يبدو ان تنبؤات غوار الطوشة في سبعينيات القرن الماضي حين كان يردد في مسلسله الشهير صح النوم عبارة حارة كل من ايده اله قد صدقت, بل وتوافقت مع الواقع الذي تشهده عددا من نقاباتنا المهنية وفي مقدمتها نقابة اصحاب مكاتب تأجير السيارات التي باتت ترجمة واقعية لجملة ابن الطوشة الشهيرة.
وما استقالة ستة اعضاء من مجلس الادارة وهم محمد قدح وعبد الرؤوف السحت واحمد شاهين وحامد عوض ورند ضياء وشادي ابو النادي الا بداية انتفاضة على حالة التخبط التي تعيشها النقابة والتي ادت الى تدهور اعمال الكثيرون من اعضاء الهيئة العامة.
رئيس النقاببة حاول بشتى الطرق والوسائل اظهار ما يجري في النقابة على انه سحابة صيف او زوبعة في فنجان سرعان ما ان تنتهي وذلك عبر استدعاء الاعضاء الاحتياط ورأب الصدع حتى يجمل الصورة امام الهيئة العامة لكن المفاجأة التي يحسب لها حساب تمثلت في رفض الاعضاء الاحتياط الانضمام لهذا المجلس لتحفظاتهم على طريقة ادارة النقابة وعملها.
وللتأكيد على ان كلام الطوشة ينطبق على الحال الذي تعيشه النقابة في الوقت الحالي التسجيل الصوتي الذي تسرب لعضو النقابة ( المعين ) جيف عبد المسيح وهو يرد على العضو نصال العريبي الذي طالب بفتح باب العضوية لاعضاء النقابة بدلا من التعيين حيث قال عبد المسيح بالحرف الواحد:نريد ان نستقطب اعضاء من شلتنا يوافقونا على قراراتنا وينسجمون مع توجهاتنا وليس من صالحنا ان نفتح المجال امام الجميع ليرشحوا انفسهم لعضوية المجلس.
كلام امسيح لخص حال النقابة في الوقت الراهن فقد اصبحت مقتصرة على اشخاص معينيين يعملون لخدمة مصالحهم الشخصية ومصالح فئات معينة من الهيئة العامة وهو ما يتعارض مع مفهوم النقابات المهنية التي وجدت بالاصل لخدمة منتسبيها من الهيئات العامة, فما يحدث ما هو الا عبارة عن ميزاجية لا تتفق ابدا مع مبدأ العمل النقابي... وصح السانك يا ابن الطوشة.
ولعل استقالة ستة اعضاء من اعضاء مجلس ادارة النقابة وهم بالمناسبة خيرة الخيرة في هذا القطاع ما هو الا دليل صارخ على ان هذه النقابة بحاجة الى اعادة ترتيب اوراقها فهي ليست عزبة او تكية توزع فيها الحلى والاضاحي على المحتاجية..