يزن السوالمة 

فيديو : علاء البطاط 

سمعنا الكثير من القصص عن ظلم واستبداد النظام السوري السابق وخاصة الأسرى في المعتقلات والسجون، حيث لاقوا أقسى أنواع التعذيب بتهم واقعية أو بأخرى ملفقه، بالإضافة إلى أن كل من يدخل تلك السجون والمعتقلات كان يعد بحكم المفقود فالسجين في الداخل لا يحمل اسمه أو هويته بل يحمل رقماً، واليوم سوف نروي عبر وكالة "رم" قصة سجين أردني من أصول مقدسية عاش 42 عاماً من الظلم والعذاب داخل سجون الأسد.

بركات وكيفية اعتقاله؟

وليد أيوب بركات ولد في مدينة القدس سنة 1956م، وكان عمره عند ما ذهب إلى العاصمة السورية لبدء رحلته الدراسية والانتساب إلى جامعة دمشق 25 عاما، فقد حجز رحلته ذهاباً وإياباً عبر الطائرة لكنه في وقتها ذهب ولم يعد، فقد كان لديه العديد من الأحلام والطموحات ليحققها وما إن وصل مطار دمشق والتي لاحظ من خلالها المعاملة السيئة التي لاقاها من إنزالهم مع الحقائب بديلاً عن قاعات الاستقبال في المطار بسبب الظروف الراهنة في ذلك الوقت، إلى الاعتقال دون معرفة السبب أو التهمة أو السماح له بتوكيل محامي أو إبلاغ عائلته.


ظروف السجن والتحقيق معه 

قال بركات في حديثه لـ "رم" أنه بعدما ألقي القبض عليه تم تحويله إلى سجن المزة حيث قضى 3 سنوات ومن ثم نقل إلى سجن تدمر ليقضي فيه 16 سنة ليتحول بعدها إلى سجن صيدنايا عام 2001، موضحاً أنه بقي مفقوداً 24 عاما وعئلته لا تعرف هل مازال على قيد الحياة أم لا.

ووضح أنه لاقى أقسى أنواع العذاب في السجن من ضرب مبرح إلى قطع أطراف مثل أصابع اليد إلى سلخ جلدة ظهره والعديد من الأساليب الوحشية التي لا تمس للرحمة والإنسانية بصلة، وبحسب ما كان متداولاً داخل السجن أنهم تلقوا الأوامر منذ عهد حافظ الأسد بأنه لا بأس بالسماح بموت 10% من المساجين يوميا.

وبين بركات أن الطعام المقدم يعد منذ ساعات الصباح الباكر ومن ثم يضعوه تحت أشعة الشمس حتى يفسد ومن ثم يقدم للمساجين، وقبل تناوله يجب وضعه في الماء لتصفيته من التراب والحصى الصغير والذي كان يوضع عن قصد وليس عن طريق الخطأ.
وأما بما يتعلق بالمحاذير الثلاثة والتي كان من المحرم على نزلاء السجن القيام بها قال أن الصوم والصلاة وحفظ القرآن، جعلت كل من يقوم بها يعرض نفسه لعذاب لا نهاية له، وعلى الرغم من ذلك فإن كل من كان متواجدا داخل السجن معه وجد حافظًا للقرآن.

مشاعر مغايرة.. واللقاء المنتظر

قال بركات أن في عام 2004 عندما سمح له بـإرسال رسالة إلى عائلته لإخبارهم بأنه معتقل في السجون السورية، تمكن بعد عام بعدها من رؤية شقيقه وشقيقته عام 2005، ومن ثم تخللت السنوات التي تلتها مكالمات متفرقة مع عائلته إلى أن تم تحريره على يد الثوار عام 2024.

وواصل حديثه أنه شعوره بالأمان الطمأنينه بعدما أصبح داخل الأراضي الأردنية والتقى بعائلته لا يمكن وصفه، إذ انه ما زال يشعر وكأنه يعيش حلمًا لا يريده أن يكتمل. 

وأضاف :

 بعد كل هذه السنوات التي انتظرتها لأكون حرًا طليقًا، عدت إلى وطني بعد 42 عاما من الغياب والعذاب والظلم وجدت ابنتي وهي تحمل في جانبها حفيدتي"، فعلى الرغم من المشاعر المختلطة إلا أنه وصف تلك اللحظة الأجمل طوال حياته. 

وشكر بركات عبر "رم" كافة الأجهزة الأمنية الأردنية التي استقبلته ووفرت له مستلزماته منذ لحظة وصوله للحدود الأردنية إلى هذه اللحظة، وناشد المسؤولين عبر "رم" بمساعدته في العلاج لسوء حالته الصحيه من أثر التعذيب الذي لاقاه في السجون السورية لسنوات طويلة، إذ إنه بحاجة للتدخل الجراحي في 3 عمليات مستعجلة.