قال الرئيس التنفيذي لشركة هواوي الأردن إيثان وانغ، إن تكنولوجيا الجيل الخامس التي تسعى المملكة حثيثا لإطلاقها ستحدث تحولا في الخدمات العامة والدفع قدمًا نحو اقتصاد عماده التكنولوجيا الحديثة.
وأكد وانغ في بيان اليوم الأربعاء أن الجيل القادم من التكنولوجيا سيعطي دفعة لرؤية الأردن 2025 من خلال تسريع قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذي بات أكثر القطاعات نموًا في الاقتصاد الأردني، مشيرا إلى أن البيانات الصادرة تظهر أن قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بات يمثل 3.8 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة ويعود بإجمالي إيرادات سنوية تتجاوز 2.3 مليار دولار أميركي.
ووفقًا لوانغ، يوجد حاليًا أكثر من 900 شركة نشطة في القطاع توظف بشكل مباشر حوالي 22000 فرد، مشيرا الى أن من شأن تبني تكنولوجيا الجيل الخامس زيادة الإيرادات والنهوض بمستوى الخدمات.
وبين أن دول المنطقة التي سارعت إلى تبني تكنولوجيا الجيل الخامس بدأت بالفعل بجني ثمار استثماراتها في هذا المجال، لافتا بهذا الخصوص الى دولة الكويت التي قال إنها من أوائل الدول في منطقة الشرق الأوسط التي تدخل تكنولوجيا الجيل الخامس.
ويؤكد وانغ أن ثمار الاستثمار في هذه التكنولوجيا لا يقتصر على شركات الاتصالات فحسب، بل يمتد أثره ليشمل قطاعات وصناعات أخرى، في الفضاءين العام والخاص، موضحا أن تكنولوجيا الجيل الخامس ستفسح المجال أمام تطبيقات جديدة لا يمكن الوصول إليها حاليًا إلا باستخدام تقنيات متطورة، مثل الفيديو فائق الدقة عبر الشبكات اللاسلكية، والمدن الذكية، والتنقل المستقل، والتداوي عن بعد والواقع المعزز والواقع الافتراضي، والميتافيرس كذلك.
وأكد وانغ أن شبكة الجيل الخامس ستمكن مجتمع الأعمال الأردني من الارتقاء بنماذج الأعمال والولوج إلى أسواق جديدة والحصول على التمويل واستقطاب الكفاءات، مشيدًا بريادة الأعمال في الأردن التي وصفها بإنها نموذج للمنطقة بأسرها.
وفقًا لوزارة الاقتصاد الرقمي وريادة الأعمال، فإن 27 بالمئة من رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هم من الأردنيين، على الرغم من أن المملكة تمثل 3 بالمئة فقط من مجموع سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ولتعزيز هذه المكاسب، دعا وانغ، الحكومة الاردنية الى استكشاف أفكار جديدة لتعزيز المنظومة الرقمية، مشيرًا إلى مشروع (Jordan Source) الذي يمثل جزءًا من برنامج أطلقته الحكومة الأردنية لتسهيل وتيسير الاستثمارات الجديدة في الخدمات الرقمية الموجهة نحو الداخل والخارج على السواء.
وأشار الى أن السواد الأعظم من سكان المملكة هم شباب متعلم ومتسلح بمهارات عالية وإتقانًا واسعًا للغة الإنجليزية، منوهًا الى أن أكثر من 50 بالمئة من سكان المملكة تقل أعمارهم عن 24 عاما يحمل ما نسبته 22 بالمئة منهم شهادات في تكنولوجيا المعلومات وعلوم الكمبيوتر والهندسة.
وبين وانغ أن شركة هواوي الأردن تدعم الجهود المبذولة لرعاية المواهب والكفاءات في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في البلاد، مؤكدًا حرص شركته على الاستثمار في تطوير المهارات لتنشئة جيل للمساهمة في دفع جهود التحول الرقمي قدمًا.
وفي هذا الصدد، استشهد وانغ بعدة مبادرات وبرامج لهواوي في المملكة، منها مسابقة هواوي الشرق الأوسط لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وبرنامج "بذور من أجل المستقبل" وأكاديمية هواوي لتقنية المعلومات والاتصالات، التي قال إنها تهدف إلى دعم رؤية الحكومة لبناء اقتصاد قائم على المعرفة المستدامة.
وقال، إنه على مدار العقدين الماضيين ساعدت هواوي بلدان منطقة الشرق الأوسط على تأهيل وتدريب أكثر من 100 ألف شخصٍ في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، من بينهم أكثر من 5000 في الأردن.
ونوه إلى تعاون هواوي مع الجامعات والمؤسسات التعليمية وغيرها من الشركاء، بمن فيهم الجامعة الهاشمية، وجامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا، وجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، وجامعة البلقاء التطبيقية، مشيرا الى أن الشركة تعمل بشكل وثيق مع الحكومة ومختلف القطاعات والجامعات والعملاء والشركاء لتعزيز الأمن السيبراني وتعزيز مكانة الأردن بوصفه وجهة موثوقة للاستثمار الأجنبي والإقامة.
واختتم وانغ بالقول، إن الأردن يمتلك تاريخًا حافلًا وسجلًا مشهودا له في التغلب على الصعاب، مؤكدا أن الأردن، ومن خلال الاستثمار في تكنولوجيا الجيل الخامس، والمضي قدمًا في التحول الرقمي، يسير على الطريق الصحيح ليكون واحدًا من "عمالقة" الاقتصادات الرقمية في هذا الزمان.
(بترا)