الراي نيوز 
تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الأحد، عن التسمم بالرصاص الذي يحدث حين يتأثر الشخص بمستويات عالية من التعرض لهذا المعدن السام. وعادة ما يحدث التسمم بالرصاص عن طريق تناول أو شرب الرصاص، ولكن لمسه أو استنشاقه يمكن أن يسبب ذلك أيضًا.

وتبين نشرة المعهد أماكن وجود الرصاص، وحقائق عن التسمم به، وعلامات وأعراض وطرق التسمم، إضافة إلى آثار التسمم لدى البالغين والأطفال، وطرق التشخيص، والعلاج.

الرصاص معدن موجود بشكل طبيعي بكميات صغيرة في القشرة الأرضية، وهو عنصر سام يمكن أن يسبب آثارًا صحية خطيرة على البشر والحيوانات. يمكن أن يؤثر الرصاص على أعضاء كثيرة من جسم الإنسان، بما في ذلك الدماغ والأعصاب والدم وأعضاء الجهاز الهضمي وغيرها. في حين أن التسمم بالرصاص يمكن أن يؤثر على أي شخص، إلا أنه خطير بشكل خاص على الأطفال، إذ يمكن أن يؤدي إلى تلف الجهاز العصبي للطفل والدماغ والأعضاء الأخرى ومشاكل صحية وتعليمية وسلوكية خطيرة، بما في ذلك تلف الدماغ المفاجئ والعجز الفكري على المدى الطويل.

في ما يلي بعض الحقائق عن التسمم بالرصاص:
- يمكن أن يؤثر التسمم بالرصاص على أي شخص، ولكن الرضع والأطفال دون سن 6 سنوات هم الأكثر عرضة للخطر لأن أجسامهم لا تزال في طور النمو، و لأن أدمغتهم وأجهزتهم العصبية تكون أكثر حساسية للآثار الضارة للرصاص. بالإضافة إلى ذلك، يميل الرضع والأطفال الصغار إلى التقاط الأشياء ووضعها في أفواههم بشكل متكرر والتي يمكن أن تكون ملوثة بالرصاص.
- ينتقل الرصاص عند دخوله الجسم إلى الدماغ والكبد والكلى والعظام. يتم تخزينه في الأسنان والعظام، حيث يمكن أن يتراكم مع مرور الوقت. يتم تقييم تعرض الإنسان عادة من خلال قياس نسبة الرصاص في الدم.
- يتم إطلاق الرصاص الموجود في العظام إلى الدم أثناء الحمل ويصبح مصدرًا للتعرض للجنين النامي.
- لا يوجد مستوى معروف للتعرض للرصاص دون آثار ضارة.
- يمكن الوقاية من التعرض للرصاص.

أين يوجد الرصاص؟
يوجد الرصاص بشكل شائع في الطلاء المحتوي على الرصاص. غالبًا ما يصاب الأطفال الذين يعيشون في منازل قديمة بها طلاء رصاصي متقشر. يمكن أن يتواجد الرصاص أيضًا في:
- العلاجات العشبية أو الأدوية.
- الألعاب.
- الزجاج الملون.
- الأواني الزجاجية المصنوعة من الكريستال المحتوي على الرصاص.
- الخزف المزجج، بما في ذلك الأطباق والأباريق والأكواب
- دهانات الحائط والأبواب ويضاف الرصاص بهدف تثبيط عمليات التآكل والصدأ
- الكحل: يحتوي الكحل على نسبة كبيرة من الرصاص حيث قد يصل محتوى الرصاص في عينة الكحل إلى أكثر من نصف وزنها و غالباً يكون الرصاص على هيئة كبريتيد الرصاص. 
- مستحضرات التجميل الأخرى: تحتوي بعض مستحضرات التجميل على الرصاص بكمية قليلة، مثل في البودرة والكحل والأيلاينر والفاونديشن، وخصوصاً في أحمر الشفاه.

