ موقفًا معارضًا لإدارة بايدن التي تدعو إلى تنظيم صارم لهذا القطاع. التفاؤل الذي يسود سلوك المستثمرين ساعد البتكوين على تحقيق زيادة تجاوزت 40% منذ إعلان نتائج الانتخابات.
بينما يعتبر الذهب تقليديًا ملاذًا آمنًا، بدأ بعض المستثمرين في اعتبار العملات الرقمية مثل البتكوين مخزنًا للقيمة، مما أكسبها لقب "الذهب الرقمي". ومع ارتفاع التضخم وحالة عدم اليقين الاقتصادي، يبحث الكثيرون عن أصول تحتفظ بقيمتها.

تشير التقارير إلى أن الطلب على العملات المشفرة يعتمد بشكل كبير على المضاربة، مما يجعلها استثمارًا محفوفًا بالمخاطر. في المقابل، يتمتع الذهب بسمعة قوية كأصل مستقر، حيث يتأثر أداؤه بعوامل مثل قوة الدولار الأميركي والظروف الاقتصادية العالمية.

عقب فوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب، شهدت الأسواق المالية اضطرابًا، حيث استفادت العملات الرقمية بشكل غير متوقع من هذا الفوز، بينما تراجعت أسعار الذهب في حين تتجلى هذه التغيرات في التحركات المعاكسة التي شهدتها أسعار البتكوين والذهب.

ومع ازدياد عدم اليقين بشأن السياسات الاقتصادية الأميركية، يبدو أن الذهب فقد بعض جاذبيته كملاذ آمن مما قد يغير من الديناميكيات الاقتصادية ويؤثر على أداء كلا الأصلين.

ما القادم للبتكوين والذهب؟
مع اقترابنا من مرحلة جديدة من السياسات الاقتصادية، يطرح سؤال مهم: هل ستستمر أسعار البتكوين في الارتفاع، أم أن الذهب سيستعيد دوره التقليدي كملاذ آمن؟ اشارت الأحداث الأخيرة إلى أن البتكوين قد يستمر في الصعود نتيجة للتحولات السياسية والاقتصادية، ولكن المخاطر المرتبطة بالاستثمار فيه تظل قائمة. من ناحية أخرى، يبقى الذهب خيارًا موثوقًا للمستثمرين الذين يبحثون عن استقرار أكبر في أوقات عدم اليقين. لذلك، يجب على المستثمرين تقييم خياراتهم بعناية ومراقبة السوق عن كثب لضمان اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة تتماشى مع الظروف المتغيرة.


استاذ مشارك في المالية والمخاطر