رسائل عتب من”الموساد” وتلميحات من "البنتاغون” : الاسابيع الـ10 المقبلة مهمة جدا في مسيرة اليمين بتل ابيب وعلى عمان إظهار”الصبر” والعودة للشراكة ونتنياهو "يلعب في الاقليم” من وراء ظهر واشنطن
لاحظ المراقبون السياسيون كيف تحدث الملك عبدالله الثاني عن مرحلة من”أسوأ العلاقات” بين بلاده واسرائيل مع التركيز على توفر فرصة خلال الاشهر الثلاثة المقبلة لأن تعود الاتصالات والعلاقات "إلى سابق عهدها”.
لم يحدد ملك الاردن الجهات التي يعتبرها مسؤولة عن "سوء العلاقات”.لكن الاشارة كانت مباشرة وواضحة الى بنيامين نتنياهو ومجموعته اليمنية المتطرفة التي تمترست في مضايقة الاردن مرتين على الاقل مؤخرا بعبر الاعلان عن ضم شمالي البحر الميت والاغوار رسميا الى اسرائيل وعبرالمساس المنهجي بمباديء "الوصاية الهاشمية” خصوصا عبر الموافقة على دعوات لان يصلي اليهود في باحة المسجد الاقصى ،الامر الذي اعتبر اضخم تحرش اسرائيلي بالمملكة الهاشمية.
لماذا وصف الملك الاردني العلاقات مع اسرائيل بانها سيئة جدا خلال ظهوره في حوار بمعهد الشرق الادنى الامريكي ؟.
يكن فهم ا لرسالة الاردنية من خلال فهم طبيعة الموقف الاردني من المعهد المشار اليه فهو في حسابات الخارجية الاردنية احد المؤسسات البحثية الكبيرة المحسوبة تماما على اسرائيل وعلى اللوبي الاسرائيلي في الواقع الامريكي.
يعني ذلك ان عاهل الاردن اراد ان يتحدث عن الاسرائيليين عبر ومع مؤسسات داعمة بقوة لهم في الهيكل الامريكي.
والعلاقات تطورت لصالح السلبية بعد استعادة اراضي الباقورة ورفض ملك الاردن مرتين لإستقبال نتنياهو في عمان وسط نشر مقالات في عمان تشير لان الموقف الملكي الاردني ساهم في تقليص فرص نتنياهو المترنح والذي يخضع للتحقيق والاتهام حاليا ويعتبر في اسوأ احواله.
الرسالة الملكية الاردنية تنطوي ايضا على تذكير بان الاشهر الثلاثة المقبلة اساسية لتقييم الموقف واستعادة الشراكة من اجل السلام وهي صيغة اردنية تعني دوما مؤسسات العمق الاسرائيلي الامنية والعسكرية.
وتلك سياسيا دعوة اردنية لاستنئاف الاتصالات والشراكة على اساس "الماضي” بمعنى مصداقية الخطاب والاجراءات حيث درج الاردنيون على وصف نتنياهو في اروقة القرار بانه "مخادع وكذاب”.
عمان بدأت خلف الكواليس اقل تفاعلا مع مبعوثين امريكيين يعملون مع الاغلبية الجمهورية في الكونجرس وعادت لتنشيط التواصل مع وزارة الخارجية.
عمان تلقت رسالة "مهمة ومثيرة” حسب مصادر مطلعة من الجيش الاسرائيلي والمؤسسة الامنية الاسرائيلية العميقة وتحديدا من جهاز الموساد تعبر عن الامل بان لا تعتبر عمان مواقف نتنياهو وحزبه هي الاساس في نظرة اسرائيل او عمقها للعلاقة مع الاردن.
الرسالة تلك حملها مبعوث اردني وتشير الى ان الامن الاسرائيلي مهتم بان لا ترتبك الخطوط وتصبح مشوشة مع الاردن بسبب تصرفات حكومة نتنياهو وتصريحاتها ويسعى المرسلون هنا لتبديد المخاوف الاردنية والتاكيد على ان العمق الاسرائيلي "لم ينقلب” على الدولة الاردنية ويطالب باسئتناف التواصل وعدم البقاء في مساحة التردد.
تلك الايحاءات على الارجح طلبت من الاردنيين الانتظار قليلا وعدم التسرع في الحكم على تطورات العلاقة معهم واشارت الى سقف زمني مدته 10 اسابيع يعتقد ان الامور ستتغر خلالها في اسرائيل نحو الافضل وعودة التنسيق التفصيلي مع الاردن خصوصا في ظل تقييمات تسمعها عمان في واشنطن عن مؤسسات عميقة امريكية معترضة على برنامج نتنياهو في اقامة علاقات خاصة وسريعة مع دول الاقليم وبدون تنسيق مع واشنطن ومن وراء ظهرها احيانا.
ويبدو ان الاسابيع العشرة المشار اليها هي التي يؤشر عليها ملك الاردن وهو يتحدث عن أمال بحصول تغييرات لصالح السلام والشراكة في "التركيبة الاسرائيلية”.