يتغير الوقت على الأرض من الفضاء، حتى إنه يختلف ما بين تواجدك في قاع البحر وعلى قمة جبل، فإنه أسرع على قمة الجبل، بينما أقل سرعة بكثير في قاع البحر، إنها تفاصيل غريبة ولكنها تثير حقا السؤال حول الفرق بين الوقت على الأرض وأى مكان آخر في الكون، وهذا ما نتحدث عنه وفقا لآراء العلماء حول الوقت كما جاء عن موقع "space".
في القرن السابع عشر، رأى الفيزيائي إسحاق نيوتن الزمن كسهم ينطلق من قوس، يسافر في خط مستقيم ولا ينحرف أبدًا عن مساره، بالنسبة لنيوتن، كانت ثانية واحدة على الأرض هي نفس المدة الزمنية لتلك الثانية على المريخ أو المشتري أو في الفضاء السحيق.
أما في عام 1905، افترض ألبرت أينشتاين أن الوقت كان أشبه بالنهر، ينحسر ويتدفق اعتمادًا على تأثيرات الجاذبية والمكان، حيث سيتسارع الوقت ويتباطأ حول الأجسام الكونية ذات الكتل والسرعات المختلفة، وبالتالي فإن ثانية واحدة على الأرض لم تكن بنفس الطول الزمني في كل مكان في الكون.
كانت نظرية أينشتاين في النهاية هي التي لم يُعتقد أنها الحقيقة فحسب، بل أثبتت أيضًا أنها دقيقة تمامًا، حيث إنه في أكتوبر 1971، قام اثنان من علماء الفيزياء، يُدعى JC Hafele و Richard Keating، بإثبات صحتها، وللقيام بذلك، أطلقوا أربع ساعات ذرية من السيزيوم على طائرات حول العالم، شرقا ثم غربا.
وفقًا لنظرية أينشتاين، عند مقارنتها بالساعات الذرية الأرضية، في هذه الحالة في المرصد البحري الأمريكي في واشنطن العاصمة، ستكون ساعات هافيل وكيتنغ المحمولة جواً أبطأ بحوالي 40 نانوثانية بعد رحلتهما شرقاً، وحوالي 275 نانوثانية أسرع بعد السفر غربًا، بسبب تأثيرات جاذبية الأرض على سرعة الطائرات، وفقًا لدراستهم عام 1972 في مجلة Science.
وسجلت الساعات بالفعل فرقًا عند السفر شرقًا وغربًا حول العالم حوالي 59 نانوثانية أبطأ و 273 نانوثانية أسرع على التوالي مقارنة بالمرصد البحري الأمريكي.
أثبت هذا أن أينشتاين كان على صواب، وتحديداً مع نظريته حول تمدد الوقت، وأن الوقت قد تذبذب بالفعل في جميع أنحاء الكون، لذلك هناك فرق في الوقت حسب كل جسم وموقعك تحديدا من الكون، فهو يختلف على الأرض نفسها، وخارج الأرض.