ما هي علامات وأعراض التسمم بالرصاص عند الأطفال؟
في كثير من الأحيان، لا تظهر أي أعراض على الأطفال المصابين بالتسمم بالرصاص. حتى الأطفال الذين يتمتعون بصحة جيدة يمكن أن يكون لديهم مستويات عالية من الرصاص في أجسامهم. يمكن أن تشمل أعراض التسمم بالرصاص لدى الأطفال ما يلي:
- تشنجات.
- فرط النشاط (الأرق والتململ والحديث أكثر من اللازم).
- مشاكل التعلم.
- تغييرات في السلوك.
- الصداع.
- القيء.
- تعب.
- فقر الدم (عدم وجود كمية كافية من الهيموجلوبين في الدم).

ما هي علامات وأعراض التسمم بالرصاص لدى البالغين؟
يمكن أن يتعرض البالغون للرصاص في العمل أو في أماكن أخرى. تشمل الأعراض التي قد تظهر عند البالغين ما يلي:
- الصداع.
- ألم في البطن.
- تغيرات في الشخصية.
- فقر دم.
- تنميل في القدمين والساقين.
- فقدان الدافع الجنسي.
- العقم. 

في بعض الأحيان، لا تظهر أي أعراض على الأطفال والبالغين الذين تعرضوا للرصاص. وفي أحيان أخرى، لن تظهر أعراض التسمم بالرصاص على الفور. عندما تحدث الأعراض، قد تتطور الأعراض على مدى عدة أسابيع أو أشهر. كما تظهر الأعراض في بعض الأحيان بشكل متقطع (في أوقات غير منتظمة).

كيف يصاب الأطفال بالتسمم بالرصاص؟
يصاب الأطفال بشكل رئيسي بالتسمم بالرصاص عن طريق ابتلاع و/أو امتصاص الطلاء الذي يحتوي على الرصاص والمستخدم في المنازل )قبل تعديل كودة البناء(. ويدخل الرصاص إلى جسم الأطفال عند:
- تناول أو لمس رقائق الطلاء التي تحتوي على الرصاص.
- وضع أيديهم وألعابهم المغطاة بغبار الرصاص في أفواههم.
- تنفس غبار الرصاص عند كشطه عن الحائط.
- مضغ المواد المتواجدة في عتبات النوافذ والأثاث وإطارات الأبواب وغيرها من العناصر المغطاة بالطلاء الذي يحتوي على الرصاص.
- شرب الماء من أنابيب المياه القديمة التي قد تتسرب منها الرصاص.

كيف يصاب البالغون بالتسمم بالرصاص؟
عادة ما يصاب البالغون بالتسمم بالرصاص من خلال تعرضهم للرصاص عند تناول الطعام ومياه الشرب الملوثة بالرصاص وباستخدام مواد المكياج التي تحتوي على الرصاص مثل الكحل وغيره. كما قد يأكلون في أطباق أو يشربون من أكواب ملوثة بالرصاص.

ما هي أضرار التسمم بالرصاص عند الأطفال؟
يمكن أن يؤدي التعرض للرصاص إلى الإضرار بصحة الطفل بشكل خطير ويسبب آثارًا ضارة مثل:
- أضرار في الدماغ والجهاز العصبي.
- تباطؤ النمو والتطور.
- مشاكل التعلم والسلوك.
- مشاكل في السمع والنطق.
- الصداع.
- ضعف العضلات والمفاصل.
- التعب.
- صعوبة في التركيز.
- طعم معدني في الفم.
- فقدان الشهية وفقدان الوزن.
- استفراغ و غثيان.
- إمساك.
هذا يمكن أن يسبب: انخفاض معدل الذكاء، انخفاض في القدرة على الانتباه، ضعف الأداء في المدرسة. هناك أيضًا أدلة على أن تعرض الأطفال للرصاص يمكن أن يسبب ضررًا طويل المدى.

