الراي نيوز - 
في خضم احتفالات الأردن باليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، جاءت زيارة جلالته إلى محافظة البلقاء كرسالة ذات أبعاد عميقة تجمع بين التاريخ والواقع والمستقبل. يرافقه فيها سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، حملت الزيارة دلالات مهمة تعكس رؤية القيادة الهاشمية في تعزيز التواصل المباشر مع المواطنين والوقوف على احتياجاتهم، وتأكيد قيم الانسجام الوطني والتعاون البناء.

كان اختيار مدرسة السلط الثانوية للبنين كأول محطة في الزيارة إشارة واضحة إلى مكانة التعليم في الرؤية الملكية. هذه المدرسة، التي تُعدّ من أعرق الصروح التعليمية في الأردن، ليست مجرد مكان للتعليم، بل هي شاهد على عقود من التميز الذي ساهم في تخريج أجيال رفدت الوطن بالكفاءات.

زيارة جلالة الملك لهذه المدرسة تعيد التأكيد على أن التعليم هو حجر الأساس لبناء الوطن، وأن الاستثمار في الشباب يبدأ من دعم المؤسسات التعليمية وتعزيز دورها في صناعة قادة المستقبل.

افتتاح جلالته مبنى نادي المتقاعدين العسكريين في منطقة زي يحمل في طياته رسالة تقدير ووفاء لمن أفنوا حياتهم في خدمة الوطن. هؤلاء النشامى والنشميات الذين حملوا على عاتقهم حماية الأردن واستقراره، يُعتبرون جزءًا لا يتجزأ من النسيج الوطني، وتأتي هذه الخطوة كتأكيد على أن دورهم لا ينتهي بالتقاعد، بل يمتد عبر مبادرات تدمج خبراتهم في مسيرة البناء والتنمية.

لقاء جلالته وسمو ولي العهد مع وجهاء وأبناء محافظة البلقاء هو امتداد للتواصل المباشر بين القيادة والشعب، وهو ما يُعدّ ميزة أردنية فريدة. هذا اللقاء لا يقتصر على الاستماع لاحتياجات المواطنين، بل يعكس التزام القيادة بتوفير الحلول والعمل على تنفيذ مشاريع تنموية تخدم المجتمع المحلي.

تأتي هذه الزيارة الملكية في وقت يواجه فيه الأردن تحديات كبيرة، سواء على الصعيد الاقليمي والاقتصادي. ومع ذلك، فإن رمزية هذه الزيارة تتجاوز الحدث نفسه، لتؤكد أن الأردن يمضي قدمًا تحت ظل قيادة هاشمية حكيمة.

إن اليوبيل الفضي هو لحظة تأمل في مسيرة وطن أثبت عبر العقود التزامه الثابت بالتقدم والازدهار، بفضل قيادة تعمل بلا كلل أو ملل لخدمة الأردن. من خلال هذه الزيارة، يتجلى بوضوح أن الأولوية التي تضعها القيادة الهاشمية هي الإنسان الأردني: تعليمه، وكرامته، ومستقبله.

ختاما زيارة البلقاء هي تأكيد على أن الأردن، رغم التحديات، يواصل المسير بخطى واثقة نحو مستقبل مشرق، حيث يبقى النمو والتقدم في صميم اهتمامات القيادة الهاشمية التي تضع الإنسان الأردني في مقدمة أولوياتها.