تقرير وإعداد : منى نعلاوي
تصوير : علاء الدين البطاط
مونتاج : محمد الجبر
ضجت مواقع التواصل الإجتماعي في الآونة الأخيرة بقضية أثارت جدلا واسعا في الأردن وهي وفاة الشاب راشد العجارمة ابن 23 عاما في ظروف غامضة حملت كثيرا من التساؤلات ، ومع تصدر أخبار هذه الواقعة " فيسبوك وإنستجرام وتويتر " تعددت القصص والروايات وتضاربت الآراء المحيطة بها ، وتناقلت هذه الوسائل أنباء تحوم حول وجود شبهة جنائية تلف هذه الحادثة ، إضافة إلى اربتاطها باسم ناشطة مشهورة على وسائل التواصل الإجتماعي كثرت الأقاويل حول علاقتها بالموضوع وبالشاب المتوفي ، ولكن السؤال الأقوى هنا والذي تطرحه مع كل هذا التخبط و التكهنات ؛ أين غابت الرواية الرسمية ؟ ولماذا لم يصدر بيان توضيحي من الجهات المعنية يحسم الجدل الكبير حول هذه القضية الشائكة ؟ ، توجهت إلى منزل عائلة الشاب المرحوم راشد العجارمة واستمعت في لقاء خاص إلى رواية الأهل وهذه تفاصيلها على لسان عائلته ...
والدة المرحوم راشد " شبهة جنائية في وفاة ابننا "...
تقول تغريد الفقهاء والدة المرحوم راشد " في تاريخ 18 / 8 / 2021 يوم الثلاثاء وردنا اتصال من مركز أمن ناعور في الساعة الخامسة فجرا أبلغنا من خلاله بوفاة ابننا البالغ من العمر 23 عاما إثر سقوطه من شرفة شقة يتواجد بها وأصدقاؤه في عمارة سكنية في إحدى المناطق في عمان ، فورا توجه والده وإخوته إلى مستشفى البشير المتواجد به جثمان المرحوم ، ولكن ما لوحظ من الجثة هو عدم وجود أي كدمات أو جروح أو كسور في جسده ، وكل ما شاهدوه هو ضربة في الرأس وبعض العلامات على رقبته وانتفاخ في عينيه ووجهه ، وحسب الأطباء فإن هذه دلالات تفيد بالاختناق ، وفورا تساؤلات كثيرة عصفت بالعائلة و أولها ما سبب هذه الآثار على وجهه ، إضافة إلى أن جسمه سليم تماما وهذه النتيجة محيرة إن كان فعلا سقط من إحدى الطوابق العالية ، في هذا الظرف استرجع والد راشد أحاديث بينه وبين ابنه خلال عام كامل أخبره مرارا وتكرارا بأنه تعرض لتهديدات من قبل شخص معين والسبب خلافات شخصية إثر صداقته بواحدة من الفتيات ناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي ، من هنا استنتجت العائلة بأن هناك شبهة جنائية و مسبب للحادثة ، أما تقرير الطب الشرعي الصادر من تشريح الجثة فقد أفاد بأن الوفاة حدثت نتيجة السقوط ، و لكن ما شاهدناه بأعيننا يقول عكس ذلك ، وحتى لو كان ذلك صحيحا ؛ فأيضا هناك مسبب ، ابني كان دوما يخبرنا بتهديدات هذا الشخص المذكور آنفا له ، والسؤال هنا هل نفذ ؟ ، عندما شاهدته في كفنه كان وجهه أبيضا ناصعا ، وأسأل الله أن يكون من أهل الجنة ، ولدي قبل خروجه من المنزل يوم وفاته كان متأنقا يستعد للذهاب لملاقاة والده في مكان ما ، ثم لأصدقائه لاحقا ، قبلته قبل مغادرته على وجنتيه وكأن قلبي يحدثني بشيء ما سيحصل ممازحة له بعبارات " من زمن لم أقبلك " ، وقبلني هو أيضا على جبيني ، وإلى الآن قلب الأم الذي بداخلي لا يصدق وفاته ولم أتصور يوما بأنني سأفقده ، هو إنسان بريء طيب القلب محبوب عند الجميع ، موته كسر ظهري ، أفتقد حنانه علي وعلى إخوته ، و أنا أطالب باتخاذ إجراءات قانونية إذا ثبت وجود جريمة ومعاقبة مسببها إن كان هناك دليل على إدانته " .
شقيق المرحوم الصغير ببراءة الأطفال " الموت يعني .. أخي في الجنة "...
الطفل رواد العريمي العجارمة ابن العشر سنوات ؛ بدموع حارقة ذرفتها عيناه الصغيرتان على فقدان شقيقه الكبير راشد والذي يعتبر هو الأب الروحي له يستذكر موقفا معه ؛ حيث سمع حوارا أثناء نومه بين أخيه المتوفي ووالدته قال فيه المرحوم وهو ينظر إليه بأنه يعتبره أغلى شيء في حياته ويحبه أكثر من نفسه ، كان يقضي معه معظم وقته ويهتم به وينفذ له كافة طلباته ويؤمن له احتياجاته كاملة ، إلى اليوم الذي جاءت أمه لتخبره بوفاته ، كانت هذه الصدمة الكبيرة على طفل لا يعلم عن الموت سوا الجنة التي يقول بأن أخيه سيسكن بها من الآن فصاعدا ، وأكد هذا الصغير بعمره الكبير بعقله بأنه لن ينسى شقيقه في حياته وإن كان له حق سيسترده عندما يكبر ، فهو كان دائم الوصاية به لكل من حوله ، ويحلم رواد بأن راشد سيعود إلى المنزل ويقبله وعندها لن يتركه يذهب أبدا .