ما هي آثار التسمم بالرصاص لدى البالغين؟
يمكن أن يؤدي التسمم بالرصاص لدى البالغين إلى آثار صحية خطيرة. يمكن أن تشمل هذه التأثيرات ما يلي:
- ارتفاع ضغط الدم.
- مشاكل في الكلى.
- آلام المفاصل والعضلات.
- صداع.
- ألم في البطن.
- ضغط دم مرتفع.
- صعوبة في التركيز.
- مشاكل في الذاكرة.
- تغيرات في المزاج.
- انخفاض عدد الحيوانات المنوية أو وجود حيوانات منوية غير طبيعية.
- الإجهاض، أو وفاة الجنين، أو الولادة المبكرة.

تشخيص التسمم بالرصاص:
أي مستوى من الرصاص في الدم لا يعتبر آمنًا، خاصة بالنسبة للأطفال.
يمكن لاختبار دم بسيط معرفة ما إذا كنت أنت أو طفلك مصابًا بالتسمم بالرصاص. يتم إجراء الاختبار لمعظم الأطفال في سن 1 و2 سنة. وقد ترغب في إجراء ذلك في كثير من الأحيان إذا كنت تعيش في منطقة بها منازل قديمة. قد يقترح الطبيب إجراء اختبار للأطفال الأكبر سنًا الذين لم يتم فحصهم أيضاً.
بالنسبة للبالغين الذين لديهم أعراض أو يعتقدون أنهم تعرضوا للمرض فيجب عليهم أن يراجعوا طبيبهم. تتطلب بعض أماكن العمل التي يحتمل التعرض فيها إجراء اختبارات منتظمة. العمال الآخرون المعرضون للخطر هم من يقومون بدهان المنازل والذين يضطرون إلى التخلص من الطلاء القديم بتجريفه، يجب أن يخضعوا للاختبار كل شهر إلى شهرين حيثما يكون التعرض محتملاً.
لإجراء فحص الدم، سيقوم الطبيب بأخذ الدم من الوريد في الذراع أو نهاية الإصبع. يتم قياس محتوى الرصاص بالميكروجرام لكل ديسيلتر (mcg/dL) من الدم. لا يوجد مستوى آمن للرصاص في الدم، ولكن 5 ميكروجرام/ديسيلتر يستدعي لإجراء اختبارات مستمرة.
ويلزم علاج الاطفال عند وجود الرصاص لديهم بمستوى 45 ميكروجرام/ديسيلتر أو أعلى، بينما ينبغي علاج معظم البالغين الذين لديهم مستوى 80 ميكروجرام/ديسيلتر أو أعلى، وجميع البالغين الذين لديهم مستوى 100 ميكروجرام/ديسيلتر أو أكثر. إذا كان مستوى الدم لديك 50 ميكروجرام/ديسيلتر أو أعلى ولديك أعراض حادة، فقد يقترح طبيبك أيضًا العلاج.

علاج التسمم بالرصاص:
إذا كانت مستويات الرصاص في الدم منخفضة، فإن إزالة مصدر الرصاص قد يكون كافيًا.

بالنسبة للحالات الأكثر خطورة، قد يقترح طبيبك ما يلي:
- العلاج باستخدام (Chelation therapy) : في هذا العلاج، يرتبط الدواء -الذي يُعطى عن طريق الفم- بالرصاص بحيث يُطرح في البول. قد يوصى بالعلاج بالاستخلاب للأطفال الذين لديهم مستوى دم يبلغ 45 ميكروجرام/ديسيلتر أو أكثر والبالغين الذين يعانون من ارتفاع مستويات الرصاص في الدم أو أعراض التسمم بالرصاص.
- كما يمكن استخدام علاج آخر يعطى عن طريق الحقن لمعالجة البالغين الذين تزيد مستويات الرصاص لديهم عن 45 ميكروجرام/ديسيلتر من الدم والأطفال الذين لا يستطيعون تحمل الدواء المستخدم في العلاج الفموي.