خاص 

روى نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور ممدوح العبادي تجربته الشخصية خلال فترة عمله في الحكومة في عهد رئيسها آنذاك الدكتور هاني الملقي.
وأشار العبادي في كتابه السياسي الأمين إلى قرار تقديم استقالته في 19 فبراير 2018 بعد رفض مجلس النواب سحب الثقة بالحكومة، بالرغم من الضغوط والشائعات التي كانت تحيط به. 

وذكر كيف كانت فكرة الاستقالة طواعية تراوده دون أن يعتبرها الملقي خذلانًا. 

وأوضح العبادي كيف قام بتقديم استقالته بعد رفض سحب الثقة، وأشار إلى إجراء تعديل وزاري في 25 فبراير 2018، حيث خرج من الحكومة بعد تقديم استقالته، وهو ما أكده لاحقًا من خلال حديثه مع الرئيس الملقي.

كما أشار النص إلى التحديات التي واجهها الكاتب في اتخاذ قراره، وطريقة تعامله مع المواقف السياسية والإدارية، بما في ذلك تنظيم اجتماع غداء مع الوزراء الجدد والقدامى بعد التعديل.

وتاليًا النص كما ورد: 

" قلت للرئيس الملقي في وقت سابق بـ(أنك اخترتني في حكومتك ولن أخذلك)، وتمسكت بالاستمرار في هذه المهمة، على الرغم من الشائعات السارية، ورغبتي التي كانت تلح علي، أحيانًا، بالاستقالة قبلها، لكن، في الوقت ذاته، كانت تواتيني فكرة أخرى، في ظل هذه الأجواء، بأن أبادر أنا بالاستقالة، ولن يعتبرها الملقي خذلانا، وهذا ما فعلته في صباح اليوم التالي، الذي رفض فيه مجلس النواب سحب الثقة بالحكومة، بمعارضة 67 نائبا، وتأييد 49، وامتناع 4 نواب من أصل 122 نائبا حضروا الجلسة.

حضرت إلى مكتبي بعدها، وكتبت استقالتي في هذا التاريخ 19 شباط/ فبراير 2018، وطلبت من مديرة مكتبي رفعها إلى مكتب رئيس الوزراء، وسط نظرات حائرة بالقرار، خاصة وأننا اجتزنا امتحان مذكرة طرح الثقة.
قلت لها: "اطبعيها وقدميها إلى الرئيس في مكتب".

بعد أيام عدة، عقدت جلسة لمجلس الوزراء طلب فيها الرئيس الملقي من هيئة الوزارة تقديم استقالاتهم، وهو الإجراء المتبع عند

التعديل، فعلقت قائلا: يا دولة الرئيس، ليست هناك حاجة لأن أقدم استقالتي، فقد قدمتها قبل أيام ". كنت على وشك السفر إلى القاهرة

في اليوم ذاته؛ لحضور اجتماع لمؤسسة ياسر عرفات، فقلت للرئيس الملقي: "عند عودتي سيكون التعديل قد أجري، وأتمنى عليك

يوم الخميس المقبل أن تزورني في منزلي؛ لأنني سأدعو كل الوزراء الذين سيخرجون في التعديل، مع الوزراء الجدد، إلى الغداء"،

وبالفعل هذا ما حدث، فقد أجري التعديل بتاريخ 25 شباط/فبراير 2018، وكنت خارج الحكومة".