التاريخ : 2022-10-19
"أروقة في ضيافة أم عمرو" ديوان جديد للشاعرة عنان الدجاني
الرأي نيوز - صدر حديثا للشاعرة الأردنية عنان محمود الدجاني ديوان أروقة في ضيافة أم عمرو، والديوان يعتبر الإصدار الثالث للشاعرة بعد ديوان مملكة الحياة و ديوان جوقة أوراق الملول.
وقد جاء الديوان في ٢٦٥ صفحة من القطع المتوسط و اختارت الشاعرة أم عمرو كنيتها عنوانا للديوان و ذلك لأن هذه الكنية وردت في شعر العرب كثيرا حتى اشتهرت و في الغالب كانوا لا يعنون امرأة بعينها بل جعلوه لقبا لأي امرأة كقول جرير: يا أم عمرو جزاك الله مغفرة، ردي علي فؤادي كالذي كانا .
و قول الشَّنْفَرَى:
ألا أم عمرو أجمعت فاستقلّتِ، وما ودّعتْ جيرانَها إذ تولّتِ
وقول أبو ذُؤيب الهُذَلي:
أبى القلب إلا أم عمرو وأصبحت، تحرّق ناري بالشكاة ونارها
احتوى على ٢٣٦ قصيدة تناولت مواضيع متنوعة في ستة فصول، فكان الفصل الأول من نصيب المواضيع الدينية و الروحانية مثل قولها في قصيدة جد و ارتقِ: قِ النفس و الأهلين شرّ النار، وعن الغنيمةِ أن تضل حذارِ، واعزِمْ و سارع للنجاة فإنها، بالسعي و الإحسان عقبى الدار، و جاء الثاني بالقصائد الوطنية وافتتحتها بقصيدة ملك القلوب التي قالت فيها:
رعاك الله يا ملك البلادِ
متين العزم كالسبع الشدادِ
فدتك الروح فاطلبها تلبي
وتحت الأمر إنّا وانقيادِ
يغرد في حمى الأردنِّ أمنٌ
و يحيا الشعب موفور السعادِ
قرير النفس في أرض النشامى
يحل الضيف و الإحساس شادِ
ديارٌ أنت فيها دار عزٍّ
بها الإكرام يهمي باتئادِ
رشيدٌ عاد والدنيا تباهي
بعبد الله قنديل السدادِ
برغم مصاعبٍ ما زلت تسعى
لتنهض ،دون كلٍّ، باقتصادٍ
كأنك يا رفيع القدر تأبى
تنام الليل و العليا تنادي
والثالث جمعت فيه قصائد المدح و الرثاء ففي رثاء الشاعر الأردني أسامة أبو رعد قالت :
مُنيَ القصيد اليوم بالخطب الجللْ
فأسامةٌ عن كل قافيةٍ رحلْ
سحقًا لداءٍ قد تمادى بغيُه
تبًّا له جلب المنيّة والأجلْ
ما خلته يقسو بلا رُحمى على
من كان ينثر بيننا عبق الأمل
وعلى الذي ينبوعه لا ينتهي
وعطاؤه ملأ البسيطة وانهملْ
ويصوغ من عذب الكلام حديثه
ويسربل الأشعار من أبهى الحللْ
وكأنما خلق القريض لأجله
وكأنه موسوعةٌ بحرا حملٌ
أما القصائد العاطفية ففي الفصل الرابع ( زهور و أشواك) وافتتحته بقصيدة معارضة (أراك عصي الدمع) لأبي فراس الحمداني
ظلمت الهوى
ظلمتَ الهوى و الظلم ضاق به الدهرُ
ففيه رست ذكرى و في كبدي جمرُ
وثـــمّــة إقــرارٌ بأنــك غـــادرٌ
وأنت الذي يا صاح (شيمتك الغدرُ)
ولستُ التي تلقي الملام على الدنى
ولكنْ ألوم النفس مذ فلّني الصبرُ
والخامس تناول مواضيع حياتية متعددة مثل قصيدة أطفال بلا أسَر:
ضرا أعاني ولا تدرون كم أصبو
لعالمٍ رحبٍ يزهو به الحبُّ
ما اخترت عائلتي أو أرتضي نسبي
لِمً أنت تمقتني إن تلقني تنبُ
ومن ثم الرواق الأخير الذي عكست فيه الشاعرة مشاعرها و انفعالاتها و اعتزازها بنفسها فقالت في قصيدة حظي من القصيد:
إثر عصفٍ من اجتهادي العنيدِ
سرت أهدي المدى التماع القصيدِ
ماس شعري بجذوةٍ و سناها
نجمةٌ ما انثنت تضيء وريدي
وجاءت لغة الديوان انسيابية سلسة متماسكة، وجمع بين المتعة و المستوى الرفيع في اللغة و التنوع في المواضيع و البحور.
وختم الديوان بقصيدة الحمية الرمضانية والتي تحمل روح الفكاهة قالت فيها:
وهل مثل القطايف يا صديقي؟
يداعب مقلتي فيسيل ريقي
وعند الطهيِ أغمسه بسمنٍ
فيضفي السمن جذّاب البريق
سواءٌ بالشوا أو كان قليا
فإن الطعم يمنحني حقوقي
مما أكد على قدرة الشاعرة الفريدة في الكتابة الشعرية و خيالها الواسع.